باريس تعمل على محاولة استعادة دورها
فرنسا تغيّر سياستها في ليبيا... ولّى زمن هولاند
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بين عامي 2015 و2017 تغيّرت السياسة الفرنسية حيال ليبيا، التي يتصارع فيها الجيش الوطني والحكومة والميليشيات على إدارة البلاد.
إيلاف من نيويورك: إبان حكم الرئيس الفرنسي السابق، فرنسوا هولاند، كانت باريس تدعم وبشكل مباشر حكومة الوفاق الوطني في طرابلس الغرب برئاسة فايز السراج، باعتبارها الجهة الوحيدة التي يتعامل معها المجتمع الدولي بحسب الإليزيه.
الشرعية متمثلة في حكومة السراج
ورغم سيطرة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على شرق البلاد، ورفعه شعار محاربة الجماعات الإرهابية، إلّا أن هولاند أصر على أن حكومة السراج هي وحدها من يمتلك الشرعية وحق التفاوض باسم الليبيين، مع القول إن قوات حفتر جزء من الحل، ولكن تحت مظلة الحكومة.
الموقف الفرنسي آنذاك كان متوافقًا إلى حد كبير مع موقف ألمانيا وإيطاليا، فالأطراف الثلاثة رمت بثقلها خلف حكومة السراج، وفي المقابل "تلقى مجلس النواب والجيش في شرق البلاد رسائل وإشارات تفيد بأن التعامل معكم يجب أن يكون عبر حكومة طرابلس بغضّ النظر عما تقومون به".
مراجعة السياسات الخارجية
في منتصف عام 2017 تسلم إيمانويل ماكارون الحكم في فرنسا خلفًا لهولاند، وشرعت إدارته في إجراء مراجعة شاملة للسياسات الخارجية، وبما أن الأزمة الليبية تعد مهمة جدًا بالنسبة إلى باريس، بدأ الحديث فعليًا عن السياسة التي انتهجها الرئيس السابق حيال ليبيا.
المخاوف الأوروبية
ومع تغيّر هوية حاكم الإليزيه كانت المخاوف الأوروبية تصل إلى أعلى مستوياتها، بعد انكشاف موضوع الإتجار بالبشر وتهريبهم عبر ليبيا إلى أوروبا، إضافة إلى موجات الهجرة غير الشرعية، والعمليات الإرهابية التي استهدفت مدنًا أوروبية. أرادت باريس استكشاف الموقف الأميركي حيال ليبيا قبل تنفيذ أي تموضع جديد.
لقاء في واشنطن
وفق معلومات حصلت عليها "إيلاف"، فإن السفارة الفرنسية في واشنطن نظمت بعد فترة قصيرة من تولي ماكرون مسؤولياته بشكل رسمي، لقاءات جمعت عددًا من المفكرين والخبراء الأميركيين مع وفد يضم عددًا من المقربين من الرئيس الحالي أثناء زيارة لهم إلى العاصمة الأميركية.
ليست أولوية أميركية
الفرنسيون عقدوا لقاءات مطولة مع هذه الشخصيات، وأرادوا من خلالها معرفة نظرة الولايات المتحدة إلى ملفات عدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن ضمنها الملف الليبي الذي كان حاضرًا بقوة.&
وقد سمع الفرنسيون من ضيوفهم غير الرسميين أن "ما يحدث في ليبيا لا يشكل أولوية أميركية، فالإدارة منشغلة بملفات عدة، تبدأ من الصين وكوريا الشمالية وإيران، وتصل إلى الداخل، وبالتالي من الأفضل لباريس أن تعتمد السياسة التي تراها مناسبة، والتعامل مع الأطراف الليبية التي تُطابق المواصفات الغربية في قضايا محاربة الإرهاب ومكافحة التهريب والإتجار بالبشر، ثم وضع الإدارة الأميركية في ضوء ما يجري، أي باختصار قيادة الجهود الغربية، مع مراعاة الأوضاع الداخلية لليبيا، ونظرة العرب خصوصًا دول التحالف العربي".
حفتر ضيف دائم في باريس
بعد هذه اللقاءات، تحسنت علاقات باريس بمجلس النواب والجيش الليبي، وشرع إيمانويل ماكارون في تنظيم لقاءات للقوى المتصارعة في باريس، التي فضل خليفة حفتر التوجّه إلى مشافيها عندما أصيب بوعكة صحية في إبريل الماضي، كما حُكي كثيرًا عن حصول الجيش الليبي على دعم عسكري فرنسي أخيرًا.
انفتاح إيطالي
التموضع الفرنسي استُتبع بانفتاح إيطالي أيضًا، فروما لم تستطع إخفاء غضبها في بادئ الأمر من تحركات ماكرون، معتبرة أن الأخير يستغل الأزمة السياسية، التي كانت قائمة في إيطاليا، للتأثير أكثر في الشأن الليبي، لكن مع وصول القوى اليمينية إلى قيادة البلاد (حزب الرابطة وحركة خمس نجوم) تغيرت بعض الأمور، خصوصًا أن هذين الحزبين انتقدا كثيرًا السياسات الخارجية لرئيس الحكومة السابق، ماتيو رينزي، وأصبح وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي يعرّج على بنغازي للقاء حفتر عند زيارته إلى ليبيا خلافًا لما كان يحصل في السابق.
&