اتهم جهات في الدولة بالتدخل في شؤون الحزب
شباط عازم على الترشح مجددًا لأمانة "الاستقلال" المغربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: رفض حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال المغربي، الاستسلام أمام الضغوطات والضربات التي تلقاها في الآونة الأخيرة، وتخلي عدد من أنصاره عنه. وأعلن شباط تمسكه بالترشح للامانة العامة للحزب لولاية ثانية ، رغم كل المؤشرات التي تدل على أن مرحلة الزعيم الذي يوصف ب"الشعبوي" قد انتهت.
وقال شباط في مؤتمر صحافي عقده اليوم الثلاثاء، بمقر حزب الاستقلال في الرباط، "سأترشح عن قناعة لقيادة الحزب خلال المؤتمر الوطني المقبل، والنتائج ستكون لصالح الحزب ولصالح استقلالية القرار السياسي"، مؤكدا أن مناضلي حزب الاستقلال "صامدون من أجل الحفاظ على الثوابت واستقلالية القرار السياسي والحزبي".
وأفاد أمين عام حزب الاستقلال بأن كل ما يروج حول المؤتمر "غير صحيح"، معتبرا أن المنافسة على الأمانة العامة للحزب أمر طبيعي، ودعا في الآن ذاته، إلى "مناظرة بين المرشحين لزعامة الحزب قبل موعد المؤتمر"، وهو ما يمثل تحديا منه لخصومه، مسجلا أن ما حققه للحزب "لم ينجزه الحزب منذ ستين عاما".
واتهم شباط في المؤتمر الصحافي الذي عقده تحت شعار: "صامدون من أجل الحفاظ على الثوابت واستقلالية القرار الحزبي"، جهات في الدولة ب"التدخل في شؤون الحزب، ودفع شخص موال لها لقيادته"، مؤكدا أن "المخزن"( الحكم) مسؤول عن "تبخيس العمل السياسي بالبلاد عبر التدخل في شؤون الأحزاب"، وأضاف موضحا "عندما أتحدث عن المخزن فلا أقصد المؤسسة الملكية، وإنما مجموعة من أجهزة الدولة من بينها وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية".
وفي رسالة مشفرة لخصمه الأوفر حظا لتولي أمانة الاستقلال، نزار بركة، قال شباط، إن "المخزن" سيكون له "مرشح في المؤتمر القادم ولا نعرف حتى الآن عدد الأشخاص الذين سيترشحون"، نافيا أن يكون قصده ان بركة الذي يشغل رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي هو مرشح "المخزن".
وزاد السياسي المثير للجدل مهاجما خصومه "إذا صوت الاستقلاليون في المؤتمر على مرشح( المخزن)، وأصبح أمينا عاما للحزب، فإن حزب الاستقلال سيصبح حزبا إداريا مخزنيا وليس حزبا وطنيا".
وتمنى شباط أن يمر المؤتمر في أجواء هادئة، معبرا عن ثقه في ذكاء الاستقلاليين للحفاظ على حزبهم صامدا قويا.
وانتهز أمين عام "الاستقلال" المغربي الفرصة للحديث مجددا عن الأزمة التي تسببت فيها تصريحاته بشأن الحدود مع موريتانيا، حيث كشف بأنه تسلم رسالة من أب زوجة الرئيس الموريتاني "تضمنت أسماء مستثمرين موريتانيين يوجدون بالمغرب ويسعون إلى قلب النظام في موريتانيا"، مؤكدا أنه سلمها لمسؤول سام بالبلاد. وأضاف "لا أعرف ما إذا كان الملك قد توصل بها أم لا؟ ".
وفي معرض حديثه عن الوضع العام بالبلاد، قال شباط ان مستقبل المغرب "فيه ضبابية وهناك تدخلات خارجية في حزب الاستقلال والأحزاب الوطنية، وهذا الأمر دليل على سوء تقدير إلى ما قد يحدث في الوطن ، ويحصد الأخضر واليابس"، وذلك في رسالة تحذيرية منه للدولة بخصوص الاحتقان الإجتماعي والسياسي الذي تعيشه بعض مناطق .
وحاول شباط تصوير نفسه كأحد الزعماء السياسيين الوطنيين الكبار بالبلاد، عندما تطرق للدور الذي لعبه في إفشال ما بات يعرف ب" مخطط الانقلاب على نتائج انتخابات 7 أكتوبر الماضي"، الذي كان يخطط لإسقاط حزب العدالة والتنمية من رئاسة الحكومة ، ومنحها لحزب الأصالة والمعاصرة الذي حل ثانيا، حيث قال"بعدما ظهرت النتائج قلت لا وألف لا ، لحماية البلاد من الإنفلات الأمني، ولو وافقنا على ذلك القرار كان سيكون خرقا واضحا للدستور".
ورغم الظروف التي يمر بها حزب الاستقلال، أكد شباط أن الحزب سيظل "صامدا ولن ينتهي، ومعركتنا معركة مبادئ وأخلاق، وهي مصيرية تتعلق باستقلالية القرار السياسي"، لافتا الى أن "لا تنسيق إلا مع حزب العدالة والتنمية بوجود الأحرار داخل حزب الاستقلال، لأن هناك حربا على الهوية وعلى الدين"،.
وأشاد شباط بعبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، إذ عد أن ما حققه زعيم الإسلاميين المغاربة في الحكومة السابقة "لم تحققه أي حكومة في تاريخ المغرب".
وأضاف شباط : "ابن كيران لا يزال رئيسا للحكومة في مخيلتي، ومخيّلة الشعب المغربي، ولا يزالون يتحدثون عنه في الحكومة الحالية".
وفي مقابل إشادته بابن كيران، هاجم شباط، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الذي قال إن ما تحققه شركاته من أرباح خلال 10 ساعات يعادل مدخول حزب الاستقلال خلال سنة"، والذي حدده في 5 ملايين درهم ( 500 الف دولار) التي يتلقاها كدعم سنوي من الدولة.