يتزامن حقنه مع وقت إجراء العمل الجراحي لإزالة الأورام القاتلة
فيروس «زيكا» يتلف أدمغة الرضع ويقي البالغين من السرطان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من بيروت: قال علماء أمريكيون إن فيروس زيكا، المعروف بخطورته وبالتلف البالغ الذي قد يخلفه في أدمغة الرضع، قد يكون علاجاً جديداً لسرطان الدماغ لدى البالغين.
وتمكن فيروس زيكا بعد تجربة في المختبر من تقليص أورام خبيثة في أدمغة فئران بالغة، دون أن يؤذي خلايا الدماغ الأخرى.
وحتى الآن، اعتبر فيروس زيكا داءً يهدد صحة البشر على مستوى العالم، وليس كدواء.
غير أن أبحاثاً حديثة أظهرت أن الفيروس يمكن أن يستهدف ويقتل بصورة انتقائية نوعا من الخلايا السرطانية التي يصعب علاجها في أدمغة البالغين.
وأفادت دورية الطب التجريبي بأنه على الرغم من أن تجربة الفيروس على البشر ماتزال أمراً بعيداً نسبياً، إلا أن الخبراء يعتقدون أنه يمكن أن يتزامن حقن فيروس زيكا في الدماغ مع وقت إجراء العمل الجراحي لإزالة الأورام القاتلة.
أنواع مختلفة لسرطان الدماغ
وهناك العديد من الأنواع المختلفة لسرطان الدماغ، لكن سرطان الخلايا العصبية هو الأكثر شيوعاً لدى البالغين، وهو أحد أصعب الأورام علاجاً.
وهذا النوع سريع النمو والانتشار، وهذا يعني أنه ينتشر ممتداً في كامل الدماغ، وهو ما يجعل من الصعب أن نحدد أين ينتهي الورم وأين تبدأ الأنسجة السليمة.
وقد تبين أن العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والجراحة قد لا تكون كافية للتخلص من هذه السرطانات الخبيثة، لكن الأبحاث الجديدة على أدمغة الفئران وعلى عينات لأنسجة أدمغة بشرية، تظهر أن العلاج بزيكا بمقدوره قتل هذه الخلايا السرطانية التي تبدي مقاومة للوسائل التقليدية للعلاج المتبعة حالياً.
ويعتقد أن هذه الخلايا الجذعية العصبية تستمر في النمو والانقسام، منتجة خلايا سرطانية جديدة حتى بعد العلاج الطبي.
وتوجد خلايا جذعية سليمة مختلفة بوفرة في أدمغة الرضع، وهو ما يقول الباحثون إنه قد يفسر الأثر المدمر لفيروس زيكا على الرضع.
غير أن أدمغة البالغين، تحتوي على عدد قليل جداً من الخلايا الجذعية، وهذا يعني أن علاج زيكا يجب أن يدمر الخلايا الجذعية الدماغية المسببة للسرطان فقط دون التسبب في الكثير من الأضرار الجانبية.
فيروس «زيكا» ينقل بواسطة البعوض
ويعد مرض فيروس زيكا من الأمراض المستجدة النقل عن طريق البعوض، وعلى الرغم من اكتشافه مبكرا عام 1947 في أوغندا في قرود الريص، إلا أنه عاد وظهر خلال سنوات متفرقة كان آخرها انتشاره الواسع في دول أفريقيا والأمريكيتين وآسيا ومناطق المحيط الهادي.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الناقل لهذا المرض هي "البعوضة الزاعجة المصرية"، ويسبب انتشاره في الجسم بعد فترة الحضانة التي تقدر بعدة أيام الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة والألم العضلي وآلام المفاصل والتوعك والصداع، والتي عادة ما تكون خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين وسبعة أيام.
وبدأ فريق من كلية الطب بجامعة واشنطن، وكلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، بتعديل الفيروس لجعله مطاوعاً أكثر من فيروس زيكا المعتاد، كإجراء احترازي لضمان السلامة.
وقال الباحث الطبيب مايكل دايموند "بمجرد أن نقوم ببعض التعديلات الإضافية، أعتقد أنه سيكون من المستحيل على الفيروس التغلب عليها والتسبب بالمرض".
كما أضاف "يبدو أن هناك أملا كبيرا في زيكا، هذا الفيروس الذي يستهدف خلايا مهمة جداً لنمو الأدمغة لدى الرضع. يمكننا استخدام ذلك الآن لاستهداف الأورام المتنامية".
تطبيق التجارب على البشر
ويأمل دايموند أن يتمكن الباحثون من البدء في تطبيق التجارب على البشر في غضون 18 شهراً.
ولا يعد استخدام الفيروسات لمكافحة السرطان بالفكرة جديدة، ولكن اختيار فيروس زيكا هو الجديد في الأمر. وقد بدأ علماء بريطانيون في جامعة كامبريدج بأبحاث وتجارب مماثلة على فيروس زيكا.
وقالت الطبيبة كاثرين بيكوورث من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة "تظهر هذه الأبحاث الواعدة أن نسخة معدلة من فيروس زيكا يمكن أن تهاجم خلايا أورام الدماغ في المختبر، وهذا يمكن أن يؤدي يوماً ما للتوصل إلى علاج جديد قادر على قهر هذا النوع الخاص من السرطان العصي على العلاج".