صحف عربية تبرز اتفاق مناطق "خفض التوتر" مع المعارضة السورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بالاتفاق الأخير في سورياالذي يقضي بإنشاء منطقة ثالثة لخفض التوتر شمالي مدينة حمص مع من تصفهم روسيا ب"المعارضة المعتدلة".
ويعد الاتفاق تطبيقاً للخطة التي توصلت إليها روسيا وتركيا وإيران في محادثات السلام في أستانا.
من جانبها، أبرزت الصحف المصرية دور القاهرة في إتمام الاتفاق.
عزل جبهة النصرة
تقول الأخبار اللبنانية: "يبدو مشهد عزل جبهة النصرة أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. فالاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ، يستثني كسابقيه في الجنوب وغوطة دمشق، تنظيمَي داعش وجبهة النصرة من الهدنة، ويطالب الفصائل المسلحة بإخراج التنظيمين من تلك المناطق، إلى جانب أي تشكيلات متحالفة معهما".
تضيف الصحيفة أن من النقاط اللافتة في ضوء اتفاقات تخفيف التصعيد الأخيرة أن "عودة واشنطن عبر اتفاق عمّان؛ والسعودية وحلفائها من بوابة اتفاقات القاهرة، تأتي على حساب لاعبين رئيسيين على الساحة السورية، وهما إيران وتركيا. وبعبارة أخرى، هو مسار بديل صادر مخرجات أستانا، وأبعد طهران وأنقرة عن دور الضامن لتنفيذ تلك المخرجات، معطياً لموسكو دوراً مركزياً ومتفرّداً في المقابل".
في السياق ذاته، يقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: "فاتت الفرصة التي كان يمكن لجناحي الإرهاب في سوريا (داعش والنصرة) أن يضما بنادقهما إلى بعضهما البعض، فمناطق سيطرة الفصيلين تكاد تكون منفصلة تماماً من الناحية الجغرافية، إلا في جنوب غرب سوريا، وبعض الجيوب المتبقية في ريف دمشق الجنوبي - الشرقي، وسيتعين على الفصيلين مواجهة مصيرهما المشترك، أحدهما بمعزل عن الأخر".
ويرى الرنتاوي أن تنظيم "داعش يواجه آخر معاركه السورية الكبرى في الرقة ودير الزور، والنصرة بانتظار أم المعارك في إدلب".
ويتوقع الكاتب ألا "يختلف مصير النصرة في درعا والقنيطرة عن مصير إمارتها العرسالية التي تهاوت مؤخراً وبأسرع مما كان يعتقد".
ويقول نبيل هيثم في الجمهورية اللبنانية: "باتت إدلب تشكّل الوجهة الأساسية لتكديس إرهابيّي جبهة النصرة التي باتت تسيطر على ما يزيد عن سبعين إلى ثمانين في المئة من محافظة إدلب".
يضيف: "الاستمرار في عملية تكديس مجموعات التكفيريين على اختلاف مسمياتهم وجنسياتهم في رقعة جغرافية محدّدة، تمهيداً لجولة عسكرية حاسمة، تحوّل إدلب الى قبر واسع لدفن تلك المجموعات فيه. ولا أستبعد أن يمهّد الحسم في إدلب الطريق نحو تسوية سياسية شاملة... إما في جنيف أو في أستانا".
ويقول محرز العلي في الثورة السورية: "المعركة قادمة مع داعش والانتصار قادم ببطولات الجيش العربي السوري والمقاومة وقادمات الأيام سوف تزف لنا أخبار النصر وهزيمة داعش كما هزمت جبهة النصرة الإرهابية في تلك المنطقة الاستراتيجية" علي الحدود اللبنانية في عرسال.
تداخل روسي-أمريكي
يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية: "مناطق خفض التصعيد في حرب سوريا تتكاثر بمقدار ما تضيق مناطق التصعيد. وهذا سيناريو مركّب في صراع جيوسياسي أشدّ تعقيباً من لعبة على رقع شطرنج".
ويفضل الكاتب إطلاق تسمية ما يحدث بأنه "تفكيك الحرب بدل إنهائها".
وتقول ثريا شاهين في المستقبل اللبنانية: "ما يحصل بين الروس والاميركيين من تعاون في سوريا، من المبكر لأوانه وصفه بأنه أبعد من خطوات للتهدئة، لأن الحل النهائي لا يزال بعيداً ويحتاج إلى سنوات".
كذلك يشير صبحي حديدي في القدس العربي اللندنية إلي إن واشنطن "لم تستقرّ في أيّ يوم على خيار تغيير النظام، أو اعتناق مبدأ إسقاطه، أياً كانت الوسيلة. ذلك لأنّ الاستقرار على توجّه مثل هذا كان سيُلزمها بالمشاركة المباشرة في صناعته، عبر سلسلة عمليات سياسية واقتصادية وعسكرية ودبلوماسية واستخباراتية".
تقول راغدة درغام في الحياة اللندنية إنه من "الواضح أن روسيا تملك أدوات الضغط والتأثير على كل من بشار الأسد ونظامه وإيران وميليشياتها" لكنه يشير إلي أن " موسكو لن تستعمل هذه الأدوات ما دامت السياسة الأميركية تتسم بالضعف والتردد والاستلقاء".
دور مصري
من جانبها، احتفت صحف مصرية بما وصفته بالنجاح المصري وانتصار الدبلوماسية في إبرام هدنة "ريف حمص".
تشير الدستور المصرية إلي ما تصفه بنجاح "قوة مصر الناعمة للمرة الثانية في إقرار هدنة بحمص بالتعاون مع روسيا".
كذلك تقول المصري اليوم إن مصر تسير "علي طريق وقف نزيف الدم السوري".
ووصفت الجمهورية التوصل إلي الهدنة بانها انتصار للدبلوماسية في سوريا.
يقول وليد شقير في الحياة اللندنية إن التفاهمات والتحالفات الأخيرة في سوريا "تؤسس لمرحلة جديدة في الصراع الدائر على بلاد الشام. وقد تختزل هذه التحالفات والتفاهمات في جانب منها معادلات جديدة، تتولى واشنطن وموسكو توزيع أدوار اللاعبين الإقليميين فيها، وتشكل مؤشراً إلى تموضع جديد في التنافس على النفوذ".
ويضيف أن "القاهرة تطمح إلى نقل الحريق السوري من أروقة الديبلوماسية الدولية إلى الجامعة العربية".
ويشير شقير إلي الترقب حيال كيفية "تعامل التحالف الثلاثي مع الاعتراض الأميركي على تكريس إدلب منطقة نفوذ للنصرة".
يرى محمد أبو الفضل في العرب اللندنية أن "دور مصر يتصاعد في سوريا" باعتبارها "وسيط معترف به من قوى فاعلة في الأزمة".
يقول: "تظل التحديات التي تواجه القاهرة، وتتمثل في القوى الرافضة لتواجدها (تركيا وقطر والفصائل الإرهابية التي تدور في فلكهما) عاملا جوهريا في تحديد مصير الدور المصري في سوريا".