أخبار

هولي بوتشر قالت كلمتها ورحلت: أعطوا أكثر.. تذمروا أقل!

رسالة مؤثرة من عشرينية أرداها السرطان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: ما نقلت صور هولي بوتشر ما حلّ بجسدها، فالسرطان نخر عظامها وقضى عليها وهي في السابعة والعشرين من عمرها. قُبيل وفاتها، تركت رسالة شرحت فيها معاناتها وودّعت أحبّاءها، بعدما حظيت في أشهرها الأخيرة بكثير من الوقت في منتصف الليالي لكي تكتب ما يجول في خاطرها. وبعد وفاتها في الأسبوع الماضي، نشر والداها الرسالة.

كل يوم هدية
في البداية كتبت بوتشر: "غريب أن تدرك أنّك ستموت في السادسة والعشرين وأن تتقبّل الفكرة... تمرّ الأيام وتتوقع أنها ستستمرّ بالمرور فحسب، إلى أن تواجه ما هو غير متوقع. كنت أتخيل نفسي دائمًا أتقدّم في السن، فتزداد تجاعيدي وشعري الأبيض – على الأرجح نتيجة لأسرة جميلة (الكثير من الأولاد) خطّطتُ لبنائها مع حبّ حياتي. أرغب بذلك من كل قلبي إلى درجة مؤلمة".
تابعت: "هذه هي المشكلة في الحياة. إنها هشة، وثمينة ولا يمكن توقّع ما تخبّئه لنا، وكل يوم هو هدية... أنا في السادسة والعشرين من العمر، الآن ولا أريد أن أرحل. أحبّ الحياة. أنا سعيدة بفضل أحبّائي. لكنّ الأمر خارج عن إرادتي وسيطرتي.


لم أبدأ بكتابة هذه الرسالة قبل مماتي لنشر الخوف من الموت – أنا أحبّ فكرة أنّنا نتجاهل حتميّته، إلا حين أحاول الحديث عنه ويتعامل الآخرون مع الموضوع على أنّه "تابو" لن يحدث لأيّ منا. كان ذلك صعبًا بعض الشيء".

كفّوا عن القلق
تابعت: "أريد فحسب أن يتوقف الناس عن القلق بشأن ضغوط صغيرة لا معنى لها في الحياة، وأن يحاولوا أن يتذكّروا أنّ المصير نفسه ينتظرنا جميعًا. لذا، افعلوا ما في وسعكم لتجعلوا وقتكم قيّمًا ومهمًا، وخفّفوا من الهراء".

واعتبرت بوتشر أنّ من الطبيعي الانزعاج من بعض الأمور مثل زحمة السير أو قلّة النوم بسبب الأطفال أو بعض الأمور التي لا تعجبك في مظهرك أو بعض الآلام التي لا تهدّد حياتك بالخطر. لذلك، يجب أن يكون الإنسان ممتنًّا لمجرّد أنّه على قيد الحياة: "أقسم أنك لن تفكر في تلك الأشياء عندما يحين دورك في الرحيل. يصبح كل شيء غير مهمّ عندما أنظر إلى الحياة ككل، وأنا أشاهد جسدي يفنى أمام عيني ولا يمكنني القيام بشيء حيال ذلك، وكل ما أتمناه الآن هو أن أحتفل مرّة بعد بذكرى مولدي أو عيد الميلاد مع عائلتي، أو أن أحظى بيوم واحد بعد مع شريكي وكلبي. يوم واحد فقط".

أضافت: "تذمّروا أقلّ! وساعدوا بعضكم أكثر. أعطوا من دون حدود. صحيح أنّكم تكسبون المزيد من السعادة عندما تفعلون أشياء للآخرين بدلًا من فعلها لأنفسكم. أتمنى لو فعلت هذا أكثر". وأشارت أنّها منذ أن مرضت، كانت محاطة بأناس وأحبّاء أغدقوها حبًّا وعطاء ودعمًا.

لا تركّزوا على الماديات
شدّدت بوتشر في رسالتها على عدم التركيز على الأمور المادية بل المعنوية: "من الغريب أن تملك المال لتنفقه في النهاية، في آخر أيام حياتك... فذلك يجعلنا نفكر كم سخيفًا أن نهتمّ بإنفاق الكثير من المال على الملابس الجديدة وغيرها من النوافل في حياتنا".

كما دعت إلى الاستمتاع بالطبيعة، بالهواء الذي تتنفسّه، بالمناظر الخضراء الخلّابة، برمال الشاطئ ومياه البحر المالحة، وزقزقة العصافير في الصباح الباكر، والموسيقى التي اعتبرتها بمثابة علاج. وذكرت أنّ الإنسان يجب أن يعمل كي يعيش لا العكس، طالبةً من الناس ترك هواتفهم جانبًا لتمضية الوقت مع الأصدقاء، والابتعاد عن كل ما يحزنهم.

"حاول أن تستمتع باللحظات التي تعيشها بدلًا من أن تلتقطها بعدسة هاتفك. فليس الهدف من هذه الحياة أن نحياها من خلال شاشة، ولا أن نلتقط أفضل صورة..."، ناصحةً بأن نخبر أحباءنا أنّنا نحبهم كلما سنحت الفرصة، وألّا نبني حيواتنا على توقعات الآخرين.

وركّزت على ضرورة فعل الإنسان ما يفرح قلبه، والتخلّص من الأخبار المنشورة على فايسبوك التي قد تؤثر عليه سلبًا حتى لو كان ذلك سيؤذي مشاعر شخص ما: "كن متحجّر القلب من أجل سعادتك ورفاهك".

في النهاية، وجّهت دعوة إلى التبرع بالدم: "طلب أخير، إذا استطعت، فاعمل خيرًا للإنسانية وابدأ بالتبرّع بالدم. سيمنحك ذلك شعورًا جيدًا مع مكافأة إضافية هي إنقاذ حياة الناس. أشعر بأنّ هذا أمر نغفل عنه مع أنّ كل عمليّة تبرّع قد تنقذ حياة 3 أشخاص!".

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن "تريبيونست". المادة الأصلية منشورة على الرابط أدناه:
http://tribunist.com/news/im-27-i-dont-want-to-go-i-love-my-life-heartbreaking-letter-written-by-young-woman-dying-of-cancer/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اللة يرحمك يا عزيزتى
فول على طول -

اللة يرحمك يا عزيزتى الصغيرة الجميلة ...رسالة صادقة كل الصدق تعبر عن صفاء نفسى وقلب صافى وحب لا نظير لة ...نطلب لها الرحمة بالرغم من سنك الصغير نسبيا لكن عبقرية انسانية بكل المعانى . ليت الدواعش ومن على شاكلتهم يقرأون رسالتك حتى يعودوا للانسانية . نعم فان الحياة رحلة قصيرة وكل يوم هبة من اللة وأستغرب من ينهى حياتة بنفسة تحت اسم " استشهاد " وهو انتحار وقتل نفس وللأسف بغرض قتل الأخرين معة طمعا فى أشياء ونزوات حتى الشيطان يتأفف منها .

لم تذكر الله لعجزه شفاءها
عربي من القرن21 -

فما فائدة الأيمان العاجز عن القضاء على المرض وحتى للأطفال وما ذنبهم لينالوا هذا المصير ؟؟.. وخاصة الأيمان المتعصب الأعمى وطلب الموت بدل الحياة , الأنسان وحياته وانسانيته تجاه الآخرين هو الأهم , فبدلا من قضاء جزء غير يسير في الدعوة لحياة أبدية مجهولة وغيبية , كان الأحرى بقضاؤها بعمل خيري و مساعدة الآخرين و حتى التبرع بالدم لأنقاذ آخرين يتشبثون بالحياة , قارنوا أقوالها بمقولة غيبية :- آنا (نحن) خلقنا الأنس والجن لتعبدوا ( لاشيء يعلو فوق صوت ترديد النصوص كالببغاء) !!.. بدلا لكي تعيشوا حياتكم وتحافظوا على أنسانيتكم على عمل الخير و نشر المحبة و حب الغير ونبذ الأنانية و الكراهية وقتل الاخر , ومن ينتحر بالحزام الناسف وهو في مقتبل العمر ويقتل الآخرين طلبا في الجنة الغيبية و الوهمية نتيجة الأيمان الأعمى اللامبرر له , ويجب أنقاذ هؤلاء وتجنيب البشرية شر هذه العبادات القائمة على كراهية ونبذ الآخر المختلف في العقيدة العمياء , فالجنة هي حياة الأنسان الأرضية !!؟..

رسالة للفاقدين الأمل
kamal -

رحمك الله تعالى أيتها الروح الرقيقية، رسالة جميلة إلى كل المتذمرين من الحياة مهمت كانت الظروف الصعبة، فقليل من الحب و الإهتمام ينسينا كل شيء، نعم كل يوم هو هدية كل و كل لحظة تستحق أن تعاش دون أن ننسى الإهتمام بتفاصيل حياتنا و بناء مستقبلنا ومستقبل ابنائنا و من هم تحت مسؤوليتنا.

في عناية الله ورحمته
مغربية -

عندما نشعر بالنهاية تصبح رغبتنا في العطاء لا حدود لها، لكن العطاء ( الوقت و المال ) لا يجب أن يكون بدون حدود لأننا سنفقد بذلك القوة و رأس المال الذي به سيستمر هذا العطاء فالجود يكون من الثمار لا من خشب الأشجار المثمرة، فمالك الذي تكد من أجله هو قوام حياتك وقوة لك لتتقدم إلى الأمام، فلا تستحي من جرعة الأنانية التي تسكنك فهي التي مكنت أجدادك من العيش لترى أنت النور.