أخبار

مشاركون في منتدى الإعلام العربي بدبي:

الذكاء الاصطناعي لن يحيل الإعلاميين إلى التقاعد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد قنديل من دبي: كشف مشاركون في فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي في دورته السابعة عشرة (2018) الذي انطلقت أعماله اليوم في دبي بمشاركة نحو 3000 من القيادات الإعلامية العربية ورؤساء تحرير الصحف والكتاب والمفكرين في المنطقة العربية، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل لن يتسبب في بطالة الإعلاميين والصحافيين وبالتالي لن يكون سببا في طردهم من العمل أو إحالتهم إلى التقاعد المبكر، لافتين إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يؤثر على نسب الوظائف المتاحة للعاملين في مجال الصحافة والإعلام، حيث لم تستغني مؤسسات إعلامية كبرى تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملها، حتى اليوم عن أي صحافي يعمل ضمن كوادرها بسبب ذلك الذكاء الاصطناعي.

ثورة الروبوتات ومستقبل الصحافة

وأكدوا أن تلك التقنيات تم ابتكارها بالأساس لتسهيل عمل الصحافيين وتوفير الوقت والجهد، وإتاحة المجال للقصص التي بحاجة إلى مجهود إبداعي بشري كالصحافة الاستقصائية والتحقيقات الميدانية.

وقد قدمت ليزا جبس، مسؤولة استراتيجية الذكاء الاصطناعي في وكالة أسوشييتد برس "AP"، خلال جلسة "ثورة الروبوتات ومستقبل الصحافة" التي عقدت اليوم عرضاً لتجربة الوكالة في مجال "أتمتة" الصحافة وطرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الصحفي، من خلال تطوير برمجيات الارشفة والتعرف على الصور، ونشر مقاطع الفيديو، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التحقق من المعلومات وتحديد أهم الأخبار والاطلاع على آخر المستجدات.   

التعلم الآلي

وذكرت جبس أن الوكالة تعمل مع خبراء صناعة الذكاء الصناعي والشركات الناشئة في هذا المجال، لتطوير تطبيقات ذكية ونظم حديثة للاستفادة منها في العمل الإعلامي كإنتاج الآلاف من قصص التجارة والأعمال، والقصص الرياضية، وإيجاد طرق سريعة لأرشفة الصور  باستخدام علامات محددة وكلمات رئيسية قابلة للبحث، علاوة على استخدام التعلم الآلي لتحديد المعلومات الغير دقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات في إنتاج المزيد من الفيديوهات القابلة للمشاركة، وقدرته على تفريغ النصوص الموجودة على مقاطع الفيديو بشكل آلي.   

أتمتة الذكاء الاصطناعي

وحول استراتيجية وكالة "أسوشييتد برس" للذكاء الاصطناعي وتوظيف تقنياته في المجال الصحفي، أوضحت جبس أن الوكالة تعتمد في ذلك على عدة أقسام أهمها قسم الأتمتة والذكاء الاصطناعي في الوكالة، وما يقدمه منتجات تم تطويرها من قبل العاملين فيها، والمحفظة الخاصة بالوكالة والتي تحوي العديد من التطبيقات، كما تعتمد الاستراتيجية على مد جسور التعاون مع الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، والعمل معها بشكل مكثف على تطوير غرفة الأخبار التي تنتج كافة القوالب الإخبارية وتقدمها للجمهور بالكفاءة والسرعة المطلوبين.

تطوير الصحافة

ونوهت المتحدثة بأن الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من التطوير لعالم الصحافة على صعيد الكم والكيف، حيث يمكن استخدامه لإنتاج كم هائل من القصص الإخبارية، مقارنة بما تنتجه وكالات الأنباء اليوم، من خلال تحويل البيانات والأرقام إلى نصوص، وكذلك تحويل النصوص إلى فيديوهات تلخص الحدث، كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لعمل قوالب متعددة تعالج نفس الخبر جوانب متعددة، كعمل تغريدات، وعناوين، وتلخيص مختصر للقصة الخبرية، وكتابة نبذه عن أبطال الحدث، مشيرة إلى دخول الذكاء الاصطناعي بقوة في عالم الترجمة من خلال ترجمة الفيديوهات والنصوص إلى أكثر من لغة، وانتاجها بوسائط متعددة لتناسب كافة المنصات والأجهزة الذكية، ومساعدة الصحافيين على التعرف على أسماء المسؤولين من خلال تقنيات التعرف عبر الصور.  

