أخبار

رغم تعرضه إلى ضغوط من أحزاب المعارضة الأخرى

لِمَ لا يحاول جيريمي كوربين الإطاحة بتيريزا ماي الآن؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في وقت تتعرض فيه رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، لحالة من انعدام التوازن، يواجه زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، ضغوطاً من أحزاب المعارضة الأخرى، وبعض من نواب حزبه، ليقصيها بحجب الثقة عنها في مجلس العموم.

يذكر أن التصويت بحجب الثقة كان الطريقة التي أبعدت بها مارغريت تاتشر حزب العمال من السلطة عام 1979، لتجرى بعدها انتخابات عامة تمخضت عن فوزها بها. لكن القواعد تغيرت من وقتها، وبموجب قانون البرلمانات ثابتة المدة، فإنه إذا دعمت أغلبية النواب اقتراحاً بسحب الثقة، فسيبدأ عد تنازلي من شأنه أن يؤدي لانتخابات مبكرة، ما لم تكن هناك حكومة تخلفها قادرة على الفوز بتصويت الثقة خلال 14 يوماً.&

ونوهت بهذا الخصوص هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن الهدف الرئيسي لقيادة حزب العمال لطالما كان الضغط من أجل إقامة انتخابات، ترى القيادة أن كوربين سيفوز بها.

لِمَ&الانتظار؟

قال النائب البرلماني عن حزب العمال المعارض، إيان لافيري، في رسالة بالفيديو عبر فايسبوك "نحن متأهبون تماماً للتصويت بحجب الثقة حين نعلم أن بمقدورنا أن نفوز. لكن القيام بذلك بشكل مبكر للغاية سوف يعمل فقط على تقوية موقف تيريزا ماي".

لِمَ&يحتمل أن يفشل التصويت بحجب الثقة الآن؟

لقد وعد الحزب الوحدوي الديمقراطي، الذي يعتمد حزب المحافظين على نوابه العشرة لضمان الأغلبية، بتقديم الدعم للحكومة، وهم إذ يرغبون في منح ماي الوقت الكافي لإدراج تغييرات على اتفاقها الخاص بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. بيد أن دعمهم غير مرتبط بماي شخصياً ولن يدعموها إذا أرادت المضي قدماً في اتفاقها دون التخلي عن بند "الدعم" لأيرلندا الشمالية، الذين يعترضون عليه. &

لِمَ&الصخب لإجراء تصويت حجب الثقة في أقرب وقت ممكن؟

يواجه كوربين اتهامات بـ "عدم الشجاعة" وبالفشل في تقديم المعارضة المناسبة من جانب الحزب القومي الاسكتلندي، حزب الديمقراطيين الأحرار وغيرهما، للبقاء على الهامش في ما يبدو، بينما يمزق حزب المحافظين نفسه إلى قطع بسبب بريكست. &

في حين طالب لين مكلوسكي، حليف كوربين وزعيم أكبر اتحاد عمالي في بريطانيا، بضرورة ألا يتحرك زعيم حزب العمال بشكل سريع لعمل تصويت بحجب الثقة من جانب من ليس لديهم اهتمام بأن يفوز الحزب. فيما قال كوربين إنه لا يثق في الحكومة لكن سينتظر للوقت المناسب كي يبدأ في التحركات التي يراها في صالحه.

ولفتت بي بي سي في هذا السياق إلى أن هؤلاء الذين يضغطون من أجل تمرير تصويت حجب الثقة في أقرب وقت ممكن هم في الغالب دعاة إجراء استفتاء جديد على أي اتفاق نهائي تبرمه الحكومة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن أفضل، وربما أملهم الوحيد، لإجراء استفتاء، هو الذي يتم إذا دعمه حزب العمال.

