مقتل فلسطيني في غارة جوية إسرائيلية وسط قصف متبادل على حدود غزة

غزة: قُتل فلسطيني إثر صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية ضمن سلسلة غارات جوّية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ليل الأربعاء استهدفت خصوصا مواقع لحركة حماس، بينما أطلق مقاتلون فلسطينيون عشرات الصواريخ تجاه إسرائيل.

وقال الطبيب أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة لوكالة فرانس برس "استشهد علي الغندور (30 عاما) وأصيب ثلاثة آخرون بجروح مختلفة في قصف إسرائيلي من طائرة حربية قرب بيت لاهيا". أضاف أنّ "ستة مواطنين آخرين أصيبوا في سلسلة الغارات الجوية التي شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي".

وقال مصدر أمني إن الغندور "استُهدف بصاروخ بينما كان في سيارة قرب بيت لاهيا". ووفق المصادر الأمنية فإنّ سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ عشرات الغارات الجوية التي استهدفت مواقع ومراكز تابعة خصوصا للحركة في مناطق مختلفة في قطاع غزة أسفرت أيضا عن أضرار كبيرة.

من جهتها، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "ردا على العدوان، المقاومة الفلسطينية تقصف منذ ساعات مغتصبات ومواقع العدو في غلاف غزة بعدد كبير من الرشقات الصاروخية".

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان إنها "لن تسمح للعدو الصهيوني بأن يغير قواعد المواجهة مهما كلف المقاومة ذلك من ثمن، تثبيتاً لقاعدة القصف بالقصف".

وقال مصدر أمني إن "طيران الإحتلال نفذ مساء اليوم سلسلة غارات جوية وصلت لأكثر من ثلاثين غارة بالصواريخ مستهدفا مواقع لفصائل المقاومة ومناطق زراعية، في مدن مختلفة في قطاع غزة ما ألحق أضرارا كبيرة بما في ذلك أضرار في عدد من منازل المواطنين".

وذكر شهود عيان أنّ القصف الجوي "طال مصنعا للطوب والباطون في منطقة السودانية في شمال غزة، كما استهدف بصاروخ أيضا استراحة للشرطة بجانب النادي البحري" التابع لبلدية مدينة غزة. وبحسب شهود، أطلق مقاتلون فلسطينيون عشرات قذائف الهاون والصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

وقال مصدر مصري لفرانس برس إنّ "مصر والأمم المتحدث تجري اتصالات مع كل الأطراف المعنية، وتبذل جهودا مكثفة لاحتواء التصعيد وإعادة الهدوء" في قطاع غزة.

جاء القصف الإسرائيلي بعد إطلاق ثماني قذائف مساء الأربعاء من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، سقطت اثنتان منها على بلدة سديروت، أدت الى اصابة أحد الاشخاص، وفق ما أعلنت السلطات الإسرائيلية ومصادر طبية. وأصيب شخص واحد، وفقا لشبكات التلفزيون الإسرائيلية التي بثت صورا لمنزل وسيارات تضررت من القذيفتين في سديروت القريبة من القطاع الفلسطيني.

وأعلنت مصادر طبّية أنّ شخصًا يبلغ من العمر 45 عامًا أصيب بجروح طفيفة بشظايا في سديروت. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "حتى الآن، تم تحديد ما يقرب من 70 عملية إطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية واعتراض نظام القبة الحديدية 11 منها ".

دفع الثمن
من جهته قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف في بيان "أشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الأخير في أعمال العنف بين غزة وإسرائيل، خاصة من خلال الصواريخ التي تطلق باتجاه البلدات في جنوب إسرائيل".

وذكر ملادينوف انه كان حذر من أن الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية في غزة "تنذر بصراع مدمر لا يريده أحد" مضيفا "لقد تعاونت الأمم المتحدة مع مصر وجميع الأطراف المعنية في جهد لم يسبق له مثيل لتجنب مثل هذا التطور، جهودنا الجماعية منعت الوضع من الانفجار حتى الآن".

يأتي إطلاق القذائف بعد مقتل اثنين من كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة إسرائيلية في شمال قطاع غزة. وقد توعدت حماس اسرائيل بـ"دفع الثمن".

يأتي هذا التصعيد العسكري على حدود قطاع غزة بعد ساعات من توجه وفد من المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج كان وصل غزة الخميس، الى القاهرة لابلاغ المسؤولين المصريين بردّ الحركة على مقترحات قدّمتها مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة لتهدئة طويلة المدى مع إسرائيل وتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.
&