فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا يسدل الستار على أطول صراع في القرن الأفريقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
احتفلت إثيوبيا وإريتريا بإعادة افتتاح معبرين حدوديين رئيسيين بعد أكثر من 20 عاما من إغلاقهما بسبب الحرب.
وعانق مئات الأشخاص من البلدين بعضهم وقد انهمرت دموع البعض فيما قاد زعيما الدولتين الاحتفال.
وهذه هي الخطوة الأخيرة في عملية التقارب بين العدوتين السابقتين.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري إسياس أفورقي قد وقعا اتفاق سلام في يوليو/تموز الماضي.
وبمقتضى الاتفاق تم استئناف العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الطرفين.
ما الذي تعينه زيارة الرئيس الإريتري التاريخية لإثيوبيا؟
يذكر أن إعادة فتح المعبر الحدودي في بوري يمكن إثيوبيا الدولة المغلقة من الوصول للبحر كما أعيد فتح معبر حدودي آخر قرب مدينة زالامبيسا الإثيوبية.
وتزامنت هذه الاحتفالات مع السنة الإثيوبية الجديدة مما أضاف المزيد من البهجة للأجواء العامة.
وكانت الحرب الحدودية بين البلدين قد اندلعت في مايو/أيار عام 1998 وخلفت وراءها عشرات الآلاف من القتلى.
وانتهت الحرب عام 2000 بتوقيع اتفاق الجزائر، ولكن لم يعد السلام تماما للمنطقة حيث رفضت إثيوبيا إنجاز حكم لجنة ترسيم الحدود التي انبثقت عن الاتفاقية.
ما هي أهمية إعادة فتح المعابر الحدودية؟ستتمكن الأسر التي مزقها النزاع من زيارة بعضها بعد أكثر من عقدين.
وكانت إريتريا قد حصلت على استقلالها عن إثيوبيا عام 1991، ولكن أعضاء بعض الأسر ظلوا يعيشون على جانبي الحدود حيث ظلت العلاقات طبيعية حتى عام 1998.
ويقول يوناس فيسيها وهو من سكان زلامبيسا لبي بي سي التيغرينية إن والدته وشقيقه سيلتقيان لأول مرة منذ 20 عاما، لقد شعرت أمه أنها في حلم عندما عرفت بإعادة فتح المعابر، مشيرا إلى أن هناك مزاجا احتفاليا في المدينة.
ويقع معبر زالامبيسا على طريق التجارة الرئيسي الذي يربط بين منطقة تيغراي الإثيوبية الشمالية والعاصمة الإريترية أسمرة.
وكان إغلاق المعبر قد ألحق ضررا كبيرا بالتجارة في هذه لمنطقة.
كما أن إعادة فتح الحدود في بوري سيسمح لإثيوبيا بالوصول لميناء عصب الإريتري الجنوبي.
وما الذي تغير أيضا بين البلدين؟هذه هي الخطوة الأخيرة في التغيرات السريعة في العلاقات بين البلدين التي تشهدا تحسنا.
فقد وقع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري إسياس أفورقي في يوليو/تموز الماضي إعلانا يقول بانتهاء حالة الحرب بين البلدين.
ومنذ ذلك الحين استؤنفت الاتصالات الهاتفية والرحلات الجوية بين البلدين وفي الأسبوع الماضي وصلت سفينة مسجلة في إثيوبيا إلى ميناء إريتري. كما أعاد البلدان فتح السفارات.
ما الذي سيحدث في المعابر الحدودية الأخرى؟حتى الآن تم إعادة فتح معبرين فقط هما زلامبيسا وبوري على طول الحدود الممتدة بين البلدين والبالغ طولها ألف كيلومتر.
وكانت بلدة بادمي، سبب النزاع الذي استمر عامين، قد وقعت داخل الحدود الإريترية بمقتضى حكم لجنة ترسيم الحدود المنبثقة عن اتفاقية الجزائر للسلام.
وكانت إثيوبيا حتى وقت قريب، والتي مازالت تدير بادمي، ترفض هذا الحكم ولكن الأمر تغير بعد التقاء زعيمي البلدين إلا أنه لم يتم تسليمها بعد لإريتريا.
ماذا حدث لزلامبيسا خلال الحرب؟كانت هذه المدينة إحدى مناطق النزاع الرئيسية خلال الحرب فقد احتلتها القوات الإريترية وتعرضت للتدمير، ولكن إريتريا لم تطالب بها أبدا فهي ليست محل نزاع.
ما التغيرات الأخرى التي وقعت في المنطقة؟أثر النزاع بين البلدين على مواقفهما من القضايا الإقليمية حيث دأبا على اتخاذ مواقف متعارضة.
ففي الصومال وجهت اتهامات لإريتريا بدعم جماعات إسلامية بينما دعمت إثيوبيا، حليفة الولايات المتحدة، الحكومة المعترف بها دوليا.
وقد تغير الوضع في الأسبوع الماضي حيث وقع الصومال وإثيوبيا وإريتريا اتفاق تعاون لاستعادة السلام والاستقرار في المنطقة.
كما اتفقت إرتريا وجيبوتي أيضا على تطبيع العلاقات بينهما بعد أن كاد نزاع حدودي أن يؤدي إلى اندلاع حرب.