أخبار

أزمة الكهرباء تفاقم مشكلة تلوث البحر وتهدد سكان غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: سلطت وفاة الطفل محمد السايس اثر تسممه بعد سباحته في بحر غزة الضوء على تزايد التلوث بمياه الصرف الصحي لتوقف محطات المعالجة عن العمل جراء تفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ أكثر من عقد.

توفي محمد ابن الخمسة أعوام نهاية تموز/يوليو بعد ايام من نقله الى المستشفى مصابا باعياء مع أشقائه بعد أن سبحوا في البحر الذي تصب فيه المياه العادمة وحيث تصل نسبة التلوث قرب الشاطىء الى "73 %" ببعض الملوثات الفتاكة ولا سيما الجراثيم المسبب للمرض، حسب سلطة جودة البيئة في غزة استنادا إلى فحص عينات من مناطق مختلفة.

وأكدت وزارة الصحة في غزة ان الطفل أصيب بتسمم بسبب ابتلاع مياه البحر الملوثة، وتحدثت عن إصابته بجرثومة "أحدثت تلفا في الدماغ" دون مزيد من التوضيح.

لكنها قالت إن مستشفيات القطاع قدمت العلاج لعشرات الحالات التي أصيبت بالتسمم بعد السباحة في البحر هذا الصيف.

ويشرح والد الطفل السايس ان العائلة توجهت إلى البحر في منطقة الشيخ عجلين جنوب غرب غزة. وقال "أولادي سبحوا في البحر طيلة اليوم، لكن بعد عودتنا للمنزل اصيبوا جميعا باعياء شديد. قمت ينقلهم للمستشفى لكن محمد توفي بعد ايام".

ويصب 23 مصرفا لمياه المجاري المياه المبتذلة على شواطئ القطاع الفقير الممتدة لنحو اربعين كيلومترا.

100 لف متر مكعب 

وتعمل محطات معالجة المياه العادمة بربع طاقتها نتيجة أزمة الكهرباء بحسب تقرير لمركز الميزان لحقوق الانسان وهي تصب لذلك تصب "100 الف متر مكعب من مياه المجاري على الاقل يوميا في البحر".

وقدرت الأمم المتحدة أن قطاع غزة سيصبح مكانا غير صالح للعيش بحلول 2020 لكن تقريرا حديثا قال ان الكارثة وشيكة.

وقرب بلدة بيت لاهيا المحاذية للحدود الشمالية مع اسرائيل، تنبعث رائحة كريهة من مضخة رئيسية لمعالجة مياه المجاري والصرف الصحي وسط برك تجميع كبيرة للمجاري.

ويقول موظف في المضخة "نضطر لضخ كميات كبيرة من المجاري في البحر  بسبب ازمة الكهرباء حتى لا تطفح وتغرق المزارع ومنازل المواطنين القريبة".

ويقول أحمد حلس المسؤول في سلطة البيئة "شاطئ بحر غزة ملوث. وصل هذا التلوث حتى الى الشواطئ جنوب تل ابيب" حيث أغلق شاطىء الشهر الماضي لهذا السبب.

وحددت منظمة تابعة للامم المتحدة أحد عشر مكانا ملوثا على شاطئ البحر في القطاع لا تصلح للسباحة، تشكل ثلثي شواطىء القطاع.

وقال حلس ان "تداعيات الحصار والانقسام زادت من المشاكل الكارثية خاصة ان محطات معالجة المجاري وعددها 12 لا تعمل في ظل أزمة الكهرباء".

يعاني القطاع من أزمة كهرباء منذ عشر سنوات لكنها تفاقمت بعد تخفيض السلطة الفلسطينية في نيسان/ابريل قيمة فاتورة كهرباء غزة التي تدفعها لاسرائيل التي خفضت بدورها كمية الكهرباء التي توردها الى القطاع.

ومع تقليص الكهرباء من اسرائيل اعلنت شركة كهرباء غزة تطبيق برنامج طوارئ بتوفير الكهرباء فلقط لاربع ساعات، مقابل 20 ساعة انقطاع يوميا.

وفي مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة لجأ همام (34 عاما) لشراء الماء من عربة مياه ليستحم به أطفاله الاربعة امام منزله المطل على البحر قبالة مصب لمياه المجاري على الشاطئ.

ويقول همام "نحن مضطرون لشراء مياه مفلترة للشرب والاستحمام لأن المياه التي تصل إلى المنازل غير صالحة لا للشرب ولا للاستحمام ومياه البحر ملوثة بالمجاري".

الا ان التلوث لا يمس فقط مياه البحر، إذ أكدت  مصلحة بلديات الساحل في قطاع غزة ان "اكثر من 97% من المياه الجوفية لا تصلح للاستخدام المنزلي".

ويوضح ياسر الشنطس رئيس سلطة المياه في غزة ان القطاع يعاني من "عجز يصل الى 120 مليون متر مكعب سنويا في المياه و85% من آبار غزة غير صالحة للشرب او الاستهلاك الآدمي وتزداد تلوثا وخطرا يوما بعد يوم". 

وتحتاج البلديات في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ نحو عقد إلى 400 الف لتر من مازوت السولار لتشغيل مولدات كهرباء وبالتالي المضخات لعدة ساعات إضافية يوميا، لكنها تشكو من عدم توفر المال. 

ويحتاج القطاع وعدد سكانه نحو مليوني نسمة الى 200 مليون متر مكعب من المياه سنويا.

زيادة الامراض 

تكتظ شواطئ القطاع بالاف المصطافين خصوصا في عطلة نهاية الاسبوع ولا تمنع التحذيرات من خطر التلوث مئات الاطفال من السباحة على شواطئ القطاع بصبحة عائلاتهم او خلال رحلات  تنظمها جمعيات خيرية.

ويقول والد الطفل المتوفى إن "الجو حار والرطوبة مرتفعة ولا يوجد كهرباء ولا حتى مياه في المنزل، والبحر متنفسنا الوحيد".

ولا يبدو الامر مختلفا بالنسبة لمصطفى الخطيب (47 عاما) الذي اصطحب اسرته المكونة من 7 أفراد الى البحر في منطقة تل الهوى غرب غزة ويقول "كل الشواطئ غير نظيفة للسباحة، لكن لا متنفس أمامنا غير البحر".

ويؤكد حلس ان الحلول "في ظل التدمير الاسرائيلي الممنهج للبيئة خاصة في الحروب الثلاث الاخيرة (بين نهاية 2008 و2014) تجعلنا بحاجة لمشاريع ضخمة لمواكبة علاج المشاكل الصحية والبيئية الخطيرة جدا والتي تتهدد حياة الناس في غزة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف