دعوة الاعلاميين للحصول على تخويلات بتغطية العمليات العسكرية
القوات تتقدم والطيران يقصف.. معركة تلعفر تنتظر إشارة العبادي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من لندن: تمهيدًا لانطلاق معركة تحرير مدينة تلعفر غرب الموصل من قبضة تنظيم داعش، فقد قصف سلاح الجو اليوم اهداف التنظيم فيها بالترافق مع تقدم قوات النخبة الى مشارفها بإنتظار إشارة العبادي لبدء الهجوم، فيما اصدرت خلية الاعلام الحربي توصيات الى الاعلاميين الراغبين بتغطية العمليات العسكرية هناك.
واليوم قصف سلاح الجو اهدافًا عدة داخل تلعفر استهدفت تحصينات ومعامل تصنيع المتفجرات والمفخخات، وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع تنفيذ ضربات جوية تمهد لانطلاق الهجوم البري.
قوات النخبة تصل مشارف تلعفر
وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن وحدات من الفرقة الآلية المدرعة وقوات النخبة تحركت باتجاه تلعفر وتمركزت في مواضعها القتالية على مشارف المدينة استعدادًا لمعركة التحرير .
واشار القائد العسكري في بيان تابعته "إيلاف" الى أن طلائع قوات الشرطة الاتحادية من الفرقتين الخامسة والثالثة وافواج القناصين والطائرات المسيرة وعشرات الآليات المدرعة وصلت الى مشارف تلعفر واستكملت جميع التحضيرات اللوجستية لمعركة تحرير المدينة.
وعلى الصعيد نفسه، قال المتحدث باسم قيادة القوات المشتركة العميد يحيى رسول إن قيادة العمليات العسكرية وضعت الخطط اللازمة لعملية تحرير قضاء تلعفر بمشاركة القطعات المسلحة بمختلف مسمياتها. واشار في تصريح صحافي وزعته قيادة القوات، واطلعت عليه "إيلاف"، الى ان القطعات المشتركة في المعركة تنتظر ساعة الصفر لبدء عملية التحرير، حيث انها تجري حاليًا عملية الاستحضارات لبدء المعركة.
واوضح ان هناك "ضربات جوية لاستنزاف داعش وتجريده من اسلحته ومعداته من خلال استهداف مقرات القيادة والسيطرة ومستودعات الاسلحة ومعامل التفخيخ وتجمعات التنظيم في تلعفر، ووفق المعلومات الاستخبارية المرسلة الى القوة الجوية العراقية ".
توصيات للاعلام
وفي مؤشر على قرب انطلاق معركة تحرير تلعفر الاستراتيجية، فقد اصدرت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات العراقية المشتركة تعليمات اليوم الى جميع وسائل الاعلام والصحافيين العراقيين والعرب والأجانب.
واشارت الخلية الى ان الحصول على موافقات أمنية جديدة بتخويل من منها سيكون لتغطية عملية تحرير تلعفر تحديدًا ومعها ورقة التوصيات الصادرة من قيادة العمليات المشتركة لجميع الاعلاميين والصحافيين الذين يودون الحصول على التخويل الامني. واشارت الى ان هذا سياق لكل عملية عسكرية ينتهي التخويل بانتهاء العملية العسكرية المحدد اسمها في التخويل، موضحة ان الغاية من ذلك هو تنظيم العمل وتسهيل حركة وسائل الاعلام في مسرح العمليات.
واضافت ان ورقة التوصيات ستحمل اسماء وأرقام تلفونات ضباط الإعلام حسب كل محور مع رقم موبايل خلية الاعلام الحربي، كما تتضمن المحاذير الأمنية ومساحة العمل الامنة والالتزامات المشتركة.
واضافت الخلية قائلة "ان حياة كل اعلامي وصحافي أغلى وأثمن من أي خبر، ومهما يكن الخبر فإنه لا يستحق المخاطرة بالحياة". واكدت ان "كل ضباط الاعلام للقوات المشتركة في عملية تحرير تلعفر سيوفرون المعلومات المهمة للإعلاميين والصحافيين وخلية الاعلام الحربي تبقى منبر الحقيقة والموقف الرسمي لهم". وعبرت عن تطلعها الى "تعاون وتنسيق وتكامل في العمل بين الجميع لان المعركة هي بعنوان العراق ضد الارهاب والهدف تحرير ارض عراقية وانقاذ مواطنين عراقيين، وكذلك القضاء على داعش نهائيًا".
واكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي في بغداد، الثلاثاء الماضي، اكمال الاستعدادات لتحرير تلعفر التي تبعد 45 كيلومترًا شمال غرب الموصل، مشيرًا الى ان خطة وضعت مؤخرًا وتمت مراجعتها مرة اخرى قبل يومين موضحًا ان عمليات تلعفر ستنطلق قريباً بمشاركة جميع القطعات والتشكيلات العسكرية المسلحة.
تداخلات خارجية
وتلعفر المدينة التي كان عدد سكانها قبل أن تسقط في قبضة التنظيم في يونيو 2014 حوالي ربع مليون نسمة، قد شهدت موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأفرز بعضًا من أكبر قادة داعش.
