قوات النخبة تطرد القاعدة من ميفعة والروضة وحبان
محافظة شبوة تعود إلى أحضان الحكومة اليمنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من صنعاء: بدعم من التحالف العربي في اليمن، أحكمت قوات النخبة الشبوانية سيطرتها على مديريات محافظة شبوة، والتي بقيت خارج نطاق سيطرة الحكومة اليمنية، ونشطت فيها جماعة أنصار الشريعة منذ سنوات.
استعادت السلطة المحلية في مديريات ميفعة والروضة وحبان في محافظة شبوة نشاطها الحكومي بعد انتشار قوات النخبة الشبوانية في تلك المديريات، إثر سيطرة قوات الحكومة اليمنية عليها، مدعومة من قوات التحالف العربي في اليمن.
وقال سالم صبيح باعوضة، وكيل محافظة شبوة لشؤون المديريات الجنوبية، إن مرحلة جديدة بدأت في هذه المديريات بعودة السلطة المحلية لممارسة مهامها بشكل طبيعي.
وصرّح باعوضة لـ "إيلاف": "هذا اليوم تاريخي في مديريات جنوب شبوة، وخصوصًا ميفعة، وهو يوم عيد بدخول النخبة الشبوانية إلى المديرية. عمت الفرحة أهالي هذه المديريات". ولفت إلى أن هذه المديريات عانت طويلًا الانفلات الأمني والفراغ الإداري وانتشار الجماعات المسلحة، ما أدى إلى شلل تام فيها.
والنخبة الشبوانية قوات شكلها التحالف العربي أخيرًا على غرار قوات النخبة الحضرمية، تشرف عليها دولة الامارات العربية المتحدة وتمولها، ويتولى ضباط إماراتيون وأردنيون تدريب عناصرها. وهي مزوّدة بالدبابات والمدرعات والأسلحة الرشاشة والأمور اللوجستية.
جولة ميدانية
جالت "إيلاف" في مديريات شبوة، ورصدت الانتشار الأمني في عدد من نقاط التفتيش والحواجز فيها، خصوصًا في بلدات حبان والروضة ومفرق الحوطة وعزان وجول الريدة ورضوم، حيث وضعت تحصينات مشددة تحسبًا لأي عمليات هجومية يشنها تنظيم "القاعدة".
تتراوح أعمار معظم أفراد النخبة بين 20 و25 سنة، وينتمون إلى مديريات مختلفة من المحافظة نفسها. ولاحظت "إيلاف" الارتياح الكبير السائد بين أهالي المديريات المحررة جراء انتشار قوات النخبة. قال المواطن محمد باقطمي إن المديرية عانت كثيرًا حالة اللادولة واللانظام، وأعرب عن أمله في أن يسود الأمن أنحاء المديرية.
وكانت "إيلاف" قد زارت مدينة عزان، أهم مدن المديريات الجنوبية، في يونيو من العام الماضي، وكانت بعدُ تحت سيطرة مسلحي انصار الشريعة (تنظيم القاعدة)، ونقلت مشاهد من سيطرة التنظيم على المدينة.
لمسات انسانية
لم تمض ساعات على انتشار قوات النخبة في مديريات جنوب شبوة، حتى بدأت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع مساعدات إغاثية لنحو ألف من الفقراء والمحتاجين من ابناء مدينة عزان.
أكد محمد المهيري، رئيس فريق الهلال الأحمر الإماراتي في شبوة، خلال عملية التوزيع بحضور باعوضة ومدير عام مديرية ميفعة عبدالله عاتق باعوضة، أكد حرص الهيئة على المساهمة فى رفع المعاناة عن المحتاجين خصوصًا الأسر الفقيرة والأشد فقرًا والتي تفتقر إلى أبسط الاحتياجات التي تلبي متطلباتها.
وأشار إلى أن هذه المساعدات تأتي ضمن سلسلة حملات المساعدات الإنسانية التي تسعى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى تقديمها إلى أبناء عزان وفق خطة عملها وتلبية لنداء الأهالي في المنطقة، ومدّ يد العون والإخاء إليهم. ولفت رئيس فريق الهلال الأحمر الإماراتي في شبوة إلى أن هذه الحملة تأتي تجسيدًا لاهتمام الإمارات والهلال الأحمر الإماراتي بأبناء المحافظة واليمن عمومًا، وتأصيلًا للروابط الأخوية الممتدة بين أبناء البلدين الشقيقين.
