بعد مذبحة المدرسة الأمريكية، مسيرة في واشنطن ضد فوضى السلاح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن الطلاب الناجون من المذبحة التي خلفت 17 قتيلا في مدرسة ثانوية بولاية فلوريدا الأمريكية، الأربعاء الماضي، عن تنظيم مسيرة بالعاصمة واشنطن للمطالبة بتحرك سياسي للسيطرة على فوضى الأسلحة.
ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية عن الطلاب المنظمين للمسيرة قولهم إن حادثة إطلاق النار الأربعاء الماضي، التي نفذها المراهق نيكولاس كروز، ستكون بمثابة نقطة تحول في الجدل القائم حول تشديد الرقابة على حمل الأسلحة الشخصية في الولايات المتحدة.
ويعد هجوم المدرسة هو الأسوأ والأكثر دموية منذ حادث مماثل في مدرسة عام 2012.
17 قتيلا على الأقل في إطلاق نار في مدرسة أمريكية
البنتاغون يدعو إلى عدم تسيير دوريات مدنية مسلحة بعد حادث تشاتانوغا
وخرجت احتجاجات، السبت، اعتراضا على عدم التحرك لمواجهة أزمة الأسلحة. وردد المحتجون شعارات ضد الرئيس دونالد ترامب وأعضاء الكونغرس الأمريكي وقالوا "ما حدث عار عليكم".
وكان ترامب قد تعهد العام الماضي بعدم تقييد حق المواطنين في حمل أسلحة نارية "أبدا"، وهي القضية التي تثير نزاعا وجدلا ممتدا في الولايات المتحدة.
وفي أول تعليق له على المذبحة الأخيرة، اتهم الرئيس الجمهوري معارضيه الديمقراطيين بعدم تمرير تشريع للسيطرة على حمل السلاح عندما كانوا يسيطرون على الكونغرس في إبان حكم الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.
كما هاجم ترامب أيضا مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آى) للفشل في منع المذبحة وتجاهل المؤشرات التي سبقت الهجوم، وذلك بعد اعتراف المكتب بالفشل في التحرك تجاه التحذيرات الخاصة بالمشتبة به في إطلاق النار.
أسوأ حوادث إطلاق النار في أمريكا خلال الـ25 عاما الأخيرة
ما الذي يخطط له الطلاب؟أعلن الطلاب الناجون من الهجوم من خلال شبكة تليفزيون أمريكية، صباح الأحد، أن المسيرة ستكون من أجل حملة "أرواحنا".
ويخططون لأن تكون المسيرة في واشنطن، يوم 24 مارس/ آذار المقبل، للمطالبة بأن يكون الأطفال وعائلاتهم "على رأس أولويات" المشرعين الأمريكيين. ويريدون تنظيم احتجاجات مشابهة في مدن أخرى في اليوم نفسه.
وقال كاميرون كاسكي، أحد الناجين من الهجوم إنه "في الوقت الذي نفقد أرواحنا، نجد المسؤولين يلهون حولنا".
وكانت هناك حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لحشد المؤيدين للمشاركة في الاحتجاجات في أعقاب هجوم المدرسة.
ونظم طلاب وعائلاتهم مسيرة مشحونة عاطفيا شارك فيها سياسيون، يوم السبت، في فورت لودرديل بالقرب من باركلاند، مقر المدرسة التي وقعت بها المذبحة.
وهاجمت إحدى الطالبات الرئيس ترامب والسياسيين الآخرين لقبولهم تبرعات وأموال من لوبي تجارة الأسلحة القوي والمعروف باسم رابطة الأسلحة الوطنية (NRA).
وقالت الطالبة إيما غونزاليز، 18 عاما، أمام المشاركين "لقد حصل الرئيس على 30 مليون دولار"، في إشارة إلى التبرعات التي حصل عليها ترامب من رابطة الأسلحة إبان حملته الانتخابية الرئاسية في 2016.
ووجهت حديثها لجميع السياسيين الذين يحصلون على تبرعات شركات الأسلحة وقالت لهم "هذا عار عليكم".
وبحسب مركز الاستجابة السياسية، والمتخصص في أبحاث متعلقة بتأثير اللوبيات وجماعات الضغط على السياسة والانتخابات الأمريكية، أنفقت رابطة الأسلحة الوطنية 11.4 مليون دولار لدعم حملة ترامب الرئاسية 2016، بينما تبرعت بحوالي 19.7 مليون دولار لمنافسته هيلاري كلينتون.
ما هو موقف الرئيس ترامب من قضية الأسلحة؟عشر حقائق عن السلاح والجريمة في الولايات المتحدة
تغيرت وجهة نظر الرئيس حول قضية الأسلحة مع الوقت. فقد تعهد في السنوات الأخيرة بالدفاع بشدة عن التعديل الثاني للدستور الأمريكي الذي يحمي حق الناس في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها.
وفي العام الماضي، قال في تصريح لرابطة الأسلحة الوطنية إنه "لن ينتهك أبدا" هذا الحق.
وفى تغريدة له فى وقت متأخر من يوم السبت، هاجم ترامب الديمقراطيين واتهمهم بعدم إقرار تشريع في السابق متسائلا عن سبب مطالبتهم له بهذا الآن. وقال :"إنهم يتحدثون فقط"، في إشارة إلى انتقادات وجهها الديمقراطيون إليه بعد الحادثة الأخيرة.
ويوم الجمعة التقى ترامب بالناجين من الهجوم، وألقى باللوم على الصحة النفسية للمتهم بإطلاق النار نيكولاس كروز، وفشل مكتب التحقيقات الفيدرالي في منع الجريمة.
ودعت شبكة "سى إن إن" الأمريكية أعضاء الكونغرس فى فلوريدا والرئيس لحضور اجتماع في قاعة البلدية مع الناجين من الهجوم.
وتصادفت المسيرة التي جرت، يوم السبت، مع معرض للأسلحة في فلوريدا، والذي حضره مئات الأشخاص لمشاهدة وشراء الأسلحة رغم دعوات المقاطعة وإلغاء الحدث.
من هو المشتبه به وماذا نعرف عنه؟ألقت الشرطة الأمريكية القبض على نيكولاس كروز، 19 عاما، طالب سابق في المدرسة التي وقع فيها الهجوم.
وخضع في السابق لاستجواب من جانب الشرطة وهيئة خدمات الطفل والأسرة عام 2016، بعد نشره أدلة على تطبيق سناب تشات تؤكد محاولته إيذاء نفسه، بحسب تقارير أمريكية.
وقالت هيئة الطفل إنه كان يخطط لشراء مسدس، لكنها أكدت انها قدمت له المساعدة المناسبة.
وجاءت التقارير بعد اعتراف مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لم يتتبع الإشارات المتعلقة بخطط كروز، الشهر الماضي.
ولم يكن هذا هو المؤشر الوحيد على ما ينوي كروز عمله. ففي سبتمبر/أيلول الماضي، أبلغ رجل من مسيسيبي قوات إنفاذ القانون عن تلقيه تعليق مزعج ومثير للقلق على مقطع فيديو على موقع يوتيوب من شخص يدعى كروز.
وطالب حاكم فلوريدا ريك سكوت مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولاية كريستوفر واري بالاستقالة من منصبه للفشل في التعامل مع الحادث.