أخبار

تعرف على الأرخبيل الأفريقي الذي اعتقل فيه 20 شخصا بتهمة المثلية وكان تابعا لسلطنة عمان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ألقت الشرطة في أرخبيل زنجبار، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في تنزانيا، القبض على 20 شخصاً بتهمة المثلية الجنسية.

وأعلنت الشرطة القبض على 12 إمرأة و8 رجال في فندق حيث كانوا يتلقون تدريباً حول برامج التوعية بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

ومنعت السلطات، في وقت سابق هذا العام، العديد من العيادات الصحية الخاصة من تقديم خدمات لمرضى الإيدز، وقالت إنها تمثل تشجيعاً لمثليي الجنس.

وتعد المثلية الجنسية جريمة في تنزانيا، وتصل عقوبة من يمارسها من الذكور إلى السجن 30 عاماً.

فما هي حكاية أرخبيل زنجبار الذي شهد هذه الأحداث؟

يقع أرخبيل زنجبار في المحيط الهندي قبالة الساحل الشرقي للقارة الأفريقية، ويرتبط هذا الأرخبيل الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي باتحاد سياسي مع تنزانيا، ولكن له رئيسه وبرلمانه.

وتعرض هذا الأرخبيل، الذي كان مركزا لتجارة التوابل والعبيد، لتأثيرات أفريقية وعربية وأوروبية وهندية.

وفي عام 1964 أطاحت الأغلبية الأفريقية بحكم النخبة العربية في ثورة يسارية جارفة ودموية لقي خلالها أكثر من 17 ألف شخص مصرعه.

Getty Images عقوبة المثلية الجنسية في تنزانيا تصل إلى السجن 30 عاما للذكور

وعلى أثر ذلك أعلنت الجمهورية ووقع رئيسا زنجبار وتنجنيقا (في القارة الأفريقية) اتحادا باسم تنزانيا تتمتع فيه زنجبار بشبه حكم ذاتي.

بر الزنج

اسمها بالعربية يعني بر الزنج، لكن اسمها باللغة السواحيلية :أنغوجا، أما "زنزبار" فهو اسمها الذي يطلق عليها الأجانب، والذي اصطلح عليه سكانها بعد سقوط الحكم العربي فيها عام 1964.

وسكان زنجبار مزيج من الأفارقة والايرانيين والعرب من أصول عمانية ويمنية وكذلك آسيويين من الهند وباكستان ومن جزر القمر ومدغشقر والسيشيل في المحيط الهندي. ومعظم السكان مسلمون ويشكلون نسبة 98 في المئة.

وتسمى زنجبار بجزيرة القرنفل، اذ توجد فيها أربعة ملايين شجرة قرنقل زرعها العرب في الأساس.

تاريخ

تقع زنجبار قبالة سواحل تنزانيا، وكانت أول دولة عربية عمانية في زنجبار قد ظهرت في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي، وذلك حين هاجر من عمان ونتيجة لخلافات وقعت هناك سليمان بن سليمان ابن مظفر النبهاني ، الذي كان ملكا على عمان، ونزل بساحل الزنج ليعيد تأسيس الملك النبهاني هناك.

BBC صورة من متحف زنجبار ا لمعروف ببيت العجائب

وفي القرن السابع عشر وفي عهد إمام عمان سلطان بن سيف الأول أرسل السفن العمانية إلى سواحل أفريقيا الشرقية لمهاجمة الحاميات البرتغالية في زنجبار وبمبا فدمرتها وقتلت عددا من البرتغاليين واستولى المهاجمون على زنجبار وبمبا، كما نجحت دولة اليعاربة في عهده في وضع حد للنفوذ البرتغالي في شرق أفريقيا.

وفي أثناء ولاية الشيخ محمد بن عثمان انتقلت الإمامة من اليعاربة إلى الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي فانتهز الوالي المزروعي الفرصة وأراد أن يستقل بملك ممباسا وملحقاتها وامتنع عن دفع الضريبة المفروضة فقام أحمد بن سعيد بمهاجمة المزاريع والقضاء التام عليهم وخضعت ممباسا وملحقاتها وزنجبار وبمبا للحكم البوسعيدي في عمان والذي انحسر في وقت لاحق.

غير أن سلطان عمان البوسعيدي السيد سعيد بن سلطان استعاد السيطرة على زنجبار عام 1828 ليصبح لقبه سلطان عمان وزنجبار، ونقل عاصمته إلى زنجبار، غير أنه بعد وفاته عام 1856 انقسمت السلطنة بين ولديه إلى سلطنتين إحداهما في عمان والأخرى في زنجبار، وتحولت الأخيرة إلى محمية بريطانية بعد وفاة السلطان برغش بن سعيد.

في 19 ديسمبر 1963 أعلنت زنجبار استقلالها كسلطنة عن بريطانيا وفي 12 يناير عام 1964 وقامت ثورة ضد السلطان جمشيد بن عبد الله لتنهي الحكم العماني للجزيرة التي اتحدت مع تنجنيقا لتشكلا دولة تنزانيا عام 1964.

مد وجذر

وخلال حكم دولة البوسعيد تم بناء أسطول كبير ساعد في توسيع الوجود العربي بشرق أفريقيا، كما توغل العرب داخل القارة للتجارة، وكونوا جاليات متناثرة في داخل القارة حتى حوض نهر الكونغو.

Getty Images يعيش في زنجبار مزيج من الأفارقة والايرانيين والعرب من أصول عمانية ويمنية وكذلك آسيويين

ونجحت دولة البوسعيد في زنجبار في إقامة خطوط منتظمة من القوافل تصل بين ساحل أفريقيا الشرقية لتحمل معها نفوذ السلطنة السياسي، بل شملت أيضا الأجزاء الشرقية من حوض نهر الكونغو، والمنطقة المحيطة بالبحيرات العظمى بوسط أفريقيا.

ويقول مؤرخون ان الآلاف من سكان الدول والمناطق الأفريقية المجاورة كانوا يؤسرون ويباعون كعبيد على أرض الجزيرة، كما أدى ذلك إلى استقبال زنجبار كغيرها من الموانئ الأفريقية لأعدادٍ كبيرة من تجار العبيد القادمين من أوروبا وأمريكا تحديداً.

انتهى الحكم العربي لزنجبار عام 1964 حين اطاحت الثورة بآخر حاكم عماني لها وهو السلطان جمشيد بن سعيد احد ابناء السلطان سعيد. وقد منحته بريطانيا الدولة التي استعمرت زنجبار، اللجوء السياسي.

وقد حصلت زنجبار على استقلالها من بريطانيا قبل قيام الثورة بأشهر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف