أخبار

يستهدفون السائحين والأقباط لضرب الاقتصاد المصري

ضربات الجيش في سيناء تدفع بالمسلحين للهرب نحو المدن

هيكل الأتوبيس السياحي الذي تعرض للتفجير قرب الأهرامات
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قال مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء محمود جوهر لـ"إيلاف"، إنّ ضربات المسلحين الأخيرة تشير إلى أن الجيش تمكن من هزيمتهم في سيناء ودفع بهم نحو المدن.
&
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: منذ الإطاحة بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين المصنفة تنظيمًا إرهابيًا في مصر، وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، اشتعلت الحرب ضد مصر، من خلال التنظيمات الإرهابية، ولكن بسبب قوة وصلابة القوات المسلحة والشرطة، تم إحباط المؤامرة، والقضاء على الإرهاب، لاسيما بعد إطلاق العملية الشاملة "سيناء 2018"، ومن حين لآخر تنشط فلول الجماعات المسلحة، بعمليات تستهدف الكنائس أو الأقباط، أو السياحة، في محاولات من أجل إشعال الفتنة الطائفية أو ضرب الاقتصاد.

ولكن يأتي رد قوات الجيش والشرطة سريعًا كما حدث أمس عندما أعلنت وزارة الداخلية مقتل 40 مسلحًا ردًا على تفجير حافلة سياحية مساء أول أمس الجمعة.

وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمود جوهر، إن حادثي تفجير الأتوبيس السياحي في منطقة المريوطية القريبة من الأهرامات، ومقتل مجموعة من الأقباط في المنيا من نحو شهر، يعتبر مؤشرًا على نجاح جهود القوات المسلحة والشرطة ضد التنظيمات الإرهابية، وليس العكس.

وأوضح في تصريحات لـ"إيلاف" أن القوات المسلحة والشرطة استطاعت القضاء على مجموعات ارهابية كبيرة جدًا في سيناء، مشيرًا إلى أن القوات الآن بصدد المسح الجيولوجي للمنطقة، حيث يتم البحث عن أية أوكار أو مخابيء للإرهابيين أو فلولهم، إضافة إلى عمليات مسح للألغام والعبوات الناسفة المزروعة في سيناء، وما يحدث من "استشهادات" في صفوف القوات المسلحة أو الشرطة يتم بسبب هذه الألغام المزروعة قبل العملية الشاملة "سيناء 2018"، وليس بسبب عمليات هجومية للعناصر الإرهابية.

وتابع: "استطاعت القوات المسلحة أن تنهي الثغرات التي كانت العناصر الإرهابية تمر منها إلى سيناء، عبر تدمير وإغلاق الأنفاق، وهذه جهود مضنية للجيش".

وقال إن هذا النجاح أدى إلى هروب بعض فلول التنظيمات إلى داخل محافظات الجمهورية، لاسيما في المناطق الصحراوية والدروب في صعيد وغرب مصر، وهذه الدروب لا يمكن تغطيتها أمنيًا أو تمشيطها بشكل كامل، بسبب وعورتها الشديدة.

وأشار إلى أن تلك الفلول الإرهابية يتعاون معهم أفراد ممن ينتمون إليهم وغير مرصودين أمنيًا، منوهًا بأن هذا التعاون يتخذ أشكالاً كثيرة منها إمداد العناصر الإرهابية باحتياجات المعيشة من الأكل والشرب والملابس، وإرشادهم إلى الدروب الوعرة، ورصد الأهداف المراد الهجوم عليها.

ونفى اللواء جوهر أن يكون هناك أي قصور أمني في العملية التي تعرض لها الأتوبيس السياحي أو الأقباط في المنيا أثناء زيارة دير الأنبا صموئيل، موضحًا أن هذه الواقعة فيها قصور من وجهة نظر المواطنين الذين سلكوا هذا الطريق، لاسيما أن هناك توجيهات من أجهزة الأمن في المنيا، بعدم السير فيه للوصول إلى الدير، ورغم ذلك اتجهت بعض الرحلات إلى السير في هذه الدروب الوعرة، التي تعتبر خارج التغطية الأمنية، لصعوبتها، وكانت تعتبر ممرات لتهريب المخدرات والأسلحة والخارجين عن القانون، كما أن سائق الحافلة السياحية سلك طريقًا آخر غير مؤمن بالكامل.

ودعا جوهر المواطنين إلى ضرورة التعاون مع قوات الأمن لضبط الفلول الإرهابية، موضحًا أن هناك العديد من العناصر التي تكن الكراهية لمصر، وتسعى للقيام بعمليات تخريب وتتعاون مع الفلول الإرهابية، وهؤلاء يجب أن يتم الإبلاغ عنهم.

وتابع: يجب على الباعة وأصحاب محلات الطعام، لاسيما الذين يقع مقراتهم بجوار المناطق المتطرفة، أن يكونوا متنبهين إلى الأشخاص الذين يترددون عليهم، لاسيما إذا كانت الكميات التي يطلبونها غير طبيعية، وتنم على أنها معدة للتخزين، لأن جهات الأمن لا يمكن أن تصل إلى هؤلاء الفلول الإرهابيين بدون تعاون المواطنين الشرفاء.

