مطالبات بمعاقبة ميانمار والأمم المتحدة تمنحها فرصة أخيرة
قراء «إيلاف»: العالم متخاذل في الدفاع عن مسلمي الروهينغا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اتهم قراء "إيلاف" المجتمع الدولي بالتخاذل بشأن قضية اضطهاد مسلمي الروهينغا، في الوقت الذي يعانون فيه من القتل والتهجير القسري. واضطر نحو 370 ألف شخص للنزوح من منازلهم في إقليم راخين، بعد تعرض منازلهم للحرق.
إيلاف من القاهرة: فيما تتفاقم أزمة تهجير مسلمي الروهينغا، وتتزايد معدلات العنف الذي يقوم به الجيش البورمي بحقهم، ما أدى إلى نزوح 370 ألف شخص منهم إلى دولة بنغلاديش، اتهمت أغلبية قراء "إيلاف" المجتمع الدولي بالتخاذل في التعامل مع الأزمة.
وطرحت "إيلاف" على القراء السؤال التالي: هل تعتقد أن دول العالم متخاذلة بشأن اضطهاد مسلمي بورما؟، وخيّرتهم بين "نعم" و"لا".
شارك 1392 قارئًا في الاستفتاء، وانحازت الأغلبية التي تقدر بـ 841 قارئًا، بنسبة 60%، إلى القول إن دول العالم لم تقم بدورها في حماية مسلمي الروهينغا، بينما رأت الأقلية المقدرة بـ 551 قارئًا، بنسبة 40% أن المجتمع الدولي غير متخاذل.
تفاقمت أزمة مسلمي الروهينغا بشكل غير مسبوق في شهر أغسطس الماضي، عندما شنت قوات الجيش، ومجموعات من الرهبان، والمواطنون من البوذيين، هجمات على إقليم راخين، وأحرقوا قرى المسلمين، وأضطر نحو 370 ألف شخص للنزوح إلى دول بنغلادش.
ووقف العالم صامتًا أمام الانتهاكات التي وصفتها منظمات حقوق الإنسان الدولية، بأنها "إبادة عرقية"، واليوم الاثنين، منح أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، زعيمة ميانمار أون سان سو تشي "فرصة أخيرة" لإنهاء أزمة اللاجئين بغرب البلاد.
تطهير عرقي
وقال الأمين العام لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "أتوقع أن تكون زعيمة البلاد قادرة على احتواء الأزمة، وأن تكون قادرة على قلب الوضع". وأضاف: "لديها فرصة، لديها فرصة أخيرة، في رأيي، للقيام بذلك".
وتصنف الأمم المتحدة، الحملة العسكرية ضد مسلمي الروهينغا ضمن جرائم "التطهير العرقي"، مشيرة إلى أنها "محرومة من الجنسية وتعاني من الاضطهاد والقمع منذ سنوات".
ومع إصرار الجيش البورمي على اضطهاد مسلمي الروهينغا، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الاثنين، قادة العالم على فرض عقوبات على الجيش البورمي المتهم بدفع أكثر من 400 ألف من مسلمي الروهينغا إلى الفرار في حملة "تطهير عرقي" منظمة.
وتزامنت دعوة هيومن رايتس ووتش، مع توافد قادة العالم على مدينة نيويورك الأميركية، للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.
وقالت المنظمة في بيان لها: "على مجلس الأمن الدولي والدول المعنية فرض عقوبات مستهدفة وحظر للسلاح على الجيش البورمي لإنهاء حملة التطهير العرقي التي يرتكبها بحق مسلمي الروهينغا".
ويتوقع جون سيفتون، مدير المنظمة في آسيا، أن "يمتثل كبار قادة الجيش البورمي لدعوات المجتمع الدولي في حال واجهوا عواقب اقتصادية حقيقية".
ودعت مصر مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع طارئ، لمناقشة الأزمة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، إن كلاً من السويد وبريطانيا شاركتا مصر في طلب عقد الجلسة، بالإضافة إلى تأييد وفدي كازاخستان والسنغال، باعتبارهما من أعضاء مجلس الأمن المنتمين لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأوضح أن "مصر تطالب بضرورة انعقاد المجلس بشكل عاجل من أجل العمل على وقف نزيف الدماء والحد من أعمال العنف والتهجير الجارية في ولاية راخين، وصولاً إلى إيجاد حل عادل يشمل منح المنتمين لأقلية الروهينغا حقوقهم المشروعة، ويضمن أمنهم وسلامتهم وعودتهم إلى ديارهم، وتسهيل نفاذ ووصول المساعدات الإنسانية لهم".
إبادة جماعية
ووصف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ما يحدث مع مسلمي ميانمار، بأنها "إبادة جماعية لم تعرفها البشرية من قبل"، وقال في بيان تلاه شخصيًا الأسبوع الماضي: "لقد تابع العالم على مدار الأيام الماضية ما تنقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من صورٍ مفزعةٍ ومروعة لأعمال القتل والتهجير، والحرق والإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية التي راح ضحيتها مئات النساء والأطفال والشباب والشيوخ الذين حوصروا في إقليم راخين في ميانمار، وأجبرتهم السلطات هناك على الفرار من أوطانهم تحت ضغط هجمات وحشية بربرية، لم تعرفها البشرية من قبل، ومنهم مَن مات مِن ألم المشي وقسوة الجوع والعطش والشمس الحارقة، ومنهم مَن ابتلعته الأمواج بعدما ألجأه الفرار إلى ركوب البحر".
وقال الطيب: "الأزهر سوف يقود تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار"، مطالبًا "الآن كافة الهيئات والمنظَّمات الدولية وجمعياتِ حقوق الإنسان في العالَم كُلِّه أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم المنكرة، ولتعقُّب مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب".
وتظاهر الآلاف من مختلف أنحاء العالم، تضامنًا مع مسلمي الروهينغا، ومنها كندا، وبنغلادش وماليزيا وأندونيسيا.
ودعا أكثر من عشرين من علماء المسلمين ومنظمات إسلامية، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وطرد رعايا ميانمار، والضغط على المجتمع الدولي لفرض عقوبات صارمة على الحكومة هناك.
وأعلن العلماء خلال اجتماع لهم في مدينة اسطنبول التركية الأسبوع الماضي، "انطلاق حملة لإغاثة الشعب الروهينجي".
وطالب محمد الشيخ الأمين العام لرابطة علماء المسلمين، بـ"اتخاذ كافة التدابير لحماية مسلمي أراكان، والسماح للمنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام بالدخول الحر لمناطق الروهنغيا، لمعرفة الحقائق ونقلها للعالم، وتمكين المنظمات الإغاثية من الوصول لمناطقهم لتقديم الغوث لهم، وتقييم وضع المخيمات وأماكن احتجازهم".
واعتبرت المنظمات الإسلامية أن "نصرة إخواننا المسلمين في إقليم أراكان ورفع الظلم عنهم والحيلولة دون إبادتهم وتهجيرهم والتنكيل بهم، واجب شرعي على كل مستطيع، وتأتي في مقدمة من يتحتم عليهم هذا الواجب حكومات العالم الإسلامي".