في اليوم الأول لقمة الحكومات بدبي
لاغارد: ضريبة القيمة المضافة تعزز الأمن وتطور البنى التحتية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من دبي: أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن الإمارات تتطلع إلى المستقبل بثقة، وأن تسير بخطوات واثقة عبر شراكاتها العديدة. وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بمناسبة انعقاد القمة العالمية للحكومات في دبي: "القمة العالمية للحكومات في دبي منصة مهمة للتواصل ولاستعراض التجارب العالمية الناجحة، الإمارات تتطلع إلى المستقبل بثقة، وطريقها خطواتها الواثقة وشراكاتها العديدة".
اقتصاد المستقبل
وفي جلسة "التعافي الاقتصادي العالمي.. فرصة لبناء عالم أفضل" ضمن أعمال الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات، تحدثت كريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي قائلة "هناك ثلاث خطوات تحتاج إليها أسواق العمل التي تشكل عماد وحاضنة اقتصاد المستقبل: الأولى الإصلاحات الهيكلية الجادة للكيانات الاقتصادية وتغيير أنماط العمل التقليدية نحو مناهج إبداعية في التخطيط والتطوير وتغيير ثقافة المجتمعات التي تعتبر حاضنة الأسواق والعامل الأهم في توجيه مسارها. ويجب تطوير أنظمة السوق بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية من دون استئثار جهات منفردة بهذه الأنظمة.
وتابعت: "هناك نوعان من الحكومات: الأول يعالج أزماته الحالية، والثاني يعمل على منع تشكل هذه الأزمات، ودعت إلى التركيز على الإصلاحات المالية بدل الانشغال بالتراجعات الآنية التي شهدتها أسواق البورصات العالمية مؤخرا.. أسعار الأصول صعدت إلى مستويات مرتفعة جداً اقتضت حدوث هذا التصحيح الذي كانت الأسواق بحاجة إليه".
وأوضحت أن النظرة العامة تجاه مستقبل النمو الاقتصادي إيجابية، مشددة على الفرص المتاحة أمام الحكومات لتحقيق التعافي الاقتصادي مع ضرورة توسيع دائرة هذا التعافي الذي كان يقتصر في الماضي على المصارف ومؤسسات التأمين، ودعت إلى أن يشمل أنشطة أوسع، مثل التعاملات المصرفية غير الرسمية وتداولات العملات الافتراضية، منعاً لحدوث أزمات مستقبلية.
إصلاحات ضريبية
وحول اقتصادات الشرق الأوسط، أثنت لاغارد على الإصلاحات المتعددة التي تم تطبيقها في دولة الإمارات، معتبرة أن دولاً أخرى في المنطقة تعيد حساباتها الآن لتحذو حذوها، ورأت أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة قد لا يكون خياراً مستحباً، لكن الشعوب ستقدر المنافع التي يحققها من تعزيز الأمن وتطوير البنى التحتية للمواصلات والصحة.
ولفتت إلى أن تطبيق الإصلاحات الضرورية يجعل حكومات المنطقة أكثر قدرة على تعزيز آمال الأجيال الشابة ببناء اقتصادات أقوى، وتوفير المزيد من فرص العمل، وطالبت بإشراك المنظمات المدنية والدولية وذات التخصصات المختلفة في صنع القرار الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدة أن الحكومات ستكسب الكثير إذا قامت بذلك.
ودعت حكومات العالم إلى أن تولي اهتماما أكثر بالشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من سكان هذا الكوكب.
وقالت: "هناك عدد كبير من الشباب لا يشعرون بأن حكوماتهم ومجتمعاتهم تعمل من أجلهم"، مشددة على ضرورة ردم الهوة بين الكوادر الوظيفية الشابة على وجه التحديد من ناحية ومخرجات التكنولوجيا الحديثة من ناحية أخرى.
العلاج الشخصي
من جهة اخرى، طالب خبراء ومختصون في المجال الصحي بضرورة الاهتمام بالطب الوقائي لمواجهة الأمراض والمشكلات الصحية قبل ظهورها، وطالبوا بتصميم مستشفيات غير تقليدية توفر بيئة علاجية تعزز بيئة الاستشفاء، وضرورة تعاون الحكومات مع القطاع الخاص لتطوير نموذج علاجي يتماشي مع طبيعة العصر، مشيرين إلى أن طب المستقبل سيكون قائماً على العلاج الشخصي لكل مريض بناء على تركيبته الجينية.
