دعوة لدفن تداعيات عام 1979 في السعودية وإيران
الطاقة النظيفة والاعتدال الإسلامي محركا تغيير الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اعتماد الطاقة النظيفة والابتعاد عن النظريات الإسلامية العنيفة وجهان لشرق أوسط جديد، يبعث من رحم تقنيات الطاقة المتجددة في الإمارات، وموجة الإصلاحات الاجتماعية في السعودية، وحركات الاحتجاج في إيران، كما يشير تقرير نشر في المجلس الاطلنطي.
لندن: قوتان تاريخيتان تعيدان تشكيل الشرق الأوسط. الأولى، انتقال عالمي نحو طاقة أنظف يضع موضع تساؤل الأساس الاقتصادي لاقتصادات الخليج القائمة على الكاربون، ويؤشر الضرورة الملحة للاصلاح فيها؛ والثانية، ردة فعل اجتماعية في السعودية وإيران على الإسلام السياسي مهددًا الانعطاف الطهراني والعنيف في نهاية المطاف الذي انعطفته الطائفتان السنية والشيعية بعد عام 1979.
البلد النادر
كان منتدى الطاقة العالمي السنوي الذي عقده المجلس الاطلنطي في أبو ظبي الأسبوع الماضي مكانًا ملائمًا لجرد ما في القوتين التحديثيتين من إمكانات إيجابية، إحداهما اقتصادية والأخرى اجتماعية، لهما أصداء واسعة في دولة الامارات العربية المتحدة.
على الرغم من أن الامارات تبدو فاعلًا صغيرًا بتسعة ملايين لا أكثر (منهم 1.4 مليون فقط مواطنون اماراتيون) يجب ألا يُستهان بالتأثير الاقليمي لتسامح الإمارات الديني واعتدالها السياسي وتنوع اقتصادها، بما في ذلك صناعة طاقة متجددة ذات تكنولوجيا متطورة انتجت أرخص طاقة شمسية في العالم.
اختار المجلس الاطلنطي الإمارات مقرًا لمنتداه الذي يقوّم في يناير من كل عام الأبعاد الجيوسياسية للتغيرات الطاقية العالمية، ويضع أجندة هذا القطاع للسنة المقبلة، لأن الإمارات بلد نادر، من اكبر البلدان المنتجة للوقود الاحفوري ورائد حديث في مجال الطاقة المتجددة.
تضع خطة ابو ظبي الوطنية لقطاع الطاقة في تصورها بناء اقتصاد يعتمد بنسبة 44 في المئة على الطاقة المتجددة، و38 في المئة على الغاز، و12 في المئة على الفحم النظيف، و6 في المئة على الطاقة النووية، بحلول عام 2050.
المألوف والمكتسب
قال سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة الاماراتي، في الكلمة الافتتاحية لأعمال المنتدى الجمعة: "وضعنا خطة لتصبح أبو ظبي عاصمة عالم الطاقة في المنطقة... ونحن من اول البلدان التي طرحت استراتيجية للطاقة متنوعة وطويلة الأمد".
يرى قادة الامارات خطرين يهددان استقرارهم: التطرف الإسلامي وإيران. وبعد عقود من رؤية هذين الخطرين في تزايد، فإن الهزائم التي تكبدها داعش على ارض المعركة والاحتجاجات الأخيرة في إيران وتخفيف القيود الدينية في السعودية شجعت البعض على الاعتقاد أن الإمارات انتقلت من بلد طرفي مهدد إلى بلد يحدد الاتجاهات اقليميًا.
صدرت صحيفة "ذي ناشونال"، كبرى الصحف الاماراتية اليوم، بصفحتين ملونتين تظهر فيها سعوديات مسترخيات فرحات يتمتعن بمشاهة مباراة كروية لفرق محترفة إلأى جانب أطفالهن وأزواجهن. إن مشهدًا مألوفًا منذ زمن طويل في الامارات اصبح مكسبًا ممكنًا هذا الاسبوع في السعودية.
ادفنوا 1979
ينتقل مركز الاهتمام من أبو ظبي إلى الرياض هذا الاسبوع لتقويم جهود الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي البالغ من العمر 32 عامًا، لحمل المشايخ والمحافظين من افراد العائلة المالكة على قبول الاصلاحات الاجتماعية ـ ذات الشعبية الواسعة بين الشباب ـ التي فتحت دور السينما، وأبعدت الشرطة الدينية عن الشوارع، وسمحت للمرأة السعودية بقيادة السيارة وحضور الفعاليات الرياضية مع الرجل.
وفي حين أن هذه التغييرات تُجرى من القمة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى القمة في الرياض، فإن النظام المتشدد في ايران ما زال مصممًا على سحق تطلعات الشباب على مستوى القاعدة إلى تغيير بلدهم.
من المواد واجبة القراءة هذا الاسبوع، يكتب توم فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز: "يجب أن نشجع حركات الشباب الايرانية والسعودية على دفن عام 1979. سيكون ذلك هدية إلى المسلمين في كل انحاء العالم، وإلى العالم بصفة عامة، الذي انفق مليارات الدولارات في مواجهة مشاعر الغضب التي اشعلها ذلك العام المحوري".
التعليقات
الغرب مسئول عن مآسي
الانسانية على هذا الكوكب -لاشك ان ذلك العام وما تلاه مصائب ومصاعب هو من صنع الاستخبارات الغربية لصناعة عدو جديد للغرب بعد انهيار الشيوعية في عقر دارها ولإيقاف البعث الاسلامي الصاعد بعد انهيار وهزيمة المشروع القومي الناصري . ولكن كل ذلك لن يفيد فالاسلام بالنهاية سينتصر و سيسود العالم بعز عزيز او بذل ذليل ، والاسلام هو الاعتدال بدليل وجود الملايين من غير المسلمين بالمنطقة منذ أزيد من الف واربعمائة عام ولهم الاف الكنايس والأديرة والمعابد .وان العنف في العقود الماضية إنما هو عنف مصنوع تولت كبره استخبارات الغرب وشاركت فيه بفاعلية النظم العربية الوظيفية الديكتاتورية التابعة والخانعة للغرب والتي دَنا زمان زوالها .