رغم وجود شبه إجماع على رفض الأمر
مخاوف من تحويل مؤتمر «سيدر» مدخلاً للتوطين في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من بيروت: برزت مخاوف لدى بعض المعنيين من أن يشكّل مؤتمر سيدر الذي يُمنّن البعض النفس إزاءه بأنه سيدرّ أموالاً على لبنان، نوعًا من توطين النازحين السوريين فيه تحت ستار تقديم المساعدات، فيبقى النازحون وتتبخّر المساعدات.
تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب إيلي ماروني في حديثه ل"إيلاف" إن هناك شبه إجماع لبناني على رفض التوطين سواء السوري أو الفلسطيني، وإذا اليوم أعيد إحياء تلك الفكرة فهي تحتاج الى وعي لبناني كامل من قبل كل أعضاء السلطة اللبنانية للعمل على وحدة وطنية لمواجهة تأثير الديموغرافية اللبنانية وموضوع مواجهة الأعباء الإقتصادية والإجتماعية والإنسانية والوطنية التي تترتب عن عملية التوطين، على الأقل كما رفضنا التوطين في الماضي في كافة أوجهه، اليوم في السياسة والقانون وكل طرق النضال في الديموقراطية سوف نواجه التوطين لأن حق الفلسطيني والسوري العودة إلى بلده، وواجبه ذلك، مع وجود مناطق آمنة كثيرة في سوريا تمكّن السوري من العودة الى بلده.
والمهم أن تكون السلطة اللبنانية حازمة في مواجهة هذا الموضوع، حيث لبنان يعاني من أزمة إقتصادية خانقة ولا يجب أن يستغل لبنان من قبل المجتمع الدولي والمؤتمرات من خلال الديون والفوائد العالية من أجل فرض التوطين تحت عنوان تخفيف الديون وأعباء الفوائد، نحن اليوم مساحة لبنان تكاد لا تتسع للبنانيين، ويجب أن نعمل من أجل إعادة المغتربين الى لبنان من كل أصقاع العالم، ونعطي الجنسية للبنانيين الذين هاجروا، لأنهم فقط من يستحقون أن يكونوا في بلدهم.
المجتمع الدولي
ولدى سؤاله في حال طلب المجتمع الدولي مقابل المشاريع الإستثمارية في مؤتمر "سيدر" وجوب توطين السوريين في لبنان، هل يمكن للبنان مجابهة المجتمع الدولي؟ يجيب ماروني أن المجتمع الدولي لا يحق له أن يطلب من لبنان صغير المساحة والضعيف في بنيته التحتية أن يتحمل ما لا قدرة له على احتماله، من هنا لا يمكن للمجتمع الدولي أن يطلب من لبنان أن ينتحر وأن يقضي على ما تبقى من كيان للدولة فيه، لذلك لا يمكن للمجتمع الدولي أن يطلب من لبنان أن يعدم نفسه، لذلك من خلال وحدتنا كلبنانيين يمكن أن نقول لا للمجتمع الدولي، لأن هناك دول لديها مساحات كبيرة غير لبنان، ولا كثافة سكانية فيها تستطيع إستيعاب الأعداد الكبيرة من السوريين أو الفلسطينيين، لأن هناك طبيعة لبنان قبل السياسة التي تمنعنا من التوطين، فجغرافية لبنان الصغيرة وبنيته أضعف مما يكون وأبناؤه هربوا خوفًا من الضغط الإجتماعي والإقتصادي لذلك لا يمكن اليوم أن نستبدلهم من خلال التوطين.
توطين مقنع
عن اعتبار البعض بوجود توطين مقنع في لبنان مع عدم عودة النازحين السياسيين الى بلدهم حتى الساعة، يعتبر ماروني أن هذا يحتاج الى وعي وقرار حازم من السلطة وبالإجماع وبعيدًا عن الحسابات المذهبية والطائفية، وما يقوم به المجتمع الدولي من مساعدات إنسانية للنازحين يجعلهم لا يفكرون العودة الى بلادهم، فالنازح السوري مرتاح في لبنان أكثر مما هو في بلده.
أما ما الذي يحتاجه النازح السوري للعودة الى بلده؟ يعتبر ماروني بأنه على الدولة اللبنانية أن تتخذ القرار بوقف المساعدات وتتولى المنظمات الدولية بمساعدة النازحين لإعادتهم الى بلدهم، وبناء بيوتهم، ريثما تصبح الحكومة في سوريا قادرة على تأمين متطلباتهم.
ويلفت ماروني إلى أن من جابه عبر التاريخ عملية التوطين منذ الخمسينات حتى اليوم يستطيع اليوم مواجهة هذه العملية، ولا أحد يمكن أن يفرض علينا التوطين عندما تكون الإرادة اللبنانية موحدة في مواجهة الأمر.