توتر وخلاف دموي قديم طبع العلاقات بين الجانبين
تقارب بين أحزاب مسيحية في لبنان… فهل يمحي خلافات الماضي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من بيروت: تكثر التحليلات والتكهنات حول المرحلة التي بلغتها العلاقة بين تيار المردة وحزب القوات اللبنانية خصوصًا أن التوتر والخلاف الدموي طبع العلاقات بين الجانبين خلال السنوات الماضية، ليبقى الشاهد الأبرز والمتشائم على تبعات الحرب اللبنانية وعلى مجزرة إهدن الشهيرة عام 1978 التي تم فيها تصفية زعيم المردة طوني فرنجية وعائلته، والتي لم يستطع التاريخ أن يمحيها من ذاكرة الفريقين.
والبارز في الفترة الأخيرة كثرة اللقاءات والاجتماعات المتواصلة لمسؤولين وقياديين من الحزبين وتنسيق بين الجانبين عبر لجان مشتركة على الأرض في المناطق المشتركة بينهما، كان آخرها زيارة الوزير السابق يوسف سعادة إلى معراب، معقل القوات اللبنانية، والتي أتت في سياق التنسيق المتبادل بين القوات والمردة في ظل رغبة مشتركة في طي الصفحة الخلافية الماضية والتأسيس لعلاقة يُصار فيها إلى تحييد الملفّات الخلافية أو تعطيل تأثيرها على علاقتهما المشتركة، رغم الخلاف على عناوين كبرى تبدأ بالمسألة السورية ولا تنتهي بالعلاقة مع حزب الله.
ومن المتوقع أن يشارك ممثل عن تيار المردة في قداس معراب السنوي يوم الأحد المقبل، وتشير المعلومات الى أنه إذا حصلت المشاركة ستكون بداية لتعاون مستقبلي بين الحزبين.
فبأي اتجاه يصب هذا التعاون المتوقع؟
موقف القوات
يؤكد نائب القوات اللبنانية طوني أبو خاطر في حديثه ل"إيلاف" أن القوات اللبنانية كفريق سياسي تبقى منفتحة على كل اللبنانيين وبشكل خاص على الفرقاء المسيحيين، وتم التعامل والانفتاح سابقًا مع التيار الوطني الحر واليوم هناك انفتاح من القوات اللبنانية على تيار المردة، الذي يبقى نسيجًا لبنانيًا، لكن هذا لا يعني انصهارًا سياسيًا كاملاً بين الفريقين لأن لكل فريق قناعاته التي تختلف عن الفريق الآخر، ويجب أن تمحى ذيول الماضي بينهما على الأقل، وتوحيد موقفهما لمصلحة لبنان.
عن مدى أهمية التقارب المسيحي في لبنان يؤكد أبو خاطر أن التقارب المطلوب يبقى وطنيًا، والتباعد يفرّق اللبنانيين، ولبنان مبني على الانفتاح والتفاعل بين كافة الأطراف، وكل تقارب يفيد لبنان ككل، وكذلك يفيد الأطراف المعنية.
لقاء مرتقب؟
وردًا على سؤال هل من لقاء مرتقب بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يجسّد هذا التقارب بين الفريقين؟ يؤكد أبو خاطر أن كل الأمور واردة في هذا الخصوص.
أما هل يؤسس هذا التقارب الى تحالفات انتخابية مرتقبة؟ يلفت أبو خاطر الى أنه بحكم التقارب يتم التفاهم على أمور عدة وقد تكون أيضًا انتخابية، من خلال تقارب وانسجام في الانتخابات النيابية.
العونيون
عن تأثير هذا التقارب على علاقة القوات اللبنانية مع العونيين يرى أبو خاطر أن الأمرين منفصلان، ولا تأثير لهذا التقارب مع العلاقة مع العونيين، علمًا أن التيار الوطني الحر كان في خندق واحد مع تيار المردة في الفترة السابقة، والتفاهم والتقارب بين التيار الوطني الحر والمردة قد لا يكون أيضًا مستبعدًا في المستقبل.
هل نحن في وقت تنتهي فيه العداوات بين خصوم الماضي لأجل مصلحة وطنية أم لمصالح انتخابية؟ يؤكد أبو خاطر ان الوطن في خطر والوضع يبقى مصيريًا، مع وجود الكثير من المؤامرات ضد لبنان، فإذا لم يتعاضد اللبنانيون ويتفاهموا في ما بينهم ليتركوا وراءهم الخلافات الصغيرة، فمصير لبنان سيكون في خطر كبير.
التعليقات
الحقيقة بلبنان
خليجي لا ينافق -وجود وتواجد المسيحيين الاصلاء بلبنان هام بل حيوي--ولنكن صرحاء انهم رافد علمي وثقافي وفني والكثير ولا اخبص الطوائف الاخرى لكن حديثي عن مسيحيي لبنان--وجودهم بلبنان ومناطقهم اكثر من مليون ونصف--بالخارج اكثر من 14 مليون لبناني كما قاله السيد نبيه بري--واتوقع 90 % من المسيحيين لو رجع البعض سيبنوا دولة متفوقه بالشرق الاوسط--لما يملوكونه من ادارة وخبرة وعلوم متفوقة--نعم سارعوا بالعمل على ايجاد لجان من السياسيين والاعلاميين والمجتمع المدني لأجل هذا--لابد ان ينهض الفينق