تجارب ناجحة على مادة "سبيرمدين" التي يحتويها
القمح يعالج الزهايمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من برلين: نشرت نقابة أطباء الأمراض العصبية الألمان على صفحتها الإلكترونية تقريرًا عن مادة مستخلصة من بذور القمح، قادرة على تحسين ذاكرة المصابين بالزهايمر ووقف تقدم المرض. ويفترض أن يجري عرض التقرير على مؤتمر النقابة المنعقد خلال عطلة نهاية الاسبوع الجاري.
ويشير التقرير إلى مادة «سبيرمدين»، المستخلصة من بذور الحنطة ترفع قدرة الخلايا الدماغية على التخلص من التراكمات غير الحميدة فيها، وتعين الخلايا في استعادة نشاطها العصبي، وخصوصًا المتعلق منه بالذاكرة.
تنظيف الخلايا
ويقول العلماء من جامعة غرايسفالد في تقريرهم إن الكشف عن دور سبيرمدين يحمل معه المستقبل في مكافحة انتشار الزهايمر، إذ تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتضاعف عدد الذين يعانون من هذا المرض العصري مرتين إلى أربع مرات حتى عام 2050، ولم يتوصل العلم إلى علاج شاف له على الرغم من توظيفات في البحث بمليارات الدولارات.
وفي حين يركز العلماء في العالم حاليًا على طراق الوقاية من خطر هذا المرض، يعكف فريق جامعة غرايسفالد منذ سنوات على البحث عن علاج الزهايمر والعته بواسطة المواد الطبيعية في الأغذية.
وذكرت البروفيسورة أغنيس فلويل، من جامعة غرايسفالد، أن «سبيرمدين» نوع من «البولي أمين»، ينشط عمل الخلايا العصبية وعملية تنظيف الخلايا من الترسبات الناجمة عن العمليات الحيوية والأمراض مثل الزهايمر، ويكنس بقايا بيتا أميلويد من الخلايا الدماغية، لأن التراكمات الخطيرة على خلايا الدماغ التي تسبب مرض الزهايمر عبارة عن تراكم بروتين بيتا - أميلويد في الخلايا العصبية، وهذه حالة ينجم عنها الخرف الناجم عن النسيان وعدم التركيز.
تجارب ناجحة على البشر
في التجارب على الحيوانات، أثبت «سبيرمدين» قدرته على إطالة عمر الحشرات والديدان، وتقليل سرعة تقدم عمر الحشرات التي تصيب الفواكه. لكن فريق العمل نجح في التجارب على البشر أيضًا.
قضت فلويل وزملاؤها عدة سنوات في البحث عن طريقة لعزل «سبيرمدين» عن بذور الحنطة، ومن ثم تحويله إلى أقراص يمكن تناولها عن طريق الفم، ثم تجربته على متطوعين يعانون العته ومرض الزهايمر.
وتكشف نتائج التجربة الأولى التي تحمل اسم «غولدن آيج»، بحسب تقرير الباحثة الألمانية، أن أجساد المتطوعين تحملت المادة بشكل طبيعي، ولم تظهر أعراض مهمة. والمهم أن «سبيرمدين» حسن ذاكرتهم ونشاطهم الدماغي كثيرًا خلال ثلاثة أشهر فقط.
يخطط فريق العمل حاليًا لتجارب أكبر وأطول على البشر، للتأكد من نتائج التجارب الأولى. ويرمي الباحثون إلى تحديد مدى نشاط الدماغ، والتغيرات البنيوية فيه، ومدى تحسن الذاكرة من خلال منح «سبيرمدين» طوال سنة إلى عدد كبير من المتطوعين والذين يعانون من المرض.
وتضيف فلويل أن العلاج الغذائي بمفرده لا يكفي لعلاج أي مرض، في حين أن التغذية المتوازنة والمبرمجة يمكن أن تفعل ذلك. ولهذا، يركز فريق العمل في التجارب المقبلة على معرفة كيفية تنظيم «سبيرمدين» في التغذية بغية التوصل إلى أفضل النتائج.
يقلل السعرات الحرارية
أوضحت فلويل أن «سبيرمدين» من المواد التي تقلل السعرات الحرارية، وعلى هذا الأساس فإنه يفيد في تعزيز الذاكرة والنشاط الدماغي، وفي الحمية المحفزة للدماغ. وهي مجموعة من المواد التي «تحاكي» الحمية، يفرزها الجسم، لكن يمكن تناولها عن طريق الفم من خلال بعض الأغذية. ومن هذه المواد الغذائية، بحسب الباحثة الألمانية، الشاي الأخضر ومادة ريسفراتول المستخلصة من العنب الأحمر.
وقام فريق العمل بتجربة تأثير ريسفراتول على البشر، وتأكدوا أيضًا من تأثيره المنشط في الدماغ، إضافة إلى مواد أخرى تحسن انتشار الدم إلى الخلايا الدماغية عمومًا.
وتجرى التجارب الأخرى على البشر في مشفى «شاريتيه برلين» بقيادة البروفيسورة اغنيس فلويل. ويبحث فريق العمل عن متطوعين يعانون العته والزهايمر من عمر 60 إلى 90 سنة.
مع الإشارة الى أنه يعاني اليوم في ألمانيا نحو 1,3 مليون ألماني من مرض الزهايمر، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد إلى 2,6 مليون في عام 2050.
يتعلق المرض بتقدم العمر، وهكذا تبلغ نسبة المصابين به فوق 65 سنة 2 في المئة، لكنها تقفز إلى 3 في المئة بعد السبعين، وإلى 6 في المئة فوق 75 سنة.
جدير بالذكر أن المرض يحمل اسم الباحث الألماني لويس الزهايمر الذي كان أول من شخص ووصف أعراض المرض، منذ عام 1907، أي قبل عصر البنسلين، لكن ما تحقق من خروقات على صعيد علاجه أو وقف تقدمه لا يستحق الذكر حتى الآن.