الاعلام ركز على كلماته النابية وتغافل عن تصريحاته الحساسة
أخطاء عجلت بطرد سكاراموتشي ...إنه زمن الجنرالات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من نيويورك: طقس صيفي حار يسيطر على العاصمة الاميركية واشنطن، وأشعة الشمس الخارقة تخترق أروقة الجناح الغربي المضطرب في البيت الأبيض.
الاثنين 31 يوليو، الاستعدادات تجري على قدم وساق تحضيرًا لحفل قسم يمين جون كيلي كرئيس لأركان موظفي البيت قبل مباشرة مهامه للإشراف على شؤون الموظفين والمساعدة في تنفيذ أجندة الرئيس ترمب.
على بعد أمتار، يكمل مدير التواصل الجديد انطوني سكاراموتشي استعداداته هو الآخر لتشكيل الفريق الذي سيعمل معه، الرجل سرق الانظار في أول عشرة أيام أمضاها بمنصبه الجديد من رئيسه نفسه بسبب مواقفه، ويكاد يدفع أول ثمن بعد خلافات لشون سبايسر، فزوجته باشرت بإجراءات الطلاق مباشرة بعد دخوله البيت الابيض.
الصراع المتوقع
"إيلاف" نشرت يوم أمس عن المهمة الصعبة التي تنتظر الجنرال كيلي، وعن طبيعة العلاقة التي ستكون بينه وبين الرجل القادم الى الاعلام انطوني سكاراموتشي، الذي أذهل الجميع بتصرفاته في ايامه الأولى بالإدارة، خصوصًا وان سكاراموتشي تعهد برفع تقاريره مباشرة الى الرئيس، فيما يمتلك كيلي من خلال موقعه الجديد السلطة على كامل موظفي البيت الأبيض.
ترمب الذي يقاتل على جبهات نظام اوباما كير، والجدار الحدودي والعلاقات الروسية وصواريخ كوريا الشمالية، والناتو، قرر الحسم بشكل سريع وتوجيه رسالة ايجابية لكيلي بناء لطلبه تمثلت بإزاحة سكاراموتشي من منصبه.
الرئيس اراد من خلال خطوته اسكات الاصوات التي تحدثت عن عدم منحه لرئيس اركان موظفي البيت الابيض أي صلاحية تخوله لعب الدور المطلوب، والقول ان كيلي يمثل عصرًا جديدًا في العاصمة.
أخطاء قاتلة
وفي حين ركزت وسائل الاعلام على التصريحات السلبية التي اطلقها سكاراموتشي تجاه ستيف بانون ورينس بريبوس، واتهام الاخير بتسريب معلومات الى الصحافة عمّا يجري في البيت الابيض، واعتبار ان هذه الامور ساهمت في طرده من منصبه، إلا ان خليفة شون سبايسر ارتكب اخطاء قاتلة أظهرت تخبط فريق عمل الرئيس وانعدام التوازن وغياب التواصل بين العاملين في الادارة الجديدة.
وبظل وجود ادارة لم يمضِ على تسلمها الحكم سبعة أشهر، فإن الخروج برسالة موحدة ومتماسكة أمر بالغ الأهمية، لا سيما في ما يتعلق بالمسائل القانونية والسياسية في البيت الأبيض، ولكن سكاراموتشي اختار السباحة بعكس التيار في قضايا حساسة.
تضارب التصريحات
ففي مقابلة له مع شبكة سي ان ان، قال انه ليس متأكداً مما اذا كان ترمب يؤيد مشروع قانون العقوبات الذي فرضه الكونغرس على روسيا، في الوقت الذي كانت فيه المتحدثة باسم البيت الابيض، سارة هاكابي ساندرز تقول: "إن ادارة ترمب تؤيد الحزم مع روسيا، وخصوصًا في جعل هذه العقوبات تأخذ مكانها".
ولم تتضارب تصريحات سكاراموتشي مع ساندرز فقط، فقد اطلق موقفًا مناقضًا لموقف محامي ترمب جاي سيكولو، في قضية امكانية طلب الرئيس العفو له ولعائلته، اذ قال: "انه كان في المكتب البيضاوي مع ترمب عندما طرح ترمب قضية العفو معه"، بينما اشار سيكولو "الى أنه وعلى الرغم من أن ترمب لديه سلطة العفو، فإن فريق ترمب القانوني لم يناقش العفو مع ترمب على الإطلاق".
زمن الجنرالات
دخل سكاراموتشي يوم الجمعة 21 من يوليو الماضي الى البيت وخرج في الواحد والثلاثين من الشهر نفسه ليلتحق بركب الذين سبقوه، بالمقابل قد يقرع اليوم الاول لحكم كيلي جرس الانذار في البيت الابيض، ففي غضون سبعة اشهر بدأت صراعات الاجنحة تضمحل وتسطع شمس الجنرالات من جيمس ماتيس وهربرت ماكماستر الى جون كيلي.