أخبار

اتهامات للمركز السينمائي وأعضاء لجنة الانتقاء بخرق القانون

ضجة في المغرب بسبب اختيار فيلم لنبيل عيوش لـ «الأوسكار»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

«إيلاف» من الرباط: أثار اختيار فيلم سينمائي جديد بعنوان "غزية" للمخرج المغربي نبيل عيوش للدور التمهيدي لأوسكار أفضل فيلم أجنبي من طرف إحدى اللجان، ضجة في المغرب، ما زالت تداعياتها مستمرة حتى الآن،على أعمدة الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.
الكثيرون رأوا في الأمر محاباة لهذا المخرج الذي سبق له أيضا أن شغل الناس والرأي العام في المملكة، بفيلمه "الزين اللي فيك"، الذي تم منعه من العرض في القاعات السينمائية، بمبرر إهانته المرأة، ورسمه صورة تخدش الحياء العام، وتسيء لسمعة البلد.
وفي التفاصيل، إن القضية تفجرت وتطايرت شظاياها، بعد أن أعلن المركز السينمائي المغربي، الوصي على القطاع، أن فيلم"غزية" لمخرجه نبيل عيوش اختير للتنافس على جوائز الأوسكار لعام 2018، في فئة "أفضل فيلم أجنبي".
يذكر  أن لجنة انتقاء برئاسة الرسام التشكيلي والكاتب ماحي بينبين اختارت الفيلم، استنادا للمعايير المعمول بها لدى أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية.

اختيار فضائحي 
غير أن أصوات بعض المهتمين سرعان ما ارتفعت في بعض المنابر الإعلامية والمواقع الالكترونية  والصحف اليومية، منددة بهذا الاختيار، بدعوى انه مخالف تماما للأسس والقواعد المعمول بها.
ولم تتردد يومية " الأحداث المغربية" في وصف الاختيار بأنه "فضائحي، وتحكمت فيه علاقات الاشتغال، وأمور خارجة عن السينما، وغباء كبير ما دام أن القانون الرئيس للأوسكار يفرض على الفيلم المترشح أن يكون قد تم ترويجه في بلده الأصل، وهو ما لم يتم بالنسبة للفيلم الذي وقع عليه الاختيار القسري".
ومن بين المآخذ المسجلة على لجنة الانتقاء التي اختارت الشريط السينمائي، حسب ما تم ترويجه إعلاميا، أن بعض أعضائها يرتبطون بمخرجه عيوش ب"علاقات مصالح"، وتعاون فني، وضمنهم رئيس اللجنة نفسه ماحي بينبين، مؤلف قصة " نجوم سيدي مومن"، التي حولها عيوش إلى فيلم سينمائي بعنوان جديد هو "ياخيل الله".
نية مبيتة
وبدورها، دخلت الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام على الخط، ووجهت سهام نقدها إلى المركز السينمائي المغربي، لكون اللجنة تشكلت من أفراد غير منتمين إلى أية غرفة أو هيئة مهنية، وجرى "اختيار أشخاص،وبنية مبيتة"، لهم علاقات عمل مباشرة مع منتج الفيلم..
إلا أن أقوى الانتقادات وأكثرها تأثيرا هي التي أدلى بها الناقد بلال مرميد، صاحب برنامج " المواجهة" في قناة "ميدي 1 تي في"، لكونه أكثر إلماما بكواليس الفن السابع في المغرب.
فقد طرح في تدوينة له على حائطه الفايسبوكي مجموعة من التساؤلات، المبطنة بالسخرية المشوبة بالمرارة:" هل فعلا نحتاج في بلدنا تكوين لجنة لاختيار الفيلم الذي يمثلنا في الدور التمهيدي للأوسكار؟لماذانحتفظ بالعادات السيئة ونلفظ تلك الجيدة؟".
وأضاف بالنبرة الحادة نفسها :" هل نحسن اختيار من يختارون الفيلم الذي يمثلنا، أم أننا نمنح الفرصة لأي كان لكي يقوم بأي شيء بطريقة تبعث على الريبة؟لجنة انتقاء يرأسها التشكيلي والروائي والفنان ماحيبينبين، الذي سبق و اشتغل عيوش على روايته "نجوم سيدي مومن" ليخرج شريطه "يا خيل الله"، و تضم في عضويتها أناسا أحترمهم كأشخاص لكن أول عابر سبيل سينتبه إلى قربهم من نبيل عيوش.

ملصق فيلم " غزية" لمخرجه نبيل عيوش.


الصدف مرفوضة
ويشدد مرميد على القول:"حتى و لو كانت صدفة، فالصدف في هذا المجال مرفوضة ولا مكان لها.هل تعلمون بأن الفيلم الذي سيمثلكم لم يشاهده لحد الآن مهنيون ولا عارفون بالميدان؟ وهل تعلمون أن العروض التقنية المغلفة بطابع تجاري في إحدى قاعات مراكش التي توجد المشرفة عليها ضمن اللجنة،لا تمنح الشرعية الأخلاقية على الأقل لاعتبار الأمر سليماً؟"
ويتوجه مباشرة بالقول إلى مخرج الفيلم: "عزيزي نبيل عيوش،أحترم أفلامك، وفي المرة المقبلة رجاء اختر شريطك بنفسك ليمثلك ويمثل البقية ما داموا يتقنون الصمت. شخصياً، بالطريقة التي تم بها الأمر فأنت لا تمثلني بل فرضك القرار غير السليم للمركز السينمائي علي وعلى غيري".
تبقى الإشارة إلى أن هذا الشريط تم تصوير وقائعه وأحداثه في مدينتي الدار البيضاء وورزازات، وفي جبال الأطلس، ويضم بين لقطاته مجموعة من الحكايات المختلفة، تعود بالمتلقي إلى بداية الثمانينات، من خلال التطرق إلى مجموعة من القيم المختلفة التي تسود المجتمع عبر تحولاته.
وحتى الآن، فإن المركز السينمائي المغربي يلتزم الصمت، رغم كل المحاولات للاتصال به من طرف الصحافة، لتسجيل وجهة نظره، في ظل رواج أخبار عن توجه من طرف وزارة الثقافة والاتصال، يرمي إلى فتح تحقيق في هذه النازلة، وإخبار الرأي العام بالنتيجة، وهي أخبار لم تتأكد رسميا بعد.

 المخرج نبيل عيوش مع الممثلة لبنى أبيضار بطلة فيلم "الزين اللي فيك".

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف