أخبار

تحت عنوان "العقل والجسد ... سد الفجوة"

انعقاد مؤتمر أبوظبي للجمعية العالمية لإعادة التأهيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أبو ظبي: في ظل الوعي المتنامي بأهمية الصحّة النفسية والإجتماعية حول العالم، وانطلاقاً من ضرورة تعميم برامج إعادة التأهيل النفسي والإجتماعي لدى المرضى الذين يعانون من أمراض عقلية خطيرة ومزمنة، وتأكيداً على أهمية اللجوء إليه في مراحل المرض الاولى، إنطلق مؤتمر أبو ظبي الدولي الأول للجمعية العالمية لإعادة التأهيل النفسي والإجتماعي، تحت عنوان "العقل والجسد.. سد الفجوة".

ويمتد المؤتمر على مدى ثلاث أيام من ٢١ إلى ٢٣ سبتمبر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بحضور رئيس المؤتمر الفخري البروفسور أحمد عكاشة، مؤسس مركز الطب النفسي للتدريب والأبحاث التابع لمنظمة الصحة العالمية في جامعة عين شمس، ومستشار الرئيس المصري، ومحاضر في الطب النفسي في جامعة عين شمس. 

ويعقد هذا المؤتمر في نسخته الرابعة عشر للمرة الاولى في الشرق الاوسط في العاصمة الإماراتية أبوظبي حيث تقدم الجمعية برنامجها التعليمي المتميز في المنطقة، وتناقش فيه آخرالتطورات العلمية في كافة مجالات التأهيل النفسي والإجتماعي.

الأهداف والبرنامج التعليمي

وتهدف الجمعية العالمية لإعادة التأهيل النفسي والإجتماعي في هذا المؤتمر إلى التأكيد على أهمية التأهيل النفسي والإجتماعي لا سيما في المنطقة، ويضيء البرنامج العلمي على مواضيع عديدة منها: الإرتقاء بالصحة النفسية والمعايير الاخلاقية في مجال العمل النفسي، وتشجيع رفع مستوى الممارسات الطبية، ونشر الوعي حول ممارسات العلاج الطبي، ومناقشة أخر التطورات العلمية في هذا المجال.

يشارك في المؤتمر أكثر من ٥٠٠ شخص، حيث سيتم تبادل الخبرات بين أكثر من ٤٥ متحدث دولي وإقليمي و٢١ متحدث محلي ضمن ٥٧ محاضرة علمية و٢٩ محاضرة بحثية، و١٠ ملصقات علمية، بالإضافة إلى ١٠ ورش عمل تعقد في اليوم الثالث. 

وفي هذا السياق عبر د.مدحت الصباحي، مدير المؤتمر ورئيس قسم إعادة التأهيل النفسي في جناح العلوم السلوكية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، في حديث لـ"إيلاف" عند سعادته البالغة لانعقاد هذا المؤتمر العالمي في أبوظبي وقال: "نحن ومن خلال هذا المؤتمر نسلط الضوء على المشاكل التي تواجهنا في الترويج لفكرة التأهيل النفسي والإجتماعي ونستعرض التحديات التي من الممكن أن نواجهها وتلك التي تحيط بالمرضى النفسيين من منظور الصحة العامة وبالتالي الحلول المقترحة لهذه التحديات عبر خبرات ودراسات وإستعراض أبرز التجارب والابحاث من مختلف البلدان مثل أميركا، إسبانيا، الهند، الفلبيين وغيرها من البلدان".

وأشار إلى أن أبرز التحديات المواجهة لهذا القطاع على الصعيد المحلي والإقليمي هي ندرة التخصص نفسه وندرة التدريب الطبي، بالإضافة إلى ندرة وحدات ومراكز التأهيل النفسي. وأكد أن مدينة الشيخ خليفة الطبية كانت أولى المراكز التي تنشأ وحدة تأهيل نفسي وإجتماعي في المنطقة منذ ٢٢ سنة.

وأوضح أن المؤتمر يحتضن وللمرة الأولى في أبوظبي دورة تدريبية من الجامعة الاميركية للتأهيل النفسي الإجتماعي والتي تعقد لأول مرة خارج الولايات المتحدة، حيث يتوجب على المشاركين تقديم ٤٥ ساعة تدريبية وتتضمن الدورة ١١ ساعة عملية في اليومين الثاني والثالث، تحضيراً للحصول على شهادة التأهيل النفسي والإجتماعي ومن المتوقع أن يشارك في الدورة أكثرمن ٤٠ أخصائي من السعودية والإمارات والكويت ومصر. 

وذكر أن هناك جهود بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة وشركة "صحة" لإستضافة إجتماع الجمعية العالمية للطب النفسي في المستقبل القريب.

فخر كبير

بدوره أكد د. ريكاردوجوينيا، رئيس الجمعية الدولية للتأهيل النفسي عن الفخر الكبير لتعاون الجمعية مع الهيئات المحلية المنظمة للمؤتمر الذي يعقد للمرة الاولى في المنطقة وقد أكد إيمانه في نجاح المؤتمر وأنه سوف يشكل حجر أساس في المنطقة بهذا المجال.

وأشار في حديث لـ"إيلاف" إلى أنه ومن خلال مشاركته في هذا المؤتمر يسعى إلى عرض ومشاركة خدمات التأهيل النفسي والإجتماعي التي نُفذت في مدريد ومدى تطورها خلال ال ٢٥ سنة الماضية.  

وأشاد بأهمية تبادل الخبرات والمعلومات بين المتخصصين في المنطقة والخارج، وأكد أن المؤتمر فرصة جيدة للإطلاع على اساليب العلاج الجديدة وآخر ما توصلت إليه الدراسات. 

أضاف د. جوينيا أن دراسات الجمعية العالمية الحديثة أشارت إلى أن أكثر من٦٠ إلى ٦٥٪ من مرضى الفصام الشخصي قد تماثلوا للشفاء، وأردف قائلاً: "هذا الرقم مهم جداً لأنه وفي الماضي كنا نعتقد أن لا أحد يشفى من هذا المرض، ولكننا يجب أن نمضي قدماً في الابحاث لمعرفة العوامل النفسية التي تساهم في تحسين مستوى الشفاء". 

كما أكد رئيس الجمعية الدولية للتأهيل النفسي على أهمية جمع النواحي البيولوجية النفسية والاجتماعية في الدراسات العلمية لأن عملية التأهيل تعتمدعليها مجتمعة، فتوفر الناحية البيوليوجية معرفة هيكلة ووظائف الدماغ وبالتالي تأثير الادوية، وتكشف الناحية النفسية مراحل الشفاء، وما بعد ذلك يأتي ضمن الناحية الاجتماعية.

وختم: "مؤخراً أثبتت العديد من الدراسات أن عدد كبير من المرضى لا يتلقون العلاج المطلوب، ما يجعل هذه المؤتمرات حاجة ملحّة لنشر التوعية حول أهمية تلقّي علاج التأهيل النفسي والإجتماعي".

تحسين نوعية الحياة

شارك في المؤتمر أطباء وإختصاصيين محليين، بالإضافة إلى إختصاصيين من مختلف أنحاء العالم مثل أميركا، أسبانيا، مصر، الكويت، السعودية، الهند، الفلبيين وغيرها من البلدان، عرضوا تجاربهم وآخر الابحاث في بلادهم.

أشار د.أحمد أسامة البرعي، إستشاري الامراض النفسية ومدير العيادات الخارجية في مدينة الشيخ خليفة الطبية لـ"إيلاف" أن عدد المرضى الإماراتيين الذين يتلقون علاج التأهيل النفسي الإجتماعي في عيادات المستشفى في أبوظبي يتراوح ما بين ٢٥٠ إلى ٣٠٠ زيارة شهرياً، يتم متابعتهم مباشرة من رئيس القسم الدكتور مدحت الصباحي، ويتلقون علاجًا يعتمد على تحسين نوعية حياة المريض وليس على علاجه فقط، حسب تعبيره.

وتطرّق د.البرعي إلى جودة نوعية العلاج الذي تقدمه المستشفى حيث أورد نتائج دراسة أجريت حديثاً في مدينة الشيخ خليفة الطبية تبحث الانتكاسات عند المرضى الذين يعاودون الدخول للمستشفى بعد تلقي العلاج، وأشار إلى أن النسبة العالمية تبلغ ٦٪ ، بينما تبلغ النسبة المسجلة في المستشفى أقل من ٠،٠٠٧٪.

وأضاف أنّ المستشفى تعقد برنامج شهري لتوعية المجتمع  بأهمية التأهيل النفسي والإجتماعي منذ ٧ سنين وهذا البرنامج موجه للعامة ويحضره أكثر من ١٦٠ شخص شهرياً، بالإضافة إلى العديد من البرامج العلمية المتوجهة للمتخصيصين والعاملين في هذا المجال.

من ناحيته، أكد الدكتور عبد المجيد الحبيب، إستشاري الطب النفسي وأمين عام اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية في المملكة العربية السعودية، لـ"إيلاف" أن الإضاءة على مسألة التأهيل النفسي والإجتماعي أمر مهم جداً إذ أنه ولفترة طويلة كان يتم التركيز على الجانب البيولوجي المتمثل بالتركيز على الادوية والسيطرة على الاعراض الحادة للأمراض، الامر الذي يعتبر غير كافي، إذ أنّ أغلب المرضى يحتاجون لعملية تأهيل وإعادة دمج في المجتمع.  

وقال: "عدد المختصصين في المملكة قليل، والإهتمام في القضية لا يزال محدود، وأغلب طلبات الاسر السعودية تركز على الحالات الحادة ويجري فيها عزل للمريض وليس هناك أي محاولات جادة لإعادة دمجهم".

وأضاف: "هناك عملية جادة في هذا المجال ضمن رؤية المملكة الجديدة، ففي خلال الاربع سنوات القادمة سيتم إنشاء برنامج وطني للتأهيل النفسي يركز على إعادة تأهيل المرضى النفسيين ذوي الأمراض المزمنة، وتهتم الجمعية الخيرية الوطنية برئاسة وزير الصحة بمتابعة هذا البرنامج". 

يذكر أن المؤتمر من تنظيم جناج العلوم السلوكية في مدينة الشيخ خليفة الطبية إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف