قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ميانمار، والتي تعرف أيضا باسم بورما، اسمها الرسمي جمهورية اتحاد ميانمار وخضعت لفترة طويلة للحكم العسكري القمعي الذي امتد بين عامي 1962 و2011.
وقام الجنرالات الذين أداروا البلاد في ذلك الوقت بقمع جميع المعارضين، وعلى رأسهم زعيمة المعارضة حينئذ أونج سان سوكي، ليواجهوا إدانات دولية، واتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وعقوبات اقتصادية.
نقل الحكم العسكري في ميانمار العاصمة عام 2005 من مدينة رانغون إلى موقع غير مأهول وقتها حمل اسم نايبييداو. وتتميز العاصمة الجديدة بموقع استراتيجي وسط البلاد، ولكن البعض في ميانمار يعتقد أن الجيش فعل ذلك بعد تحذير أحد المنجمين بوقوع هجوم عسكري أجنبي.
منذ 2010 بدأت عملية تحول تدريجي في البلاد عندما وافق الجيش على تسليم السلطة لحكومة يرأسها الجنرال الإصلاحي ثين سين وتوج هذا التحرك في عام 2015 بتولي حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" الذي تتزعمه سوكي السلطة.
EPA سيذكر التاريخ أن تين كياو كان أول رئيس مدني منتخب لميانمار
وأدى تين كياو اليمين الدستورية رئيسا للبلاد منذ مارس/آذار عام 2016 ليقود أول حكومة منتخبة ديموقراطيا بعد عقود من الحكم العسكري.
وتم حرمان سوكي دستوريا من خوض انتخابات الرئاسة فأوضحت بجلاء أنه أيا كان الذي سيتولى المنصب سيكون ذراعها، ونفت الاتهامات الموجهة لها بدعم عمليات الجيش في الإبادة االعرقية ضد أقلية الروهينجا.
وسيذكر التاريخ أن تين كياو كان أول رئيس مدني منتخب لميانمار، وأول رئيس لحكومتها المنتخبة ديموقراطيا. ورغم ذلك مازال للجيش سلطة يعتد بها على الحكومة والبرلمان.
الشرطة في بنغلاديش تتجاهل أوامر الحكومة بمنع تدفق مسلمي الروهينجا عبر الحدود
الأقليات
وأدت هيمنة العرق الأكبر في البلاد وهو البرمان أو شعب "بامار"، الذي تبلغ نسبته 40 بالمئة من السكان البالغ عددهم 48.7 مليون نسمة، على بقية الأقليات إلى حدوث قلاقل عديدة، وقد أثمرت عملية سلام تدريجية عن التوصل لمسودة وقف إطلاق النار عام 2015.
EPA موقف حكومة ماينمار من موجة العنف أثار انتقادات كثيرة هناك أقليات عديدة مثل الروهينجا المسلطة عليها الأضواء حاليا نظرا لظروفها الصعبة، وهي أقلية مسلمة عددها نحو مليون نسمة ويعيشون في ولاية راخين الساحلية الغربية وهم محرومون من الجنسية وملكية الأراضي والتصويت والسفر ويعانون العبودية على يد الجيش وقد هرب مئات الآلاف منهم لتايلاند وبنغلاديش التي يرتبطون بها عرقيا ولكنهم يجبرون عادة على العودة. تعيش أقلية "الكاريني"التي في ولاية "كايان" الفقيرة، وتتعرض لعمليات تهجير وهجمات من قبل الجيش الذي يسعى للسيطرة على المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية. أما أقلية "الكاشين" فيعتقد أنها جاءت من التبت ويعتنق أفرادها المسيحية ولها فصيل مسلح هو "جبهة تحرير كاشين" الذي توصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع الحكومة. وتعيش أقلية "تشين" البالغ تعدادها 1.5 مليون نسمة في ولاية تشين النائية قرب الحدود مع الهند وأغلبها يعتنق المسيحية، ويتعرضون للاضطهاد على يد السلطات ويعانون نقصا في الغذاء. فيما تعيش أقلية "وا" في ولاية "شان" ذات الحكم الذاتي ولهم علاقات وثيقة مع الصين ويستخدمون لغة "المندرين" الصينية كلغة ثانية وهم يتوزعون بين الوثنية والمسيحية وينتمي لها فصيل مسلح هو جيش "دولة وا المتحدة" وهي ميليشيا قوية تضم 30 ألف مقاتل وقد توصلت الحكومة لوقف لإطلاق النار معها. وأقلية "الشان" هي الأكبر حجما في ميانمار بـ 6 ملايين نسمة وهم موزعين بين ولايات شان وكايان وكاشين ووسط إقليم ماندلاي، وأغلبهم يعتنق البوذية ولديهم لغتهم ويرتبطون عرقيا بالتاي في جنوب غرب الصين. أما أقلية "المون" فيعتقد أنها من أقدم الأعراق في بورما وأنهم الذين جلبوا البوذية للبلاد ويعيشون في جنوب البلاد ويرتبطون عرقيا بالخمير في كمبوديا وقد توصل فصيل عسكري ينتمي لهم وهو حزب "ولاية مون الجديد" لوقف لإطلاق النار مع السلطات. وتمثل أقلية "الكارين" ثاني أكبر الأقليات في البلاد، ويعتنق كثيرون منهم المسيحية، ويعيشون في ولاية "كياه" (كارين)، وخاضوا الحرب الى جانب البريطانيين ضد اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانوا قد وعدوا بدولة مستقلة وهو ما لم يحدث أبدا، ونظرت لهم السلطات كعملاء لذلك تعرضوا للكثير من القمع. أما أقلية "الراخين" التي تعيش في ولاية راخين (أراكان) غربي البلاد فيمثلون غالبية سكان الولاية و 5 بالمئة من تعداد ميانمار، وأغلبهم بوذيون، وتعيش هذه الأقلية في جنوب بنغلاديش أيضا.
اقليم راخين الذي تحول إلى حقول قتل الروهينجا
محطات تاريخية
Getty Images نايبيداو عاصمة ميانمار عام 1057 أسس الملك أنواراتا أول مملكة موحدة لميانمار في باغان واعتنق البوذية. وفي عام 1531 وحدت أسرة تونغو البلاد تحت اسم بورما. بين عامي 1885 و1886 خضعت ميانمار للحكم البريطاني الذي استمر حتى عام 1948. عام 1962 تولى مجلس عسكري السلطة في البداية في شكل حزب اشتراكي، كان هو الحزب الوحيد في البلاد. عام 1990 فاز حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية في الانتخابات باكتساح، ولكن الجيش تجاهل نتائج الانتخابات. عام 2011 سلم الجيش السلطة لحكومة برئاسة الجنرال الإصلاحي ثين سين، وفي عام 2015 فاز حزب الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية في الانتخابات.