القادري لـ«إيلاف المغرب»: دوري محوري غير بعيد عن شخصيتي
«الفراشة» فيلم مغربي جديد يتناول ظاهرة تعنيف المرأة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من الرباط: تلتقي السوبرانو سميرة القادري مع جمهور الفن السابع بالمغرب مطلع السنة المقبلة من خلال فيلم سينمائي جديد بعنوان " الفراشة "، وهو من تأليف وإخراج حميد باسكيط. ويشارك فيه العديد من الفنانين المغاربة منهم رشيد الوالي، وأمين الناجي، وحفيظة باعدي، وسعيدة باعدي وسارة بيريز.
قصة العمل
وتخوض السوبرانو التي تألقت في مجال الموسيقى والغناء الأوبرالي مجال التمثيل من خلال أدائها لشخصية محورية في ثاني تجربة سينمائية لها بعد فيلم"اوشتان" لمحمد اسماعيل، فضلاً عن اشتغالها في الموسيقى التصويرية بفيلم"عاشقة الريف" لنرجس النجار، خاصة أن صوتها يظل دائما حاضرًا في التجارب السينمائية، مما يعكس تعدد مواهب الفنانة المغربية.
وعن قصة الفيلم الذي اختير له عنوان أولي هو "الفراشة" ، وخصوصيات الدور الذي تجسده، تقول القادري في اتصال مع"إيلاف المغرب" إن الفيلم " ذو طابع بوليسي، والممثلون المشاركون كلهم أبطال، أتقمص من خلاله دورًا محوريًا ليس بعيدًا عن شخصيتي، فهو يتناول فنانة سوبرانو، شخصية معروفة ومشهورة، حققت مسارًا فنيًا ناجحًا، لكنها تتعرض للقتل. الفيلم في شموليته يعالج قضية تعنيف المرأة، والحالات التي تتعرض لها في المغرب، إضافة إلى الاغتصاب ومواضيع كثيرة تشكل طابوهات في المجتمع".
لقاء جمهور السينما
وأشارت القادري إلى أن ثقتها في حميد باسكيط وقدراته دفعتها للقبول بالدور، فضلاً عن رغبتها المسبقة بالعمل في السينما او المسرح، خاصة أن عملها لا يبعد كثيرًا عن هذين المجالين، فالغناء الأوبرالي يفسح المجال أمام ميدان التمثيل، من خلال الربط بين فنون جمالية يكمل بعضها الآخر، مما حفزها للقيام بشخصية ليست بعيدة عنها، من خلال العمل على تجسيدها وصوتها الحاضر بقوة من بداية الفيلم لنهايته.
تضيف السوبرانو قائلة"هي فرصة أطل من خلالها على جمهور آخر يرتاد القاعات السينمائية، ليتعرف على صوتي ويقترب أكثر من تجربتي الفنية داخل وخارج المغرب، فعملي في مجال الموسيقى يكتسي صبغة دولية، وما حفزني على هذا الفيلم الجديد هو طاقم العمل، فكلهم زملاء وأصدقاء أكن لهم كل تقدير، هي لمة ومتعة تحققت، جددنا من خلالها اللقاء والتواصل".
مسار حافل
وبشأن جمعها بين الغناء الأوبرالي والبحث في تراثيات المتوسط، ترى القادري أن تخصصها في الموسيقيات العريقة دفعها للتعمق بشكل موسع في الميدان، من أجل الإلمام بفحوى القصائد، وخلفياتها، والاطلاع على وثائق حولها والهدف منها، في أركيولوجيا صوفية تتناول تأثيرات الموسيقى الأندلسية بين الشرق والغرب.
وبالنسبة للإضافة التي تمثلها الجوائز والتكريم لمسارها الفني، تشرح السوبرانو "بداية لا تشكل الجوائز هدفاً أساسياً لأي فنان يبدع في مجال يستهويه بالأساس من أجل إبراز طاقاته ومواهبه، لتتحول المسألة لاحقاً من هواية الى احتراف، فالقيام بمشروع فني متكامل. لذا، فالجوائز تأتي كشكل من أشكال الاعتراف بهذا العمل، والإقرار بالمجهود المبذول والرسالة التي وصلت للجمهور المتلقي، هو نوع من التحفيز على الاجتهاد والمثابرة بشكل أكبر".
الممثلة سعيدة باعدي
فنانة متعددة المواهب
وتعد السوبرانو القادري فنانة شاملة متعددة المواهب في الغناء الأوبرالي، والأداء المسرحي والتمثيل. وهي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط ، درست الأدب والفن والتدبير الثقافي بشكل احترافي وعلمي بعد تعرفها على كتاب وأدباء ومؤرخين ومسرحيين كبار. وفي مجال غناء القرون الوسطى والنهضة، وما بعد النهضة. تتلمذت على يد أساتذة من مختلف الجنسيات بالمعهد البلدي للموسيقى بقاديس بإسبانيا، ما مكنها من الخوض في تجربة البحث العلمي، وهي الآن من بين الباحثين في غنائيات البحر الأبيض المتوسط في العالم.
تجدر الاشارة الى ان الريبيرتوار المتوسطي الذي تشتغل عليه القادري هو تركيب لتقاليد أندلسية مختلفة أغنت تراث البحر الأبيض المتوسط، إبداعات موسيقية نجدها بالمغرب وإسبانيا واليونان وتركياوسوريا وفرنسا. ولعل ما يميز تجربتها هو التأصيل في إخضاع هذا الإرث المشترك إلى أصوله معتمدة على الآلات المسلمة كالعود والقانون والرباب في االغناء، استنادًا الى البحث من خلال المنمنمات والمصادر والرسومات الجدرانية، تقر أن كل الأندلسيين ورثة شرعيون لهذه الذاكرة المشتركة.
ويعود نجاح القادري في بحثها في غنائيات البحر الأبيض المتوسط، إلى اكتشافها لعدة نظريات جديدة في تاريخ الموسيقى المتوسطية، من خلال عدة أبحاث عرفت بها في العالم، و إشرافها على العديد من المحترفات التكوينية في الموسيقى الإيبيرية. وأيضًا مشاركاتها العديدة في إلقاء مجموعة من المحاضرات في الجامعات المتوسطية في الدول العريبة والأوروبية.
ونالت السوبرانو القادري عدة جوائز في مهرجانات وتظاهرات وطنية وعالمية، منها جائزة "المهاجر" باستراليا، والميدالية الفضية لأكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس، إضافة الى جوائز أخرى.