وأضافت أن تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة بحاجة مستمرة إلى تدريب مستمر للعاملين في هذا المجال، حتى يتمكنوا من مواكبة هذا التطور منذ البداية، وهو ما يساعد على تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في أي مؤسسة صحافية، ويساعدها على مضاعفة انتاجها الصحفي.

منافسة البشر

وحول تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على نسب الوظائف المتاحة للعاملين في مجال الصحافة والإعلام، أوضحت جبس أن وكالة "أسوشييتد برس" لم تستغني حتى اليوم عن أي صحافي يعمل ضمن كوادرها، مؤكدة أن تلك التقنيات تم ابتكارها بالأساس لتسهيل عمل الصحافيين وتوفير الوقت والجهد، وإتاحة المجال للقصص التي بحاجة إلى مجهود إبداعي بشري كالصحافة الاستقصائية والتحقيقات الميدانية.       

الذكاء الصناعي والإعلاميون

وأكدت مسؤولة استراتيجية الذكاء الاصطناعي في وكالة أسوشييتد برس "AP"، أنه في ظل التقدم الذي يشهده قطاع الأتمتة ودخول الروبوتات في المجال الإعلامي يجب ألا يغفل القائمين على عمليات التطوير المبادئ الأخلاقية للإعلام كاداه مهمة للتثقيف وإعلام الناس بما يدور حولهم من قضايا، مشيرة إلى ضرورة مراعاة معايير الصحافة وصدقية المواد المنشورة، وأن عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي عرضة للخطأ مثلها مثل البشر، وأنها ليست الحل السحري الذي يمكنه فعل كل شيء في مجال الإعلام. 

واختتمت جبس الجلسة بالتأكيد على ضرورة العمل على تعظيم فوائد الذكاء الصناعي في مجال الصحافة، والاستفادة منه في مضاعفة الإنتاج الصحافي وفق معايير مهنية وأخلاقية مناسبة، لافتة إلى ضرورة إتباع مبدأ الشفافية وإخبار المتلقيين أن بعض المواد التي يقرؤونها تم تحريرها بواسطة الذكاء الاصطناعي حتى تعميم تلك التجارب واستخدامها من قبل مختلف المؤسسات والوكالات الإعلامية.

فايسبوك يغير المشهد الإعلامي

وضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي ايضا، ناقشت جلسة بعنوان "فايسبوك يغير المشهد الإعلامي" حاضر فيها باتريك ولكر، مدير الشراكات الإعلامية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في فيس بوك ، أهمية  التأثير الإيجابي للمحتوى الذي يشارك به مستخدموه، وكيفية التأكد من عدم التأثير السلبي في المتلقين، أو أنه يخدم أهدافاً معينة لفئة ما خاصة السلبية منها، فضلا عن استعراض التقنيات والأساليب الحديثة التي يستخدمها القائمون على الموقع لاجتذاب شرائح أكبر، وتفعيل صلاتهم فيما بين مجتمعاتهم، ومن ضمنها تقنية "فيسبوك ووتش".

أخبار عبر الأقمار الصناعية

وبدأ ولكر بالتعريف بنفسه كونه كان صحافياً في قناة "بي بي سي" الإخبارية، منذ أكثر من 20 عاماً، مستعرضاً المعاناة التي كانوا يعانونها الصحفيون في إرسال أخبارهم عبر الأقمار الصناعية،  فضلا عن الصور التي كانت تأخذ وقتاً طويلا للوصول للمتابعين في كل أنحاء العالم، لافتاً إلى أن الهاتف النقال كان حينها لا يعدو كونه وسيلة اتصال فقط.

وتابع أنه مع التطور التكنولوجي الكبير والذي حدث خلال السنوات الماضية أصبح للهاتف النقال فائدة عظيمة، بحيث أصبح أداة إخبارية يمكنها إيصال المعلومات في اللحظة ذاتها، ومن ثم بدا التعامل مع صياغة الأخبار التي تنتقل عبره أمراً حتمياً، بحيث تكون رسائل قصيرة ومعبرة فضلاً عن أهمية اتسامها بالدقة التي ستؤثر بالتأكيد في المتابعين لها من حيث صدقيتها من عدمه.

زاوية 360

وأفاد أن فايسبوك أصبح واحداً من أهم المنصات الإخبارية حول العالم، بما يمثله من شبكة ربط مجتمعي عالمي كبيرة جداً، مفيدا أنه بناء على ذلك فقد كان الهاجس الأكبر بالنسبة لهم كقائمين على الموقع، هو كيفية تعزيزه بكل الإمكانات التقنية والفنية التي تلبي رغبات كافة المستخدمين، وعكس وتلبية رغباتهم فيما يقدم لهم أو يشاهدونه، مستشهداً في الوقت نفسه بتقنية رؤية الصور بزاوية 360 درجة التي تتيح رؤية واضحة للحدث.

مصداقية الأخبار

لفت ولكر إلى أهمية التصدي لمن يتلاعبون بمصداقية الأخبار المتناقلة وبث السلبيات التي قد تضر مجتمعات بعينها، خاصة أنه قد يصل عدد المتابعين لبعض الأخبار لملايين، ما يعكس أهمية مراقبة المحتوى المقدم، مؤكداً أنهم يسعون بكل قوة لمحاربة القوى صاحبة الأغراض الضارة التي تريد سوءاً لمجتمعات بعينها، وهذه رسالة يعتزون بها كثيراً.

وأفاد أن رسالتهم في فايسبوك تخطت كونها وسيلة لتقريب الناس فقط، بل وتأكيد تعزيز قيم وإيجابيات تنقل المجتمعات لآفاق أرحب وأفضل، مشيراً أنهم بدأوا في تغيير وتطويع الخوارزميات الرقمية التي يستخدمونها بحيث يمكن من خلالها معرفة اهتمامات كل الأشخاص في المعروض على الصفحات الخاصة بهم، وترشيحها لهم بشكل دوري، كونها أصبحت ضمن اهتماماتهم، وأنهم بذلك يكرسون فكرة أن يكون الفيسبوك منصة اجتماعية عائلية والعمل على تحفيز أفرادهم للتفاعل الجيد فيما يشتركون فيه من اهتمامات.

وأكد ولكر على أهمية الربط بين أفراد مجتمع معين وتعزيز قيمة الوقت لديهم، ولذلك فإنهم كمسؤولين آثروا أن يكون لأدوات مثل استخدام التعليقات أو الترشيح لمشاهدتها لأشخاص آخرين، فضلا عن إبداء الإعجاب بها، حتى تكون مؤشرات لربط مجموعات مشتركة في الاهتمام والتوجه ذاته، وتوقع أن ينخفض التلقي السلبي بعد هذه الخطوة المهمة ومن ثم ترتقي المعارف والفائدة .

التركيز على المحتوى

ونصح مدير الشراكات الإعلامية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في فيسبوك المستخدمين، للتركيز على ما هو مهم بالنسبة لهم وعدم إهدار الوقت فيما لا يفيد، والتركيز على أهمية المحتوى الذي تطرحه الصورة أو المعلومة في القصة أو الخبر، فضلاً عن التفكير جيداً قبل ارسال أي مشاركة للآخرين ومعرفة أهميتها ومنفعتها من عدمه بالنسبة إليهم.

مليار شخص مع فايسبوك

وقال ولكر إن هناك أكثر من مليار شخص يتفاعلون على صفحات الفيسبوك كل شهر على الأقل بكل المجالات، وهذا يعكس بقوة التفاعل الكبير بين جميع المجتمعات حول العالم، ضارباً مثلاً بالعديد من القضايا التي أثارت الرأي العام العالمي، ومن ضمنها على سبيل المثال خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي، والتي أحدثت ردة فعل هائلة في هذا العالم الافتراضي.