كما أصبحت محورًا لصراع أوسع على النفوذ إذ ترفض تركيا التي تقول إن لها ارتباطًا بسكان تلعفر وأغلبهم من التركمان مشاركة الفصائل الشيعية المسلحة التي تحارب مع القوات العراقية، وتدعم إيران بعضها في معركتها.
وعندما هاجم الجيش العراقي مدينة الموصل في اكتوبر الماضي، بعد استبعاد فصائل الحشد الشعبي الشيعية من المعركة، قام بعضها بالالتفاف حول المدينة وتوجه غرباً نحو مدينة تلعفر وخاض معارك للسيطرة على ضواحيها، ولكن تهديدات تركية أرغمت الفصائل على التوقف وعدم اقتحام المدينة، وقررت التوجه اقصى الغرب عند بلدة البعاج على الحدود السورية.
ويحذر مسؤولون اتراك من اقتحام الفصائل الشيعية تلعفر خشية حصول أعمال عنف طائفية ضد التركمان السنّة الموجودين في المدينة، والذين ينظر اليهم من قبل التركمان الشيعة الذين غادروا المدينة الى محافظات جنوب العراق في كربلاء والنجف بأنهم يدعمون داعش .
وعلى بعد 50 كيلومترًا ما زالت قوات تركية موجودة في معسكر زليكان في بلدة بعشيقة شمال الموصل ورفضت الانسحاب منها رغم اندلاع أزمة دبلوماسية بين بغداد وأنقرة وهذه القوة العسكرية ورقة تهديد ضد الفصائل الشيعية اذا ما شاركت في معركة تلعفر، وهو ما يشكل خيارات صعبة امام العبادي حول معركة تلعفر، فهناك مخاوف من تدخل القوات التركية الموجودة شمال المدينة في المعركة .
حل وسط لإنهاء اشكالات محلية .. وتدريب على حرب الشوارع
وحلاً لهذا الاشكال، فقد لجأ رئيس الوزراء العراقي الى حل وسط يرضي جميع الاطراف من خلال اشراك فصيل واحد من الحشد الشعبي يتبع العتبة العباسية باشراف مرجعية المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني، وهو "فرقة العباس القتالية" التي يقودها الشيخ ميثم الزيدي ويقدر عدد مقاتليها بعشرة آلاف مسلح، وشاركت في معارك عديدة ضد تنظيم داعش داخل العراق ضمن القوات العراقية المشتركة في محيط الموصل، وهي تكاد تكون الوحيدة من فصائل الحشد التي لم توجه إليها اتهامات بممارسة أعتداءات طائفية خلال المعارك السابقة.
وفعلاً، فقد اعلنت الفرقة انها قد استدعت 3 آلاف مسلح من مقاتليها الاحتياط استعدادًا لمشاركتها في معركة تحرير قضاء تلعفر.. موضحة أن اكاديميتها التدريبية تقوم حاليًا بفحص جاهزية ليتم اختيار المؤهلين لخوض المعركة المنتظرة.
وقد بدأت منذ اسبوعين وحدات من مغاوير الشرطة الاتحادية وفوج القتال الليلي ولواء القناصين ومكافحة المتفجرات بتكثيف تدريب عناصرها على عمليات الاقتحام وحرب الشوارع وتطهير المباني ومعالجة الافخاخ والالغام.
كما وضعت قوات الشرطة الاتحادية خطة أمنية لتأمين حماية المدارس في المناطق المحررة من الموصل، وهي وتعمل حاليًا على تجهيز المدارس بالكهرباء والمياه بالتنسيق مع الجهات المختصة، وذلك بعد ان تم في العاشر من الشهر الماضي الاعلان عن تحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية من قبضة تنظيم داعش بالكامل، بعد ان فرض سيطرته عليها منذ يونيو عام 2014 .
ألفا داعشي في تلعفر
وتقدر القوات العراقية أن هناك حوالي ألفي داعشي في تلعفر، كما يقول القائد العسكري اللواء نجم الجبوري رئيس بلدية تلعفر سابقًا .. وفيها منطقة السراي التي تشبه المدينة القديمة في الموصل التي اضطرت القوات العراقية للتقدم إليها سيرًا على الأقدام عبر شوارع ضيقة فيما يمكن التحرك في بقية أنحاء تلعفر بالدبابات والمدرعات.
ومن المتوقع أن تواجه القوات العراقية تفجيرات وقناصة وألغامًا لعرقلة تقدمها، فيما تحاصر قوات البيشمركة الكردية المدينة من الشمال، بينما تحاصرها فصائل الحشد الشعبي الشيعية المسلحة من الجنوب، وهو ما أدى إلى نقص الغذاء والمياه.
وتلعفر من المدن التركمانية التي يقطنها سنة وشيعية، وهي مركز قضاء تلعفر الذي يقع على بعد 70 كم شمال غرب الموصل، وهي من كبرى المدن في محافظة نينوى ويبلغ عدد سكان القضاء حوالي نصف مليون نسمة ومساحته 28 كيلومتراً مربعًا، وتبعد تلعفر المدينة عن غرب الموصل حوالي 45 كيلومتراً، وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالي 55 كيلومترًا، وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالي 60 كيلومتراً .