أخبار

الحشد الشعبي يتجه للاعمار بعد انتهاء المعارك مع الجهاديين في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القرنة: قبل ثلاثة اشهر، كان ابراهيم يفتح سواتر شيدها جهاديون لعرقلة تقدم القوات العراقية واليوم يركز جهوده مع بعض رفاقه على فتح قنوات أروائية لحقول زراعية وتنفيذ مشاريع مدنية في جنوب العراق الذي كان بمنأى عن المعارك لكنه يعاني نقصا في البنى التحتية. 

يقول هذا الشاب الذي يحمل وجهه آثار اشعة الشمس، "ان ما أفعله يجعلني سعيدا".

في عام 2014 ، أستجاب أبراهيم كما هو حال عشرات آلاف أخرين لدعوة المرجع الشيعي الاعلى أية الله علي السيستاني وأنضم الى فصائل الحشد الشعبي، وحدات شبه عسكرية شكلت أنذاك بهدف مقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي سن 23 عاما ، ترك هذا الشاب والداه في محافظة بابل (جنوب بغداد) وتوقف عن عمله اليومي في البناء، ولكونه يتقن قيادة الجرافات وآليات البناء أنخرط في الجهد الهندسي للحشد الشعبي تحت شعار "الحشد يبني ويقاتل".

ورغم اعلان العراق في ديسمبر، النصر الكامل وهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية، مازال هذا الشاب متمسكا بقفازاته وبزته العسكرية.

السلطات لا تأتي هنا

توجه ابراهيم مع مهندسين وسائقي سيارات وآخرين بعد القتال في صفوف الحشد الى جنوب البلاد، وتحديدا محافظة البصرة ذات الغالبية العظمى من الشيعة والتي تعد أغنى المناطق بالنفط في البلاد ، لكنها تعاني رغم ذلك نقصا حادا في البنى التحتية.

يقول كاظم أكرم المهندس المشرف على فريق العمل الذي يضم أبراهيم، "بدأنا بالقتال، لكننا الان نبني ، انه وسيلة اخرى لمواصلة القتال".

واضاف هذا المهندس وهو أب لثلاثة أولاد، شارك في القتال ضد الجهاديين في الموصل وحتى قرب الحدود مع تركيا شمالا وفي صحراء الانبار باتجاه سوريا غربا، ان "الحشد لديه أستراتيجية طويلة المدى يعتمد خلالها على  كوادره، المهندسين مثلي وكذلك الأطباء والمحامين وجميع المواهب التي انضمت اليه".

بدوره، التحق محمد كريم وهو مهندس ايضا (24 عاما) بالحشد عام 2015 بعد تخرجه من بغداد. وخلافا للكثير من الشباب العاطلين عن العمل والذين يقدر عددهم بواحد من كل خمسة اشخاص بعمر 25 عاما، أكد هذا الشاب حصوله على فرص عمل، لكنه فضل الانخراط في صفوف الحشد.

وبعد أن قضى أكثر من عامين في المعارك، يشرف كريم اليوم على اعادة تأهيل مدرسة في أحد الاحياء الجديدة في البصرة، مدينة الميناء البحري التي يسكنها أكثر من مليوني نسمة. 

وذكر هذا المهندس بانه "عند هطول الأمطار تتحول الشوارع الى أوحال، لا يوجد نظام مجاري مياه، والأطفال يسيرون وسط الوحول للوصول الى المدرسة" مشيرا الى ان الحشد يتولى مسؤولية الموقع بالتنسيق مع البلدية.

من متجره الواقع قبالة المدرسة، يراقب أبو رائد وهو في الأربعينات من العمر ، و 11 عشر شخصا الى جانبه، الأعمال التي تنفذها الجرافات.

ويقول هذا الرجل متحدثا لفرانس برس، أن "البصرة هي بقرة العراق الحلوب نلقبها بأم النفط ، لكننا لا نحصل حتى على الحد الادنى من الخدمات".

وتابع "السلطات لا تأتي هنا أبدا ، ما عدا الحشد الذي بذل دمائه من أجل العراق ، (جاء) هنا من أجلنا".

الحشد سيبقى

تفخر مدينة البصرة ذات الغالبية الشيعية بكونها المدينة التي قدمت أكبر عدد من "الشهداء" في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وتغطي جوانب طرقاتها لوحات وصور لشباب سقطوا في المعارك. 

لا يزال الحشد الشعبي يضم عشرات الاف المقاتلين. ويرى محمد كريم "ان ما قام به كل هؤلاء لا يمكن أن يتلاشى فجأة".

ويتقاضى المهندسون 750 الف دينار (حوالى 600 دولار) شهريا ضمن الحشد الذي يضمن لهم الوظيفة، لكن البعض الاخر مثل كريم يقول ان سبب استمراره بعمله "هو انه يقوم بعمل انساني".

وقال كريم ان "الحشد سيبقى" لانه يلعب دورا مهما، فيما تتزايد شعبية هذه القوات حتى في مناطق ذات الغالبية السنية، بسبب دورها الحاسم في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

بدوره، يقول خالد فهد رئيس مديرية الماء في القرنة ان الحشد يقدم منذ شهرين مساعدة كبيرة لهذه البلدة الواقعة الى الشمال من البصرة. مشيرا الى انهم فتحوا قناة أروائية تمتد اربعين كيلومترا.

واضاف فهد "أنها عملية انقاذ، المزارعون مهددون بالجفاف" بينما لا تملك السلطات المحلية الامكانات او المعدات او العناصر لمواجهة الامر.

وفي موقع اخر، كان هناك فصيل أخر من الحشد الشعبي يقوم بازالة الألغام قرب الحدود مع ايران، شرق البلاد، فيما يقوم آخرون من عناصر الحشد بتعبيد شوارع وترميم حفر هنا وهناك.

وتعد البصرة ، اول محافظة يشرع فيها الحشد الشعبي بتنفيذ مشاريع من هذا النوع وستتبعها مدن أخرى.

وأكدت قيادة الحشد الشعبي أن عددا كبيرا من قادة الحشد تفرغوا خلال الفترة الأخيرة من أجل الترشح في الانتخابات التشريعية المرتقبة في ايار/مايو المقبل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف