32 قتيلا بصدامات في الهند بعد إدانة زعيم روحي بالاغتصاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بانتشكولا: قتل 32 شخصا على الاقل في صدامات اندلعت في شمال الهند اثر إدانة محكمة زعيما دينيا مثيرا للجدل بجرم اغتصاب امرأتين من اتباعه، ما اثار غضب عشرات الآلاف من انصاره الذين تجمعوا لسماع الحكم.
وأرسلت السلطات تعزيزات أمنية الى مدينة بانشكولا بعدما بدأ انصار المعلّم الديني رام رحيم سينغ باشعال النار في عشرات السيارات والقاء الحجارة ومهاجمة شاحنات النقل التلفزيوني.
وتوافد ما لا يقل عن مئة الف شخص الى المدينة الواقعة في ولاية هاريانا حيث أنشأت وكالة التحقيقات الفدرالية الهندية محكمة خاصة للبت في قضية الاغتصاب.
وقالت السلطات ان 32 شخصا قتلوا و180 جرحوا جراء اعمال الشغب في هاريانا حيث تم فرض منع التجوّل.
وأفاد مسؤول في الولاية وكالة فرانس برس طالبا عدم نشر هويته ان "الوضع مستمر على سوئه لكننا نكسب بعض الأرض. نأمل بتحريك قوى أكثر ليلا لنفرض سيطرتنا".
وقال ان الحشد اصيب بحالة من الهياج فور النطق بحكم الادانة وقاموا بالهجوم على رجال الشرطة. واضاف ان معظم الضحايا سقطوا بالرصاص.
وللزعيم الروحي رام رحيم سينغ اتباع كثيرون في العديد من الولايات في شمال الهند، خاصة في هاريانا حيث يقود حركة روحية تزعم ان لها الكثير من الموالين حول العالم.
وفرضت السلطات منع تجول في بانشكولا اضافة الى اربع مقاطعات في البنجاب لكبح انتشار العنف، كما قطعت خدمة الانترنت.
ومع انتشار اخبار ادانة سينغ وردت تقارير عن اعمال عنف في عدة مناطق في ولاية البنجاب المجاورة خارج العاصمة نيودلهي والتي تحد هاريانا.
ودان رئيس الوزراء ناريندرا مودي ما حصل عبر تويتر وقال "اعمال العنف اليوم محزنة جدا". وأضاف ان الحكومة الفدرالية تراقب الوضع، وحض الجميع على "الحفاظ على السلام".
وقال المدعي العام هاريندير بال سينغ فيرما لفرانس برس ان المعلّم الروحي كان "هادئا بعد اصدار الحكم" وتم نقله بمروحية الى مدينة أخرى في هاريانا، وسيتم تحديد مدة سجنه في 28 آب/أغسطس.
ولهذا المعلّم الروحي البالغ خمسين عاما اسلوب خاص من ناحية الازياء، اذ انه يرتدي دائما ملابس مرصعة بالمجوهرات مع ان مصدر ثروته غير واضح.
وتم رفع قضية الاغتصاب ضده بعد ان ارسلت امرأة مجهولة رسالة عام 2002 الى رئيس الوزراء حينها اتال بيهاري فاجبايي تتهم فيها سينغ باغتصابها وعدة نساء اخريات في الطائفة.
وطلب قاض من المكتب المركزي للتحقيقات متابعة هذا الاتهام، لكن تطلب الأمر سنوات لتعقب اثر الضحايا الى ان تقدمت امرأتين بشكاوى عام 2007.
وشهدت الهند عدة فضائح متعلقة بمعلمين روحيين يدعون انهم يملكون قوى خارقة، وسينغ ليس بعيدا عنهم. وهو اتُهم عام 2015 بتشجيع 400 من أتباعه على الخضوع لعمليات اخصاء في معبده حتى يتقربوا اكثر من الله.
كما انه خضع عام 2002 للمحاكمة بتهمة التآمر لقتل احد الصحافيين. لكن سينغ يصف طائفته بانها منظمة روحية للرعاية الاجتماعية.
وقال أنصاره الذين تجمعوا في بانشوكولا قبل اصدار الحكم إنه قلب حياتهم راسا على عقب، وان منظمته ساعدتهم على التخلص من ادمان الكحول.
وأزعج سينغ الزعماء الدينيين التقليديين في الهند وخاصة السيخ الذين يقولون انه يهين طائفتهم ويقلل من شأن ايمانهم.
كما جرت احتجاجات في ولاية البنجاب التي يسيطر عليها السيخ بسبب ظهور سينغ عام 2015 في فيلم يحمل عنوان "رسول الله" يظهره وهو يقوم بالمعجزات ويعظ الآلاف ويضرب رجال العصابات وهو يغني ويرقص.