وأوضح أنهم بدأوا في فايسبوك قبل عام تقديم منتجات عدة بالتعاون مع عدة شركات عالمية للتأكد من أن القصص والاخبار التي ينقلونها نزيهة وصادقة وموثوقة المصدر، لافتاً ان هذه الخطوة سيكون لها تأثير إيجابي في المستقبل بشكل كبير ولافت، حتى أن هناك الكثيرين من الصحفيين والمهتمين حول العالم أصبحوا شغوفين بمعرفة كيفية طريقة عملهم هذه نظرا لأهميتها وموضوعيتها.

فايسبوك ووتش

وتطرق إلى تقنية "فايسبوك ووتش" والذي يريدون من خلالها أن يكونوا منصة تفاعلية عالمية، وأن هناك إقبالاً على المقاطع التي لا تتخطى مدتها 10 دقائق، وأنهم بصدد النظر في كيفية تأثيرها إذا ما زادت مدة هذه المقاطع مستقبلاً، داعياً في الوقت ذاته الجميع لتحميل ما يرغبون في نشره لأهمية ذلك وتأثيره في محيطهم، خاصة إذا كانت هذه المقاطع إيجابية ومؤثرة، وأنهم أوجدوا تقنية لإشعار كل الأعضاء على الصفحة بتحميل هذه المقاطع الجديدة للتفاعل معها.

وذكر تجربته مع أحد الشباب الإماراتيين النشيطين في تحميل هذه المقاطع التصويرية، مبدياً إعجابه الشديد به خاصة أن هذا الشاب  يحمل رسالة وقيماً أخلاقية يريد من خلالها عكس المجتمع الذي يعيش فيه ونقله للعالم أجمع.

وأوضح ولكر أنهم كمسؤولين يدعمون مثل هذه النماذج الإيجابية التي تستخدم المعلومات الصحيحة والتحليلات المبنية على وثائق ومعلومات حقيقية، والتي تعكس القيم الخيرة والبناء على مجهوداتهم لإيجاد مجتمعات إيجابية تحمل معايير أخلاقية ومثالية فيما بينها ما ينعكس على كافة الشرائح المجتمعية الأخرى.

وطالب بأهمية تعزيز الشغف لدى مستخدمي الفيسبوك والتعلم باستمرار وأن يكونوا صادقين مع أنفسهم قدر المستطاع، فضلا عن عرض ما يفضلونه ويحبونه بعيداً عن التواجد فقط على الصفحات وأن يكونوا فاعلين عليها، والتمسك بالأهداف والأحلام حتى يكونوا مختلفين عن الباقين.

بيئة للابتكار

من جهته قال الدكتور علي النعيمي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية بالإمارات إن منتدى الاعلام العربي يمثل منصة للإعلاميين ونقطة انطلاق للتعامل مع الأحداث التي تشغل الساحة العربية، مؤكداً أن نادي دبي للصحافة بتنظيمه لهذا المنتدى يوجد للإعلاميين بيئة للابتكار الإعلامي والخروج عن الأنماط التقليدية في المنتديات الإعلامية وغير الإعلامية.

وأضاف أن العالم قد تغير وتغير معه كل شيء وسيستمر هذا التغيير مستقبلا ًبفعل ثورة المعلومات، وعلى الإعلاميين أن يواكبوا هذا التغيير الذي لا مفر منه، ويستخدموا وسائل التقنية الحديثة، كي يكونوا فاعلين ومؤثرين في القارئ والمشاهد، وشدد على ضرورة ذلك بقوله "يجب أن يدرك الإعلاميون في منطقتنا العربية أن جزءاً من طبيعة الحياة أن نتفاعل مع التغيير ونشارك في إحداث التغيير الإيجابي وصناعته".

معلومات مضللة ومغرضة

وقال: قديماً كان المقال المنشور بالصحف مؤثر جداً وينتظره القارئ لأنه كان يجد فيه تحليلاً ومعلومات جديدة، أما الآن فقد قل تأثير هذا المقال المطبوعة لأن الجمهور يكون قد تلقى الكثير من المعلومات حول القضايا من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي تتضمن أحياناً الكثير من المعلومات المضللة والمغلوطة والمغرضة، ولهذا ربما لا يخرج القارئ بجديد من خلال قراءته لعشرات المقالات، بفعل هذا التغير التقني الذي فرض نفسه على واقع الحياة.

