أخبار

وقعت بالرباط كتابها "المرأة المغربية.. مكتسبات وانتكاسات"

ماريا الشرقاوي: المرأة ما زالت تحت الوصاية بالمغرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرباط: قالت ماريا الشرقاوي، رئيسة منتدى الأسرة والباحثة في قضايا النوع الاجتماعي إن المرأة ما زالت تحت الوصاية في مغرب 2017، رغم كونها تتمتع بالكفاءة لكي تتقلد مناصب القرار سياسيا، إلا أنها لا تزال مستبعدة، و هو ما يترجمه وجود وزيرات منتدبات في الحكومة المغربية الحالية، و ذلك أثناء حفل توقيعها كتابها الأول"المرأة المغربية..مكتسبات وانتكاسات"، والذي احتضنته المكتبة الوطنية بالعاصمة الرباط مساء الأربعاء.

وأفادت الكاتبة أنها تعتبر نفسها في معركة مع الفكر الذكوري السائد و الذي لا يستثني تبني بعض النساء له، من خلال عدم مساندتهن لبعضهن وعدم إيمانهن بقدرة المرأة على العمل بكد واجتهاد لإثبات ذاتها كشخصية منتجة.

تملص الدولة

وأضافت الشرقاوي قائلة "أؤمن بالأسرة والهوية المغربيتين، ولا أريد للمرأة أن تتشبه بالرجال، بل يهمني محافظتها على أنوثتها ورعايتها لزوجها وأبنائها، دون إغفال المطالبة بحقها في المجتمع الذي تعيش به".

وحول مضمون المؤلف الجديد، قالت الشرقاوي إنه ثمرة عمل امتد لثلاث سنوات، تفاعلت من خلالها مع أحداث نقلتها بالحرف لتعبر عن المعاناة التي تعيشها المرأة في مختلف تجلياتها، من ضمنها قصة "خديجة" التي تحول حلمها لكابوس، وهي تعاقر الخمر ليلا بشوارع مدريد الإسبانية، وتطالبها بالكتابة عما تكابده من مصير مؤلم.

 

غلاف الكتاب

 

وزادت الشرقاوي قائلة "كيف لي ألا أكتب عنها، خاصة أنها تشكل نقطة من فيض في ظل وجود العديد من الحالات التي تعاني من القهر والظلم، تفاعلت لأنني عاينت حالة امرأة تملصت الدولة من واجباتها تجاهها، واقع يختلف عن ذلك الذي كانت فيه المرأة تحتل مكانة مرموقة في الماضي، أمثال زينب النفزاوية والسيدة الحرة وغيرهما، نساء استطعن الوصول لمراتب عالية، فكيف تتلكؤون في إعطائنا حقنا الذي نطالب به ولا نطالب بمنحة أو نستجدي أحدا في هذا الشأن".

وعن دور الرجل في حياتها كمدافعة عن قضايا المرأة والمجتمع، أثنت رئيسة منتدى أسرة على مساهمة زوجها المحامي عبد الإله الدقاقي في عملها، ومساندته اللامشروطة لها في مسارها ماديا ومعنويا، مما يشجعها على المزيد من البحث والتفاعل مع مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والحقوقية التي تؤرقها.

واعتبر الاعلامي المغربي محسن بنتاج، أن الكتاب يحمل أكثر من تساؤل واحد في موضوع محدد يهم المرأة، تسعى من خلالها المؤلفة إلى فتح ملف عميق يرتبط بشكل كبير بالمواقف الحقوقية والسياسية، خاصة أنه يندرج في إطار كتاب العاطفة، باعتبار أن الشرقاوي تنطلق من ذاتها بعيدا عن المواقف السياسية الجاهزة.

وضع مؤسف

من جهته، قال الكاتب والشاعر العياشي ثابت إن كتاب"المرأة المغربية..مكتسبات وانتكاسات" يتميز بتوظيف لهجة قاسية، تنتقد من خلالها الكاتبة الوضع المؤسف الذي تعيشه المرأة المغربية، بتناولها لبحوث ومعطيات تفيد بالأدوار الحقيقية والطلائعية التي لعبتها المرأة في مختلف العصور.

 

جانب من الحضور

 

وعن قراءته للعنوان الذي تم اختياره للمؤلف، زاد ثابت قائلا"يتسم بنبرة عالية من التفاؤل، حيث تم تقديم المكتسبات على الانتكاسات، رغم أن حجمها كبيرا، في إشارة إلى اهتمام الشرقاوي بقضايا النساء دون مواجهة الرجل كطرف أساسي، إيمانا منها أن النضال من أجل المرأة هو نضال من أجل المجتمع بشكل عام.

