التليفزيون الإيراني يعلن مقتل 10 متظاهرين في الاحتجاجات والحرس الثوري يحذر من "قبضة حديدية"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن التليفزيون الرسمي الإيراني عن مقتل 10 أشخاص خلال مظاهرات ضد الحكومة عمت أرجاء إيران، ليلة أمس.
وقال التليفزيون الحكومي "خلال الفاعليات الاحتجاجية الليلة الماضية، سقط لسوء الحظ 10 قتلى في عدة مدن بإيران".
وبحسب البيانات الرسمية فقد سقط 12 قتيلا حتى الأن في المظاهرات التي اندلعت في البلاد منذ الخميس الماضي.
واستمرت الاضطرابات في البلاد على الرغم من دعوة الهدوء التي أطلقها الرئيس حسن رو حاني.
وفي أول تعليق له على الأزمة حذر روحاني، يوم الأحد، من أن الحكومة لن تتساهل في مواجهة العنف.
واشنطن تدين اعتقال المتظاهرين في إيران
الرئيس الإيراني: للمواطنين الحق بالاحتجاج، ولكن بلا تخريب
احتجاجات في إيران ضد ارتفاع الأسعار والبطالة
وقال الرئيس الإيراني :"يتمتع المواطنون بالحرية التامة لانتقاد الحكومة أو الخروج في احتجاجات..بالطريقة التي تسهم في تحسين الأوضاع في البلاد"، لكنه حذر في الوقت ذاته من التخريب وأعمال العنف.
ومع ذلك استمرت الاحتجاجا طوال الليل. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز ومدافع المياه في ميدان انقلاب (الثورة) بالعاصمة طهران، كما أشارت تقارير باندلاع مظاهرات في كرمنشاة وخورام أباد في الغرب، وكذلك في شاهنشهر في الشمال الغربي ومدينة زانغان الشمالية.
وكانت المظاهرات التي انتشرت، يوم الخميس، في مشهد ثاني أكبر مدن البلاد، تمثل أكبر خروج على النظام من مظاهرات الحركة الخضراء، التي تم قمعها بالقوة في 2009.
كيف تعاملت السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات؟اعترف الرئيس روحاني في تصريحاته بوجود المظالم الشعبية، رغم أنه حذر من أن الحكومة "لن تتسامح مع من يضر بالممتلكات العامة، وينتهك النظام العام ويخلق اضطرابات في المجتمع".
كما حذر الحرس الثوري الإيراني المتظاهرين المناهضين للحكومة من أنهم سيواجهون "قبضة من الحديد" للدولة فى حالة استمرار الاضطرابات السياسية.
ويمثل الحرس الثوري قوة عسكرية كبيرة ترتبط مباشرة مع المرشد الأعلى فى البلاد على خامنئي، ومهمته الرئيسية الحفاظ على النظام الإسلامى فى البلاد. ويقول المراسلون سيناريو تدخل الحرس الثوري رسميا في التصدي للمظاهرات سيمثل تصعيدا خطيرا في البلاد.
وتم القبض على حوالي 400 شخص فى الأيام الاخيرة، من بينهم 200 شخص فى طهران، ليلة السبت.
ومازالت السلطات تعلق عمل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متقطع، خشية استخدامها في الحشد وتنظيم الاحتجاجات، بما في ذلك مواقع تيلغرام وانستغرام.
وبدأت وسائل الإعلام التابعة للدولة، اليوم الاثنين، بث بعض اللقطات من الاحتجاجات، على الرغم من التركيز على شباب يهاجمون بنوك ومركبات ويحرقون العلم الايراني، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
واستخدمت الشرطة، يوم الأحد، مدفع المياه لتفريق المتظاهرين عند تقاطع كبير، وفقا لما ظهر في شريط فيديو حصلت عليه بى بى سى.
إلى أين ستؤدي الاحتجاجات؟
يقول كسرة ناجي، محلل في بي بي سي الفارسية، إن هناك استياء واسع النطاق ومثير للقلق في إيران، حيث ينتشر القمع وتزداد الأوضاع الاقتصادية السيئة سوءا، وكشف تحقيق استقصائي لبي بي سي أن الإيرانيين في المتوسط أصبحوا أكثر فقرا بنسبة 15 في المائة خلال السنوات العشر الماضية.
وتقتصر الاحتجاجات على جيوب صغيرة نسبيا وغالبيتها من الذكور المحتجين، الذين يطالبون بالإطاحة بنظام الملالي.
وانتشرت المظاهرات في المدن الصغيرة بجميع أنحاء البلاد وهناك فرصة أن تتطور ويزداد حجمها.
ولكن لا توجد قيادة واضحة. وتم إسكات رموز المعارضة منذ فترة طويلة أو نفيهم من الحياة العامة.
وطالب بعض المتظاهرين بعودة النظام الملكي (حكم الشاه في إيرن)، وقد أصدر رضا بهلوي، ابن الشاه السابق (محمد رضا بهلوي)، الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بيانا يؤيد المظاهرات. لكن هناك مؤشرات على تجاهله وعدم وجود أي دور له في هذه الاحتجاجات.
وبي بي سي فارسية تبث على التليفزيون والراديو والإنترنت من لندن، وهي محظورة في إيران، ويتعرض جميع العاملين بها وعائلاتهم بشكل دوري لاعتداءات ومراقبة من السلطات.
ماذا عن حرب التصريحات بين روحاني وترامب؟وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بأنه "عدو للأمة الإيرانية من رأس وحتى أخمص قدميه".
وجاء هذا الوصف ردا على تصريحات ترامب حول الاحتجاجات والتي قال عنها "الشعب الإيراني انتبه أخيرا إلى كيفية سرقة أمواله وثرواته وإنفاقها لدعم الإرهاب".
وفي 31 ديسمبر/ كانون أول الماضي، غرد بالمزدي من الانتقادات لما يجري في إيران، وكتب على تويتر :"إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب وبها الكثير من انتهاك حقوق الإنسان، أغلقت الإنترنت لمنع المتظاهرين السلميين من التواصل، ليس أمرا جيدا!".
ماذا حدث في 2009؟تشير المظاهرات الضخمة إلى "الحركة الخضراء"، التي شارك فيها ملايين المعارضين ضد الإعلان المثير للجدل عن فوز الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية.
وقتل 30 شخصا على الأقل في هذه المظاهرت وتم اعتقال الآلاف في موجات التظاهرات، التي كانت تعد أكبر خروج للإيرانيين في الشوارع منذ قيام الثورة الإسلامية 1979.