وشدد النعيمي على ضرورة أن ينظر كبار الصحافيين والكتّاب للأمور ولمحتوياتهم الإعلامية بمعايير جديدة ومختلفة، ومن المهم ان يقدم الإعلامي خطاباً مقنعاً للآخرين وليس لنفسه، وأن يتفهم الكتّاب والاعلاميون احتياجات الشباب ويقدموا لهم محتوى جديدا. مضيفا "من المهم أن يفكر الإعلاميون خارج الإطار التقليدي الذي تعودناه، وأن يطوروا أنفسهم ويعايشوا المستجدات وتقنيات العصر حتي يكونوا مؤثرين في المتلقين وخاصة الشباب.. وأي إعلامي غير قادر على مواكبة تقنيات العصر واستخدامها بشكل صحيح سيكون على الهامش ومجرد رقم غير مؤثر في مؤسسته الإعلامية".

أزمات وإعلام مؤثر

وأوضح أنه لكي يكون لدينا إعلام عربي مؤثر يجب أن نسلم بأن منطقتنا العربية تمر بأزمات ويراد لها ذلك، وبالتالي من المهم أن يكون الإعلامي مبدعاً ويضيف شيئاً جديداً ومقنعاً للقارئ والمشاهد، والأزمة التي نعيشها في منطقتنا بفعل الأحداث السياسية يكون معها الإعلامي العربي إما مؤثراً بشكل إيجابي من خلال مساهمته في تحفيز أمل الشباب العربي وأن يحمل هموم هذا الشباب وأحلامه وطموحاته أو يكون تقليدياً في التعامل مع هذه الأزمات.

وشدد النعيمي على قضية جوهرية قائلا "إذا لم يبادر الإعلاميون العرب بخطاب مقنع للشباب وليس لأنفسهم حينما يتقمصون دور النخب فسوف يتركون فراغاً كبيراً يخسرون معه هذا الشباب ويتركونه لمصادر أخرى تسد هذا الفراغ، مصادر تعتنق الفكر الإرهابي المتطرف المخرب".

فراغ الإعلام التقليدي

وتابع أنه "في السنوات السبع الماضية ترك الإعلام العربي التقليدي فراغاً سده آخرون استطاعوا توظيف التقنيات الحديثة بخطاب يصنع التطرف والإرهاب، ولهذا علينا نحن الإعلاميين أن نتدارك هذا الأمر كي نكون مؤثرين ومساهمين بفعالية في تنمية البلدان العربية واستشراف مستقبل أفضل لها ولشبابها".

وأكد أهمية تطوير خطاب إعلامي يواكب فيها الواقع المعاصر قائلاً "نحن بحاجة إلى خطاب إعلامي نتحمل فيه مسؤولياتنا ونواكب العصر بتقنياته، وأي أعلامي عليه مسؤولية يجب أن يتحملها بحيث يكون جندياً في وطنه وصوتاً لشبابه.. نريد أن نصنع قامات إعلامية حديثة تقنع الشباب العربي، كما كان لدينا في السابق قامات إعلامية ينتظر القارئ مقالاتها، نريد قامات تحمل هموم الأمة وتصنع مستقبلاً مشرقاً لهذه الأمة وشبابها".

غياب الإعلام الواعي المتوازن

وحذر النعيمي من تبعات غياب الدور الإعلامي الواعي والمتوازن القادر على توضيح الحقائق، مشيرا إلى أنه "إذا لم يقم الإعلامي العربي بسد هذا الفراغ سيسده من لا يريد الخير للعرب ولا للشباب العربي، سيسده من يستطيعون استخدام التقنيات الحديثة بأخبار ومحتويات مضللة وكاذبة ومخربة، وللأسف فإن عددا كبيرا من الرموز الإعلامية لم تواكب التقنية وتركت فراغا سده مخربون أصحاب فكر متطرف، ومنطقتنا العربية بحاجة إلى صناعة رأي عام يحمل هما تنمويا لمستقبل الأمة من خلال إعلام إيجابي مؤثر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف