مرضى يأملون في تلقي العلاج المناسب اثر اجلائهم من الغوطة الشرقية بعد انتظار طويل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
معبر الوافدين: بعد طول انتظار، تمكن راتب الشيخ بكري أحد سكان مدينة دوما من الخروج من الغوطة الشرقية المحاصرة، آملاً تلقي العلاج المناسب لرجله المبتورة في دمشق، على غرار العديد من الحالات الطبية الحرجة التي تم اجلاؤها الثلاثاء.
وراتب عينة من نحو 150 مدني تم اجلاؤهم الثلاثاء من مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، في عملية هي الأولى من نوعها، بعدما اقتصرت عمليات الاخلاء السابقة على مدنيين من بلدات تقدم اليها الجيش السوري.
في مدرسة نقل اليها المدنيون في مخيم الوافدين الواقع شمال شرق دمشق، قبل نقلهم الى مركز اقامة مؤقت او الى المستشفيات، يقول راتب (56 عاماً) لوكالة فرانس برس "أخبرنا الهلال الاحمر انه حان وقت خروجي لانني كنت قد سجلت اسمي منذ عام ونصف العام".
ويضيف وهو يجهش بالبكاء ويمسح دموعه بمنديل أبيض بينما يشير الى ساقه المبتورة عند أعلى الفخذ "ليس لدي رجل، والثانية مهددة بأن تصبح مثلها. جئت الى الشام لأتلقى العلاج وأنقذ رجلي".
ويصف الرجل الذي كان يعمل بائع دجاج في مدينته دوما ظروف عيشه بـ"المرة". ويتابع "أحضروا لنا الفلافل هنا وقلت لجاري إنني منذ خمس سنوات لم أشم رائحة الطحينة".
ويشن الجيش منذ 18 شباط/فبراير حملة عسكرية على الغوطة الشرقية، تمكن بموجبها من فصل مناطق سيطرة الفصائل الى ثلاثة أجزاء. كما قتل اكثر من 1100 مدني وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
ولم يتمكن راتب من اصطحاب أفراد اسرته المؤلفة من ثلاث بنات وصبيين معه، موضحاً "ودعتهم وآمل أن أتمكن من رؤيتهم مجدداً".
وأمام المدرسة، تجمع عدد من متطوعي الهلال الأحمر السوري وقربهم ست سيارات اسعاف وعيادة متنقلة.
- أسماء وحقائب -
وفاقمت الأعمال القتالية في الغوطة الشرقية معاناة نحو 400 ألف شخص يعيشون في المنطقة بحسب الأمم المتحدة، التي أعلنت الاثنين الحاجة الماسة لاجلاء أكثر من ألف حالة طبية، معظمهم من النساء والأطفال.
وقالت إن 77 حالة منها يعد اجلاؤها "أولوية".
ومن بين الأطفال الذين تم اجلاؤهم الثلاثاء محروس البالغ من العمر عام ونصف العام. وخرج برفقة جدته فريزة التي كانت تحمله ملفوفاً بغطاء صوفي أزرق اللون فيما وضع أنبوب في انفه.
وتأمل الجدة أن يلقى حفيدها الذي يعاني من التهاب السحايا العلاج المناسب في دمشق.
في مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية والتي يسيطر عليها فصيل جيش الاسلام، نقل مراسل لفرانس برس مشاهدته عشرات المدنيين ينتظرون مع حقائب وأكياس الصعود على متن حافلات وسيارات الاسعاف التي نقلتهم الى معبر الوافدين.
وعمل متطوعون من الهلال الأحمر السوري على التحقق من أسمائهم عبر لوائح كانت بحوذتهم، فيما لوحت نساء مع اطفالهن لمجموعة من الشبان من أقاربهم تجمعوا في مكان قريب.
وقال مراسل فرانس برس نقلاً عن مصادر محلية في دوما إن ثلاثين شخصا بين جريح ومريض كانوا في عداد المدنيين الذين خرجوا اليوم، ومن بينهم صفاء التي تعاني من التهاب في الكبد مع أطفالها الأربعة.
عند معبر الوافدين، قال مصدر عسكري سوري لفرانس برس إن "24 رجلاً و44 امراة و78 طفلاً" تم اجلاؤهم من دوما، مؤكداً عدم خروج اي من المقاتلين.
واعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا ان خروج المدنيين جاء بناء على مفاوضات مع فصائل مسلحة، الامر الذي أكده جيش الاسلام أيضاً.
وفي باحة المدرسة حيث نقل المدنيون، جلس العشرات على كراس بلاستيكية الى جانب حقائبهم والأكياس التي حملوها معهم، وفق مراسلة فرانس برس، قبل أن يتم نقل المدنيين الى مركز ايواء في الدوير والمرضى الى مستشفيات دمشق للعلاج.
وتنتظر أم عماد الايوبي (65 عاماً) منذ عامين اجلاؤها من الغوطة الشرقية.
وتقول لفرانس برس "خضعت لعملية في القلب وجئت الى دمشق لمتابعة حالتي الصحية".
وتضيف "قدمت أوراقي منذ سنتين ووصلتني الموافقة اليوم. خرجت على عجلة من أمري".
واضطر عبدو طعمة (60 عاماً) من مدينة دوما أيضاً، الى ترك عائلته ومرافقة جاره المريض.
ويقول لفرانس برس "خرجنا بأعجوبة".