قدم وصفة لإعادة حزب الاستقلال الى الواجهة
بركة: حان الوقت لنبتعد عن الصراعات الشخصية بالمغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: بحضور غالبية قيادات الحزب وبرلمانييه، قدم نزار بركة، المرشح الأبرز لتولي منصب أمين عام حزب الاستقلال المغربي الخطوط العريضة لمشروعه ورؤيته لتدبير شؤون الحزب خلال المرحلة المقبلة ، في حال نيله ثقة المؤتمر الوطني السابع عشر المرتقب انعقاده نهاية الأسبوع الجاري بالرباط.
وقال بركة، الذي يشغل منصب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي (مؤسسة دستورية) في لقاء صحافي صباح اليوم بالرباط، إن المشروع الذي يقدمه بصفته مرشحا للأمانة العامة لحزب الاستقلال يحمل "رؤية جديدة للممارسة السياسية من شأنها إعادة الاعتبار لمكانة المناضل في الحزب"، وستعمل على "استعادة المكانة الطبيعية لحزب الاستقلال في المشهد السياسي واسترجاع ثقة المواطنين فيه".
وأضاف بركة بأن ترشحة للأمانة العامة "جاء استجابة لنداء المسؤولية كمواطن تجاوبا مع دعوة جماعية مناضلي الحزب"، مؤكدا أن مبادرته "تعتبر أن الحل يوجد داخل البيت الاستقلالي وكل حساسياته الحزبية مسؤولة على النهوض بأوضاعه".
وأكد المرشح الذي سينافس حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال الحالي، على دفة قيادة الحزب الأعراق بالبلاد، أن "وحدة الصف وتحصين الحزب وحماية حرمته ضروري لتجاوز الضبابية التي نعيشها اليوم وتقوية الهوية والرصيد الفكري النضالي من أجل استعادة الدور المؤثر للحزب في التحولات السياسية الراهنة والمستقبلية".
وشدد بركة على أن المشهد السياسي المغربي يعاني والأحزاب السياسية تعيش أزمة ثقة في علاقتها بالمواطن ومطالبه، مبرزا أن هذه الأزمة تفرض "علينا مراجعة أنفسنا ونقدم مقاربة جديدة للعمل السياسي".
وقال القيادي الاستقلالي في رسالة مبطنة إلى قادة الأحزاب السياسية، إن حزب الاستقلال سيواصل العمل والنضال من أجل تحقيق الديمقراطية، موضحا أن الديمقراطية بالنسبة له "ليس عملية انتخابية وفرز أغلبية ومعارضة فقط، بل مبنية على ثقافة الحوار والإنصات وتقديم البدائل والحلول للإشكالات التي تواجهها البلاد"، مؤكدا أنه "حان الوقت لنبتعد عن سياسة الفرجة والصراعات الشخصية، هذه السياسة لم تقدم النتائج المرجوة".
وبخصوص الأحزاب التي سيتحالف معها في حال وصوله لأمانة الحزب، قال بركة إن هذا الموضوع تقرر فيه مؤسسات الحزب، معتبرا أن حزب الاستقلال يتقاسم المرجعية الإسلامية مع حزب العدالة والتنمية، كما يتقاسم مرجعية النضال من أجل تحرير البلاد والديمقراطية مع أحزاب الكتلة التاريخية، بالإضافة إلى ما راكمه من تجارب جراء مشاركته في الحكومات السابقة، مؤكدا أنه "من الضروري أن نخرج من العزلة التي نعيشها اليوم".
ومضى بركة قائلا: "ننطلق في إطار التحالفات على أساس البرامج والمشروع المجتمعي"، معتبرا أن موقع حزب الاستقلال "غير واضح"، ولم يحسم بركة موقف حزبه من التحالفات ، وترك الباب مفتوحا على جميع الاحتمالات، حين قال "ليس لدينا خطوط وإنما قناعات وأهداف وغيرة على البلاد، وسنعمل على تقديم بدائل للنهوض بالبلاد سواء كنا في المعارضة أو الحكومة".
وأفاد بركة بأن حزب الاستقلال ينبغي أن "يلعب دورا أكبر في المستقبل السياسي"، لافتا إلى ضرورة القطع مع "منطق التقاطب الثنائية القطبية المصطنعة"، معربا عن رفضه لمنطق "تصنيف رجال السياسية إلى أشرار وأخيار"، وذلك في رسالة لعبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، وقال: "هذا منطق مرفوض لأن السياسة هي فن الممكن وفن التوازنات".
وقدم بركة مفهوما مغايرا لما يروج حول التحكم والتدخل في استقلالية القرار الحزبي، معتبرا أنه عندما نتحدث عن استقلالية القرار الحزبي "ينبغي أن نتساءل عن المؤشرات التي تدل على عدم استقلالية القرار الحزبي؟".
وأشار بركة إلى أن ضمان استقلالية القرار تتحقق ب"تقوية الديمقراطية الداخلية للحزب ، واتخاذ القرارات داخل المؤسسات"، مبرزا أنه بهذه الكيفية "سنعمل على تحقيق الأهداف المسطرة بعيدا عن أي تدخل سواء كان داخلي أو خارجي".
واعتبر بركة أن ما وصل إليه حزب الاستقلال اليوم ساهم فيه "حميد شباط أمين عام الحزب مع أعضاء في اللجنة التنفيذية"، وأضاف "نحن ضد الاصطفاف ، ومن الواجب علينا أن نضمن الكرامة للأخ الأمين العام، نحن أسرة واحدة مهمتنا النهوض بأوضاع الحزب العتيد"، لافتا الى ان لقاء الذي جمعه امس بشباط في بيت القيادي توفيق حجيرة بالرباط "يبرهن على أن حزب الاستقلال موحد وسيظل موحدا لأن غيرتنا على الحزب فوق الاعتبارات الذاتية والشخصية"، وفق تعبيره.