وأشار إلى أن أجهزة الأمن لديها مصادر سرية وسط التنظيمات، ويتم تنشيطها باستمرار، منوهًا بأن الدليل على ذلك أنه عقب زرع العبوة الناسفة في طريق الحافلة السياحية وتفجيرها والهجوم على الأقباط في المنيا، تم رصد العناصر الإرهابية، وتنفيذ هجوم عليها أسفر عن مقتل 19 شخصًا، وتحقيق الثأر فورًا، في عملية أمنية ناجحة تمامًا أشاد بها الجميع في الداخل والخارج.

ونبه إلى أن "هناك دولًا تسعى إلى تدمير مصر وعرقلة تقدمها الاقتصادي، وإفشاء الفوضى فيها، ومازالوا يكيدون لها، ولا يخفى على أحد أن لتركيا وقطر &يد في إمداد هذه العناصر بالأسلحة والذخيرة والمال، ويجب ألا تهزمنا هذه المكائد، ويجب ألا نفرط في قناعاتنا وثقتنا في القوات المسلحة والشرطة، لاسيما أن الحرب ضد مصر تتضمن مخططات لزعزعة ثقة الشعب ضد الجيش والشرطة، والإدعاء بأن هناك قصور أمني في حماية الأقباط".

وقال إن استهداف الأقباط والسياحة في مصر يحقق مجموعة من الأهداف، أهمها ضرب الاقتصاد، وبث روح الخوف لدى السائحين، واجبارهم على عدم السفر إلى مصر، وإظهار الدولة بمظهر الضعيف، وأنها غير قادرة على حماية السائحين.

ولفت إلى أن استهداف الأقباط يحقق مجموعة من الأهداف للتنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها، منها: الزعم بأن هناك خللًا أمنيًا في مصر، وأن هناك اضطهادا لهم، وأن ما يقال عن الوحدة الوطنية، ليس إلا كلامًا ولا حقيقة واقعية له، منوهًا بأن تصريح الرئيس السيسي الذي قال فيه إنه لو كان لدينا يهودًا في مصر لأنشأنا لهم معابد، خير دليل على تسامح المصريين.

وأضاف أن هذا الاستهداف يصور أن الإسلام دين عنف لا يقبل الآخر، في إطار الحملة الدولية للتشكيك في الإسلام، وتعميق كراهيته في الغرب، منوهًا بأن الغرب يتناسى أن هناك مسجدا في سيناء هو مسجد الروضة تم استهدافه أثناء صلاة الجمعة واستشهد فيه أكثر من 300 مسلم، ما يؤكد أن الإرهاب لا يستهدف الأقباط فقط، بل يستهدف الجميع في مصر.

وذكر أن التنظيمات تسعى من وراء استهداف الأقباط إلى بث روح الطائفية وإشعال فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وهي أسهل خطة لتدمير أي بلد في العالم، لكن الشعب المصري يقف لهم بالمرصاد.

ولفت إلى أن أبرز العمليات الأمنية المشتركة بين الجيش والشرطة، هي عملية الواحات، مشيرًا إلى أن هذه لعملية كانت ناجحة بكل المقاييس، واستطاعت القضاء على المجموعة الإرهابية وتحرير الضابط الأسير لديها، وبعثت بعدة رسائل إلى الدول الداعمة للإرهاب، أن هناك تعاون وثيق بين الجيش والشرطة في مصر، وأنه من الصعب اختراق صفوفهم، كما بعث برسائل مهمة إلى الجماعات الإرهابية تفيد بأنهم لن يفلتوا بأفعالهم، وسيتم الثأر منهم والقضاء عليهم.

ولفت إلى أن عملية القبض على عشماوي، واحدة من أنجح العمليات التي شهدت تعاونا أمنيا واستخباراتيا بين مصر وليبيا، ويعتبر ثأرًا لشهداء الجيش والشرطة وجميع ضحايا الإرهاب، لاسيما أنه "كان يتصور أنه لن يتم ضبطه"، مشيرًا إلى أنه وصل إلى مصر لمحاسبته ومعاقبته".

وكانت وزارة الداخلية المصرية، أعلنت بعد أقل من 24 ساعة على تفجير حافلة سياحية، ما أسفر عن مقتل 3 سياح ومرشدهم المصري، أنها نجحت في قتل 40 مسلحًا وصفتهم بـ"الإرهابيين"، في تبادل لإطلاق النار في محافظتي شمال سيناء والجيزة.

قالت وزارة الداخلية إنها "داهمت فجر السبت، عددا من الأوكار الإرهابية بمحافظتي شمال سيناء والجيزة"، مضيفة أنها "وجهت عدة ضربات أمنية لعناصر إرهابية كانت تجهز لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية، تستهدف مؤسسات الدولة خاصة الاقتصادية ومقومات صناعة السياحة، ورجال القوات المسلحة والشرطة ودور العبادة المسيحية، وأسفرت الجهود عن مصرع 40 إرهابيًا بنطاق محافظتي الجيزة وشمال سيناء".

وحسب بيان رسمي صادر عن الوزارة، فإن المداهمات "أسفرت عن مقتل 14 إرهابيا بمساكن أبوالوفا بالحي الـ11 بمدينة 6 أكتوبر، وعدد 16 إرهابيا بمنطقة مساكن أبناء الجيوة بطريق الواحات، و10 إرهابيين بمساكن ابني بيتك بالعريش بشمال سيناء. وتم العثور بحوزتهم على كميات كبيرة من الأسلحة النارية والذخائر مختلفة الأعيرة وعبوات ناسفة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف