مشاهد ترصد التباين المستمر
المغرب: مؤتمر شبيبة "العدالة والتنمية" يؤكد استمرار الخلاف داخل الحزب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شهدت الجلسة العامة للمؤتمر الوطني السادس لحزب العدالة والتنمية المغربية أمس تبادل الرسائل السياسية المباشرة وغير المباشرة، بين التيارين المختلفين في الحزب، الأول بقيادة الأمين العام ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، والثاني بقيادة عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق، والتي تشير إلى أن الخلاف لم ينته، ولم ينجح الحزب في استعادة لحمته، كما كانت حاله قبل «زلزال» الإعفاء، كما وصفه ابن كيران.
إيلاف من الرباط: في أولى الرسائل، أظهر الاستقبال الكبير الذي خصصته الشبيبة لابن كيران، والشعارات التي جرى ترديدها في حضرة العثماني وباقي أعضاء الأمانة العامة من الوزراء «مثل الشعب يريد عودة ابن كيران»، و«التحكم يا جبان ابن كيران لا يهان»، نوعًا من الميز في التعامل مع القيادتين، حيث بدا الأمر كما لو أنه مرتب له.
ذلك أن العثماني لم يسعفه تخصصه في الطب النفساني في تجاوز الوضع المحرج الذي وضعه فيه شباب حزبه، بعدما تفاعلوا مع كلمته بشكل بارد، أثر عليه، وجعله مرتبكًا في كلمته التي ألقاها، ووقع في عدد من الأخطاء، مثل «عندنا ملفات على الطائرة... أأ الطاولة».
عاينت «إيلاف المغرب» التي كانت حاضرة في القاعة، التفاعل الباهت للقاعة المغطاة بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، مع كلمة العثماني مقارنة بابن كيران، حيث عمد بعض الشباب إلى إطلاق صافرات أثناء إلقاء أمين عام الحزب كلمته، في حادث غير معتاد داخل الحزب، ذي المرجعية الإسلامية.
اصطفاف واضح
ومن خلال توزيع قيادات الحزب على مستوى المقاعد الأمامية للقاعة، يبدو الانقسام والاصطفاف واضحين بين التوجهين المختلفين في الحزب، حيث كان جلوس ابن كيران إلى جانب العثماني نقطة الالتقاء الوحيدة التي تفصل بين الفريقين، التي يظهر أن الخلاف مازال مستحكمًا بينهما.
فبجانب العثماني، جلس نائبه سليمان العمراني، ثم جلس بجانبه عدد من أعضاء الأمانة العامة، من بينهم عبد القادر عمارة، ومحمد الحمداوي، وعزيز الرباح، ونزهة الوافي، وسمية بنخلدون، وعدد من القيادات الأخرى، إضافة إلى رئيس حركة التوحيد والإصلاح عبد الرحيم الشيخي.
احتفاء شباب الحزب بعبد الإله ابن كيران
في المقابل، جلس بجانب عبد الإله ابن كيران، رئيس المجلس الوطني للحزب، إدريس الأزمي، ونائبه عبد العلي حامي الدين، وأمينة ماء العينين، وبثينة قروري، وكلهم محسوبون على التيار الداعم لابن كيران، الأمر الذي يعكس بشكل أو بآخر، حالة من الفرز والاصطفاف البين في صفوف قيادات الحزب.
نسيان أو تناسي تحية «الحركة»
اختارت شبيبة الحزب رد الاعتبار لابن كيران، الذي استماتت قيادتها في الدفاع عن تمكينه من ولاية ثالثة على رأس الحزب، تصفية حساباتها في الجلسة الافتتاحية مع خصوم الولاية الثاثة، وفي مقدمتهم «حركة التوحيد والإصلاح» الحليف الدعوي للحزب، والتي كان لها دور في غلق الباب أمام ابن كيران.
ولم يخص مسير الجلسة، النائب الشاب، محمد خيي، المحسوب على تيار ابن كيران، رئيس الحركة، عبد الرحيم الشيخي، بالتحية إلى جانب الأسماء التي ذكرها في بداية تقديم الجلسة، واستدرك الأمر بعد تقديم إحدى الكلمات، مكتفيًا بالقول نرحب بـ«سي الشيخي»، الأمر الذي اعتبره بعض الحاضرين ردًا و«إهانة» للحركة ورئيسها بناء على موقفها الداعم لـ«تيار الوزراء».