لِمَ&لا يتقدم الحزب القومي الاسكتلندي وغيره من الأحزاب بتصويت حجب الثقة الخاص بهم ؟

تهدد تلك الأحزاب بعمل ذلك، لكن المسألة ستكون رمزية إلى حد كبير، دون دعم حزب العمال. وبمقدور أي نائب أن يتقدم بطلب حجب الثقة لكن من غير الوارد أن يُمنَح وقتاً برلمانياً دون دعم حزب كبير، وستتقلص فرص تمريره بشكل كبير ما لم يكن هناك دعم&من جانب حزب المعارضة الرئيسي، وفق ما ذكرته هيئة البي بي سي.&

متى يمكن عقد تصويت بحجب الثقة؟

بعضهم يتحدث عن تصويت يوم الاثنين القادم، حين تدلي&ماي ببيان إلى مجلس العموم بخصوص قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يوم الخميس، لكن الأقرب أن ذلك سيكون في العام الجديد حين يصوت النواب في الأخير على اتفاق ماي مع الاتحاد الأوروبي، المتوقع لها على نطاق واسع أن تخسره. ويخشى البعض في المعسكر الداعم لإجراء استفتاء من أن يحدث ذلك بشكل متأخر للغاية لإجراء استفتاء من الأساس.

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الرابط الأصلي أدناه:
https://www.bbc.com/news/uk-politics-46552939

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البريطانيين لا يلجأون لحزب العمال الا عندما يكون بديلاً لا بد منه
نصر -

وانتم تعرفون في بريطانيا لا يوجد غير حزبين رئيسيين , المحافظين والعمال ( يا أبيض يا أسود ولا ثالث بينهما ) ومن تجربة السنين , نجد ان الشعب البريطاني لم ولن ينتخب حزب العمال الا بعد ان ييأس تماماً من صلاح حُكم المحافظين .

الطبقه الوسطى ودون الوسطى في الأنتخابات
نصر -

توجد أمور مهمة جداً تتعلق بلأنتخابات العامه في الدول الرأسماليه لم ينتبه اليها الكثيرين . بشكل عام ان طبقة العمال والفلاحين هم يشكلون الشريحة الأكبر في كل مجتمع سواء كان رأسمالي أو غيره , ثم هناك طبقة أخرى وهي طبقة المستخدمين وصغار الموظفين والذين لا يقلون عدداً عن العمال والفلاحين , وهؤلاء يشكلون الخط الثاني من الطبقة الوسطى في المجتمع ويكونون محسوبين على شريحة العمال , فتراهم ينتمون الى تجمعاتهم ( النقابات , الجمعيات وكذلك الأحزاب ) لآنهم مدعومين من ناحية الأمن الوظيفي وكذلك يحصلون على امتيازاتهم وحقوقهم وزيادات مستحقاتهم بواسطة مطالبة تلك النقابات والجمعيات لهم , وأيضاً هم يحملون بطاقة العضويه لتلك التجمعات العماليه ولربما يخضعون لنفس قوانين العمل التي يخضع لها العمال , لذا أصبحت مصالحهم وامتيازاتهم مربوطة بتلك المؤسسات العماليه (وخاصة في بلدان ثنائية الأقطاب السياسيه مثل بريطانيا) طيب , فان حصلت انتخابات فتراهم سينتخبون من ؟ هل ينتخبون أحزاب النخبه واللوردات وأصحاب العمل ورؤوس الأموال وكبار الموظفين أم ينتخبون سُداهم ولحمتهم من الأحزاب العماليه التي ينتمون اليها ؟؟ طبعأ انهم ينتخبون جماعتهم العُماليين التي تمنحهم زيادة الضمانات والخدمات الأجتماعيه لهم ولعوائلهم وزيادة مستحقاتهم , لذا ترى ان تلك الطبقه ( التي يمكن ان نسميها الوسطى او دون الوسطى) وبكثرتهم يشكلون عاملاً مساعداً قوياً في وصول الأحزاب العماليه اليساريه الى الحكم في الدول الرأسماليه