وطالب الدكتور شامشير فاياليل رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة "في بي إس" للرعاية الصحية، بضرورة إنشاء مستشفيات غير تقليدية تكون مضيافة، ورحبة، ذات بيئة استثنائية يمكن أن تكون مكاناً لممارسة الرياضة، وعقد الاجتماعات، بهدف تعزيز فرص الاستشفاء بشكل أكبر.
ولفت إلى أن التكنولوجيا أصبحت تلعب دورًا مهمًا في حياتنا الصحية، حيث أصبحت متابعة الطبيب للمريض عن بُعد عبر تطبيقات ذكية وطرق أكثر سهولة، كذلك أخذ تدابير احترازية عند الإصابة بأية أعراض صحية خطرة.
طب المستقبل
وذكر أن طب المستقبل سيكون قائماً على العلاج الشخصي لكل مريض بناء على تركيبته الجينية، و أن الابتكار في هذا القطاع الحيوي والمهم سيعمل على تقديم علاجات أفضل وسيخفض الكلفة التشغيلية في المستشفيات وسيتم إيصال الخدمات الصحية كافة إلى المناطق النائية.
وقال الأستاذ في كلية كورنيل جونسون لإدارة الأعمال البروفيسور سموميترا دوتا إن الرعاية الصحية تستوجب تغييراً جذرياً خلال السنوات المقبلة، لتصبح خارج نطاق الأدوية والممارسات الطبية التقليدية، موضحا أنه على الأطباء أن يغيروا من فهمهم للطب الذي تعلموه في الجامعات، حيث أصبح اليوم عالم الصحة أشمل، الأمر الذي يوجب عليهم التحلي بفكر شمولي يتناسب مع هذه المتغيرات، من خلال التثقيف ودراسة الاتجاهات الجديدة.
وذكرت أنورادا أتشاريا رئيسة شركة "ماب ماي جينيوم"، ان التكنولوجيا الرقمية ستغير مستقبل الرعاية الصحية، وأن تغيير الناس أسلوب حياتهم مبكراً يقيهم من أمراض القلب والسمنة وغيرها التي يمكن أن تصيب الأطفال والموظفين في عمر مبكر.
أزمة مالية
أكد البروفيسور كلاوس شواب مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" أن ما يشهده العالم من تداعيات للأزمة المالية التي بدأت عام 2008 لم ينته بعد، ومن الخطأ تجاهل استمرار الأزمة وتجلياتها التي تتمثل بالتفاوت الكبير في مستويات الدخل وتوزيع الثروات بين الفئات الاجتماعية. مشددا على خمسة تحديات رئيسية تواجه العالم اليوم، وهي تحديات بيئية وجيوسياسية وإلكترونية واقتصادية وتحديات مستقبلية تمثلت في سيناريوهات "ماذا لو" تم استعراضها في التقرير.
وأضاف ان الهجمات الإلكترونية أصبحت واسعة النطاق وارتفاع الاعتماد على الإنترنت باعتبارها من العوامل التي تشكل خطراً عالمياً على مدى السنوات العشر المقبلة.
القوة الناعمة
وصنف مشاركون أجانب و إماراتيون وعرب القوة الناعمة أو ما تعرف بالدبلوماسية الجديدة بنتاج تطور الفكر الدبلوماسي والعلاقات الدولية، التي برزت أهميتها خلال السنوات الأخيرة، معتبرين الإمارات من أوائل دول العالم، التي أدركت أهمية الدبلوماسية الجديدة و التركيز على الفعاليات والأحداث والأنشطة المتعلقة بالسياسة الخارجية، مما أهلها لتتربع على المركز الأول في قوتها الناعمة في المنطقة باعتبارها تملك جميع المقومات في هذا الشأن
وقال علي العسيري مدير عام برنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية في المملكة العربية السعودية ( يسر ) : إن القوة الناعمة تلعب دورا محوريا في الحضور الدولي في ظل تغيّر الأدوات وتواري الدبلوماسية التقليدية لتصبح الدبلوماسية الجديدة قوة مؤثرة وأكثر إقناعاً .
وذكر المستشار عبدالله المعيقل من برنامج التعاملات الحكومية الإلكترونية " يسر"في المملكة العربية السعودية أن المحاور القوية والحضور البارز في القمة منح الحدث زخم غير عادي وجعل عيون العالم بأسرة تتجه نحو هذه المنطقة وهذا يدل على أهمية القوة الناعمة في فرض الوجود .