وقالن صبيح باعوضة: "ما زاد فرحة الأهالي كان الحضور السريع للهلال الاحمر الاماراتي لمساعدة أبناء هذه المناطق وإغاثتهم بالمواد الغذائية، ونحن نشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على دعمها الأمني والعسكري واللوجستي والإنساني والتنموي لهذه المديريات".
استعراض تاريخي
تشكل مديرية ميفعة قلب المديريات الجنوبية لمحافظة شبوة وأهمها. ومنذ الانتفاضة الشعبية ضد علي عبدالله صالح في عام 2011، شهدت المديرية حوادث جسام، حيث عكست الإضطرابات الأمنية نفسها على عمل السلطات المحلية، وشهدت حالة من عدم الاستقرار وغياب الدولة.
هذه أهم المحطات والحوادث التي مرت بها ميفعة منذ 2011:
- مارس 2011: سيطر "انصار الشريعة"، الذراع اليمنية لتنظيم قاعدة جزيرة العرب، على عزان وهي المركز الاقتصادي والتجاري للمديرية، وأعلنت (إمارة عزان)، ما أدى إلى تعليق السلطة المحلية أنشطتها وأعمالها. - يونيو 2012: بعد عام وثلاثة اشهر، انسحب أنصار الشريعة وعادت السلطة المحلية إلى ممارسة اعمالها. - سبتمبر 2013: هجوم أنصار الشريعة على معسكر قوات الأمن العام والمركزي في مركز المديرية جول الريدة، أدى إلى مقتل 8 من أفراد الأمن المركزي، ووقوع باقي الجنود في أسر التنظيم. بسبب ذلك الحادث، تم تعليق نشاط الأجهزة الأمنية في المديرية، بينما بقي المجمع الحكومي في جول الريدة مفتوحًا لمواصلة أعمال الحكومة المدنية، لكن بشكل نسبي. - ديسمبر 2013: في إثر الهبة الشعبية الحضرمية التي تأثرت بها المحافظات الجنوبية، وبينها شبوة، سيطر أنصار الحراك الجنوبي على المجمع الحكومي في جول الريدة، وعلقت حينها السلطة المحلية كامل أنشطتها الإدارية. - أبريل 2014: استعادت السلطة المحلية أعمالها بعد انسحاب الحراك الجنوبي من مقر الحكومة، إلا أنها لم تصمد طويلًا، فبدأت في نهاية الشهر نفسه حملة عسكرية شنتها قوات اللواء الثاني مشاة جبلي واللواء الثاني مشاة بحري على مديرية ميفعة، بدعوى تواجد تنظيم القاعدة فيها. - أبريل 2015: بعد اندلاع الحرب بين قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ومسلحي الحوثي وحرس صالح، وسقوط مدينة عتق المدينة المركزية لمحافظة شبوة بيد الحوثيين، شارك بعض قبائل المديريات الجنوبية في إسقاط معسكرات اللواء الثاني مشاة جبلي في جول الريدة وعزان، ومن حينها علقت السلطة المحلية اعمالها.
معاناة كبيرة
نجت المديرية من اجتياح جماعة الحوثي وقوات صالح بعدما اجتاحت عددًا من مناطق محافظة شبوة، إلا أن الجماعة لم تتمكن من تجاوز مثلث النقبة الاستراتيجي، بعد أن تصدت لها قبيلة لقموش الحميرية، وخاضت معها معارك شرسة استمرت اربعة اشهر، ولم تتوقف الا بانسحاب الحوثيين وقوات صالح في منتصف اغسطس 2015.
إضافة إلى هذه الحوادث، شهدت مناطق عدة في المديرية عمليات اغتيال طالت عناصر في جهازي الشرطة والمخابرات، يعتقد أن عناصر تنظيم القاعدة تقف وراءها.
كذلك عانت المديريات الجنوبية تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر خلال السنوات القليلة الماضية، إذ كانت ممرًا وتجمعًا لعشرات الآلاف من مهاجري دول القرن الافريقي غير الشرعيين، يُهرّبون من هذه المناطق إلى محافظات يمنية أخرى، ويذهب معظمهم إلى المملكة العربية السعودية.