استضافة الحجاج أقوى رسالة سعودية للدوحة

نصر المجالي: رأى مراقبون ومحللون أن مبادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز نحو الحجاج القطريين تعتبر أهم اختراق في الأزمة الراهنة مع قطر، فضلاً عن كونها رسالة قوية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأسرة الحكم في قطر. 

وكانت قطر اتهمت المملكة العربية السعودية بتسييس الحج، وخاطبت مقرر الأمم المتحدة الخاص لحرية العقيدة في الشهر الماضي معبرة عن قلقها من العقبات التي تواجه القطريين الراغبين في الحج هذا العام.

وتم الإعلان عن القرار الملكي السعودي، بعد لقاء بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود والشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله بن جاسم آل ثاني، وذكر البيان أنه سيتم نقل كافة الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي، واستضافتهم على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة.

صمت قطري

 وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن معبر "سلوى" الحدودي سيكون مفتوحًا أمام القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج وسيسمح لهم بالدخول دون الحاجة إلى التصاريح الإلكترونية.

وفي حين لم تنقل وسائل الإعلام القطرية خبر المبادرة السعودية، لكن (رويترز) قالت إنه "لم يكن لدى متحدث قطري تعليق فوري بخصوص فتح الحدود أمام الحجاج، لكنه قال إن الشيخ عبد الله لا يتولى أي منصب رسمي". 

عبدالله بن علي آل ثاني

وإلى ذلك، فإن وسائل الإعلام والصحافة في دول الخليج ركزت في تقاريرها اليوم الخميس على شخصية الشيخ عبدالله بن علي بن عبد الله آل ثاني، الذي استقبله الأمير محمد بن سلمان، وقالت إنه من كبار شخصيات أسرة آل ثاني، ويحظى بقبول داخل الأسرة، فهو الابن التاسع لحاكم قطر الشيخ الراحل علي بن عبد الله آل ثاني وحفيد حاكم قطر عبد الله بن جاسم آل ثاني، وأخو الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الذي أطاح به ابن عمه الشيخ خليفه بن حمد ال ثاني جد الأمير تميم بن حمد في 22 من فبراير عام 1972 .

واشارت التقارير إلى أن عائلة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني وأجداده عُرف عنهم حسن تثبيت ركائز الحكم وإدارة الدولة، وحسن التعامل مع دول الجوار في القرن الماضي.

استقلال قطر

يشار إلى أنه في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني،  خامس حاكم لدولة قطر، انتهت  الوصاية البريطانية، وأعلن الاستقلال عن بريطانيا في سبتمبر عام 1971، وتم انشاء أول مجلس للوزراء وأول مجلس للشورى، وفي نفس التاريخ تم تعيين الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وليًا للعهد. وكان قد اتصف الشيخ أحمد بحسن الخلق والسمعة الطيبة والتدين.

وفي عام 1972، قام الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (والد الشيخ حمد وجدّ الشيخ تميم) بالانقلاب على ابن عمه الشيخ أحمد بن علي، وفي العام 1995 دفع الشيخ خليفة الثمن بأن انقلب عليه ولي عهده الشيخ حمد.

نهضة 

وشهدت قطر في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني نهضة ملحوظة ونقلة حضارية بإنتاج البترول من حقول دخان البرية والحقول البحرية، كما شهدت نموًا اقتصاديًا كبيرًا، شمل اكتشاف أول حقل بحري في العالم، وهو (العد الشرقي)، وتم تشغيله كمرفق بحري بصورة تامة، كذلك اكتشاف حقل بترول (ميدان محزم)، كما تم في عهده إنشاء محطة لتجميع البترول في جزيرة حالول، وبدأت عمليات الاستكشاف في حقل (أبو الحنين)، وتم الإنتاج سنة 1977، وهي فترة حكم الشيخ خليفة.

وفي عهد الشيخ أحمد بن علي، تم إصدار عملة ريال قطر ودبي عام 1966، وإنشاء إذاعة قطر عام 1968، وتلفزيون قطر عام 1970، وصدور الدستور الموقت وتشكيل أول مجلس وزراء عام 1970. 

 ويشار إلى أنه بعد تنازل الشيخ علي في 24 أكتوبر عام 1960 عن الحكم لنجله أحمد، بايعت أسرة آل ثاني الشيخ أحمد بن علي آل ثاني  الذي أكمل المسيرة وحقق لبلاده الاستقلال والأمن وكانت بداية عهد الرخاء.