إنقاذ العالم
وقدم الفنان نيل هاريسون طرحاً جديداً لإنقاذ العالم، فبدلاً من استنزاف خيرات العالم وثرواته الطبيعية ثم تعديل التصميم الطبيعي للعالم، أصبح بالإمكان إعادة تصميم الإنسان من خلال تعزيز حواسه وإضافة أعضاء جديدة على تكوينه الطبيعي بما يسهم بالتخفيف عن كاهل "أمنا الأرض".
وتعد أفكار هاريسون ليست مجرد نظريات لكي تدرس إمكانياتها، ونسب نجاحها وحظوظ تعميمها، وإنما هي واقع طبّقه على نفسه أولاً. حيث زرع هاريسون هوائيا معدنيا نصف دائري في جمجمته من الخلف ليمتد فوق رأسه وصولاً إلى مستوى الجبين. يمكّن هذا الهوائي هاريسون من استشعار الألوان التي لا يمكن للإنسان رؤيتها بالعين المجرّدة، والتي تتراوح من الأشعة ما تحت الحمراء إلى ما فوق البنفسجية. والهدف الأولي من هذا الهوائي الذي صممه بنفسه كان طبياً بحتاً، لكي يمنح هاريسون القدرة على تجاوز إعاقته المصاب بها منذ الولادة والتي تحرمه من رؤية جميع الألوان، وفق ما جاء في كتيّب الابتكارات.
وتمكن هاريسون من زرع الجهاز الهوائي قبل نحو 13 عاماً للتغلب على الإعاقة. وقد مكّنه الجهاز من استشعار الألوان، ليبدع من خلال قدراته الجديدة لوحات فنية، وألّف مقطوعات وسيمفونيات موسيقية ساحرة. كما أسس هاريسون مؤسسة سايبورغ فاونديشن. وتثير حالته العديد من التساؤلات بالنسبة للحكومات حول تحديد الهوية البشرية بدءاً من الأمور الإدارية التقليدية مثل إصدار جوازات السفر، وصولاً إلى الأمور الأخلاقية والتشريعية الأكثر تعقيداً.
المناخ والسلام العالمي
في جلسة "كيف يهدد التغير المناخي السلام العالمي"، التي شارك فيها الحاج آس سي الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والأميرة سارة زيد من الأردن، تناولت تجربتهما الميدانية في زيارة مخيمات اللاجئين ومناطق الصراع المسلحة، كما تطرقا إلى موضوعات عن تأثر الصراعات والاحتياجات الإنسانية، وقال الحاج آس إنه في عام 2017، شهد العالم أكثر من 4 آلاف صدمة وكارثة طبيعية، استهدفت أكثر من 25 مليون شخص من مجتمعات مختلفة هددت حياتهم وقوتهم وأمنهم المعيشي.
واشار آس إلى أن بحيرة تشاد توصف بأنها أول مدينة كبرى تعاني شح المياه، بسبب الصراعات التي تدور حولها على الذهب والماس وغيرها، فضلاً عن الحركة العمرانية التي أثرت على البيئة والتنوع النباتي، مشيراً إلى أن أوبئة مثل مرض إيبولا وحمى المستنقعات وغيرها، لها علاقة كبيرة بالتغير المناخي، وقد برزت تهديدات أخرى مثل عودة الأعاصير من الفئة الخامسة، كاشفاً عن أن العالم موعود بموسم أعاصير قادم كل سنة، والسؤال الذي يجب طرحه: كيف يمكن مواجهة كل هذه الكوارث والأزمات من دون استعداد دولي أو تخطيط للحد منها؟ مشيراً إلى أن العالم ينفق 5 دولارات اليوم لخدمة قضايا التغيير، وسيضطر لدفع 35 دولاراً بعد أربعة أشهر، إذا لم يتصدّ لتلك التهديدات المناخية.
السياسة والإنسانية
ولفت الحاج آس إلى أن المشكلات السياسية غالباً تفضي إلى مشكلات إنسانية لهذا نوجه نداء استغاثة إلى صناع القرار والقادة السياسيين للحد من تلك الصراعات، فالأزمة السورية على سبيل المثال لم يتم حلها منذ 7 سنوات، وهذا دليل على تقاعس الساسة عن حلها، مع العلم بأنها سببت الكثير من الأزمات في بلدان عديدة.
وقالت الأميرة سارة زيد إنه يجب إحداث تغيير شامل للتصدي للأزمات الإنسانية، حيث نحتاج إلى تمويل بـ 1.8 مليار دولار، أي بزيادة 80% من الأعوام السابقة، وهذا مؤشر خطير على تفاقم أزمات المناخ وانعكاساته على ملايين المتضررين حول العالم، وأضافت: «علينا إعادة توجيه فهمنا اللازم للإنسانية للتعامل مع تلك المآسي والأزمات التي تحصد مئات الآلاف من الضحايا بسبب تجاهلنا".
الذكاء الاصطناعي
وفي جلسة "الذكاء الاصطناعي: القياس الجديد للسعادة"، تحدث الدكتور كازو يانو، كبير العلماء في شركة هيتاشي المحدودة عن ابتكاره الذي يقيس سعادة الناس بتقنية الذكاء الاصطناعي، وقال "إن ارتداء أجهزة الاستشعار التي تقيس الحركة ومستويات الصوت، يتيح تتبع مستوى سعادة الموظفين وتحسينها، إذ تبين البحوث أن هناك علاقة مباشرة بين الحركة البدنية والسعادة، وأن فرق العمل النشيطة تميل لأن تكون الأسعد بين مثيلاتها».
مستقبل البشرية
ذكرت الدكتورة تشاريتي وايوا، الحائزة جائزة البنك الدولي للسياسات الحكومية في 2017، انه "على الرغم من أن غالبية الحكومات تؤمن بأهمية دور الشباب وضرورة دعمهم، إلا أن قلة من الدول لا تجسد قناعتها هذه ولا تشرك الشباب في مسيرة بناء المستقبل ما يساهم في تأخير تحقيق أهداف التنمية، وإيجاد الحلول للعديد من مشاكل العالم.. وتمكين الشباب يبدأ بمنحهم الوظائف لاستثمار قدراتهم في القطاعين الحكومي والخاص وفي الخدمات الاجتماعية. وهذا يحتاج إلى عاملين أساسيين: تدريب وتأهيل وتوفير فرص العمل لاستغلال هذه المهارات".
وأشارت الى أن توظيف الشباب في القطاع الحكومي والخدمات الاجتماعية يجعلهم أكثر مساهمة في صياغة سياسات التعليم، منوهة بدور القطاع الخاص في تأهيل المهارات الشابة ما يشرك جميع فئات المجتمع بمسيرة التقدم والتنمية.
آخر سلك في العالم
وفي جلسة "آخر سلك في العالم"، تحدث إيريك غايلر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "سبيدي باكتس" في ماساتشوستس عن التكنولوجيات التي تطرحها شركته لتحسين كفاءة وأداء بروتوكول ضبط البث، وهو البروتوكول الأساسي لنقل المحتوى عبر الإنترنت مع ضمان الموثوقية وإمكانية الوصول.
وقال غايلر "جميعنا هنا نعيش في عالم من دون أسلاك وهذا أمر طبيعي بالنسبة إلينا، لكننا اليوم نتطلع إلى اعتماد الأجهزة اللاسلكية بصورة أوسع من أجل مستقبل مستدام، وهذا يتطلب تعزيز سرعة الإنترنت والتزود بالطاقة من دون كهرباء لكونهما المسألتين الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي.. الكثير من المناطق في العالم تمتلك خدمات الإنترنت، ولكن وفقاً لدراسة البنك الدولي، هناك 6 مليارات شخص في العالم لا يمتلكون سرعة إنترنت عالية بالصورة الكافية، وهذا رقم مخيف، حيث يؤثر بصورة كبيرة على اقتصاد الدول وحياة الأفراد".
وأوضح أن الدول النامية تعاني من ارتفاع أسعار الإنترنت على الرغم من البطء الشديد في خدماته. منوهاً بابتكار سبيدي باكتس وهو برنامج يزيد سرعة الإنترنت أكثر بـ 20 مرة من نظم الإنترنت السلكية الحالية، ما يعتبر فرصة سانحة للدول النامية، حيث لا يتطلب تغيير البنية التحتية، ولكن يتم تحميله على الأجهزة الإلكترونية.
وعرض غايلر بعض أجهزة التزود بالطاقة من دون كهرباء، مشيداً بتجربة كوريا في اعتماد حافلات نقل عام يتم شحنها من دون أسلاك، وأفاد بأن هذه التقنية ستتطلب الكثير من الوقت والجهد للعديد من الدول، لكن فوائدها كثيرة، خاصةً بالنسبة للبيئة وأهداف الاستدامة.