واعتبر أنها اعتمدت على منهجية تقوم على الإثارة بشكل ذكي من خلال سرد معاناة نساء مغربيات، و جلب القارئ لعالمهن، ثم الختم مجازا بالصراخ والتهويل والبكاء للتعبير عما يعانينه من قهر، في مطالبة صريحة لرفع الحيف عنهن وإقرار مبدإ المساواة والندية مع الرجل.

هيمنة الرجل

في سياق متصل، انتقدت سناء القويطي، صحفية في موقع "الجزيرة نت "تجاهل الإعلام المغربي للمرأة في مقابل هيمنة الرجل على مختلف الأخبار الرائجة سواء في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية، و استدلت بذلك على تقرير أنجزته الهيئة العليا للإعلام المسموع والمرئي حول فحوى النشرات الإخبارية خلال يوم واحد، ليتضح أن النساء يمثلن 20 بالمائة مقابل 80 بالمائة للرجال من حيث الحضور كمواضيع ومصادر للأخبار.

وذكرت بمشروع"خبيرات" الذي أعلنت عنه النقابة الوطنية للصحافة المغربية السنة الماضية، والذي لم يتم إطلاقه فعليا رغم كونه مشروعا رائدا، يروم تقديم قاعدة للبيانات بالنسبة للصحفيين، تهم شخصيات نسائية مغربية فاعلة ومؤثرة في مجالات عديدة.

وثمنت القويطي الكتابة بالمعايشة التي اعتمدتها الشرقاوي في منهجيتها، بتقديم قصص إنسانية، تروج لمفهوم الأسرة المبني على التكامل بين أعضائها وليس التواكل والتملص من المسؤوليات، انطلاقا من الهوية المغربية والعادات والتقاليد التي تعتبر أساس أي إصلاح جدي، بعيدا عن استيراد النماذج الجاهزة.

وأكدت القويطي على القدرات والكفاءات العالية التي تتميز بها المرأة المغربية في العديد من المجالات والتي تخولها تقلد مناصب سياسية، خاصة أن التاريخ مليء بقصص نساء رائدات، رغم كونه ذكوريا يلتفت للمرأة في علاقتها بالحاكم كقريبة سواء كانت أما او شقيقة أو ابنة، وطالبت في غضون ذلك بإعادة كتابة التاريخ لكي يتم إنتاج أفكار جديدة تفيد المجتمع.

وأشار المحلل السياسي محمد بودن إلى اعتماد الكاتبة على المنهج التكاملي والتاريخي والنسقي والوصفي، من خلال توظيف شهادات، دون إغفال الجانب السياسي الذي كان حاضرا بقوة، في إشارة إلى وجود بعد تحرري خال من القيود الاجتماعية و النفسية من أجل الارتقاء بالمرأة في شخص كاتبة تحكمها قضية عادلة.

وخلص بودن إلى أن الكتاب جاء في لحظة ضاغطة سياسيا من سنة 2014 إلى 2017، ليتم إنتاجه بطريقة ترافعية عن قضايا راهنة، عن طريق إدراج شهادات و حكايات من صلب الواقع المعاش.

نبذة عن الكتاب

يحتوي الكتاب الجديد، الذي يجمع بين بعد الشهادات والنفس الأكاديمي التوثيقي، على 106 صفحات، ويتكون من 3 محاور رئيسية و23 مقالا، ترتكز فكرتها العامة على النضال من أجل الحقوق والحريات، في مجتمع يعرف مشاكل عديدة خاصة على مستوى التعليم والوعي.

وتعتبر بعض المقالات الموجودة بين دفتي الكتاب مثل "التمكين السياسي" و"عن أي تمثيلية نسائية تتحدثون يا ذكور السياسية"، و"الكوطا النسائية إلى متى؟ "، من أبرز المقالات التي سلطت فيها الكاتبة الضوء على التحجر الذكوري في مجابهة رغبة المرأة المغربية لامتلاك حقها الدستوري، وتضمن الكتاب قصصا اجتثتها الكاتبة من عمق المجتمع، والتي لا تخرج بدورها من دائرة الدفاع عن المرأة في مختلف الأعمار مثل "خديجة في بلاد المهجر"، و"صديقتي يا وجعي"، حيث سعت الشرقاوي من خلاله إلى إبراز الدور الفعال، الذي لعبته المرأة المغربية منذ عقود، والذي يدحر كل كلام عن دونية القدرات النسائية، مثل " العبقرية والنبوغ سمة نساء مغربيات رائدات بين الأمس و اليوم" و "مقاومات في ذاكرة التاريخ المغربي"، علاوة على مقالات أخرى تحدثت فيها عن المشاركة الفعالة للمرأة في المسيرة الخضراء، وفي مختلف المحطات التي عرفها المغرب دفاعا عن الوحدة الترابية.

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف