أخبار

جنوب السودان... استقلال وحروب وانهيار اقتصادي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جوبا: خيمت على جنوب السودان الذي وقع طرفا النزاع فيه اتفاقا نهائيا لتقاسم السلطة الأحد بهدف إنهاء الحرب الأهلية أزمة اقتصادية ناجمة عن سنوات من الحروب.&

ودخلت الدولة الأحدث عهدا في العالم التي نالت استقلالها عام 2011 في حرب أهلية منذ العام 2013 بعدما اتهم الرئيس سلفا كير خصمه ونائبه سابقا رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه.&

وأسفر النزاع عن سقوط عشرات آلاف القتلى فيما نزح أربعة ملايين من سكان البلد الذي يعد 12 مليون نسمة.&

وفي ما يلي أبرز المحطات التي مرت بها الدولة الإفريقية الوليدة:&

اقتصاد منهار

تراجع إنتاج النفط الذي شكل 98 بالمئة من العائدات لدى الاستقلال قبل سبعة أعوام في وقت دمرت الحرب البنية التحتية.&

وتراجع الإنتاج إلى نحو 120 ألف برميل في اليوم مقارنة مع 350 ألفا قبل النزاع، بحسب البنك الدولي.

وتعتمد جوبا، التي ورثت ثلاثة أرباع مخزونات النفط السودانية لدى استقلالها، في تصدير النفط على البنية التحتية في جارتها الشمالية من مصاف وأنابيب.

وفي 2017، عانى جزء من البلاد من أربعة شهور من المجاعة التي أثرت على نحو 100 ألف شخص.&

وبحسب الأمم المتحدة، يحتاج نحو سبعة ملايين من سكان جنوب السودان إلى مساعدات إنسانية هذا العام.&

حرب ضد الشمال المسلم

قبل استقلاله، كان جنوب السودان يشكل القسم الجنوبي من جمهورية السودان حيث شهدت المنطقة حربين أهليتين بين متمردين مسيحيين واحيائيين تحديدا بمعظمهم في الجنوب ضد حكومة الخرطوم التي يسيطر على مقاليد السلطة فيها عرب ومسلمون. ولقي الملايين حتفهم جراء النزاع.&

وأشعل استقلال السودان عن بريطانيا ومصر في كانون الثاني/يناير 1956 الحرب الأولى في الجنوب ضد هيمنة الشمال. وأنهت اتفاقات أبرمت عام 1972 نزاعات استمرت 17 عاما حيث تم منح الجنوب حكما ذاتيا.

لكن في 1983، تراجعت الخرطوم عن الاتفاقات ما أدى إلى اندلاع حرب جديدة بين الشمال والجنوب. وألهب ذلك مجددا الحركة الاستقلالية التي قادها جون قرنق والقوة المتمردة التابعة له -- الحركة الشعبية لتحرير &السودان.&

وفي كانون الثاني/يناير 2005، وقع قرنق اتفاق سلام مع الخرطوم استثنى الجنوب من قانون الشريعة الإسلامية المطبق في البلاد ومنحه ست سنوات من الحكم الذاتي قبيل استفتاء على الاستقلال.&

وقُتل قرنق لدى تحطم مروحيته في تموز/يوليو 2005 ليخلفه كير كزعيم للجنوب.&

الدولة الأحدث في العالم

في 9 تموز/يوليو 2011، أعلن جنوب السودان استقلاله بعد ستة شهور من استفتاء صوت 99 بالمئة من المشاركين فيه لصالح الانفصال عن الشمال. وتم تنصيب كير كأول رئيس للبلاد.&

واعترف المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي إلى جانب جمهورية السودان سريعا بالدولة الإفريقية الجديدة.&

عداوة بعد تحالف

وبينما وحدت قضية التمرد على الخرطوم قبل الاستقلال كير ونائبه السابق مشار إلا أنهما لم يتخلصا من خصوماتهما السياسية والقبلية.

وخلال الحرب الأهلية السودانية الثانية، انضم مشار المنتمي إلى قبيلة "النوير" إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت مكونة آنذاك تحديدا من أفراد قبيلة "الدينكا" التي ينتمي إليها كير. وعارض زعيم التمرد قرنق وحلفاءه بمن فيهم كير وأسس تنظيما منافساً تحالف مع الخرطوم قبل أن يعود إلى صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان في مطلع الألفية.&

وعينه كير نائبا للرئيس أول مرة في 2005 في منطقة جنوب السودان التي كانت تتمتع بحكم شبه ذاتي، ومن ثم في تموز/يوليو 2011 بعدما نال الجنوب استقلاله.&

وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، دخلت الدولة الجديدة في حرب أهلية عندما اندلع القتال في صفوف الجيش الوطني في ظل النزاعات التي غذتها الخصومة بين كير ومشار.&

وفي 2016، حذرت الأمم المتحدة من الإبادة والتطهير العرقي مشيرة إلى انتشار الفظائع ولا سيما العنف الجنسي والقبلي على نطاق واسع في جنوب السودان.

مفاوضات سلام

انهار اتفاق سلام أبرم في آب/اغسطس 2015 عندما اندلع القتال في جوبا في تموز/يوليو 2017.

وفي 20 حزيران/يونيو 2018، التقى كير ومشار في أديس أبابا للمرة الأولى منذ عامين. وبعد أسبوع، اتفقا على وقف إطلاق النار.&

وفي السابع من تموز/يوليو، توصلا في كمبالا إلى اتفاق لتقاسم السلطة.&

ويوم الأحد، وقع كير ومشار على اتفاق في الخرطوم يعود زعيم التمرد بموجبه إلى حكومة الوحدة الوطنية كنائب أول للرئيس بين خمسة في هذا المنصب.&

ويمهد التفاهم الطريق أمام التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يمنح فور توقيعه الطرفين ثلاثة أشهر لتشكيل حكومة انتقالية تتولى السلطة لثلاث سنوات.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف