أخبار

اتفاقية لإقامة أكبر متحف مفتوح للعالم

السعودية وفرنسا تطوران المواقع التراثية في "العلا"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الرياض: لا شك في أن توقيع اتفاقية التعاون بين المملكة العربية السعودية وفرنسا لتطوير المواقع التراثية والتاريخية في محافظة العلا يأتي تجسيدًا وانعكاسًا لالتزام السعودية الراسخ حماية الإرث العالمي والنهوض به، ولإدراكها أهمية تطوير السياحة المستدامة والتراث الثقافي مع شركائها من بيوت الخبرة حول العالم، وتعزيز سبل التعاون مع الشركاء كافة في مختلف القطاعات، من خلال تنفيذ مشاريع متنوعة تحقق الأهداف المنشودة، بحسب بيان أصدرته الهيئة الملكية لمحافظة العلا.

بعيد التوقيع على الاتفاقية، غرد سعود القحطاني، المستشار بالديوان الملكي السعودي، عبر حسابه على تويتر: "ما هي العلا بعيون الشعوب؟ باختصار: أكبر متحف مفتوح للعالم. سيشاهد فيه العالم حضارات منذ آلاف السنين. هو متحف بحجم دولة. مثلًا: هو أكبر بكثير من مساحة قطر العزيزة. العلا، مهد الحضارات. قريبًا ستسعد شعوب الأرض بأكبر متحف فيه ذاكرة أقدم الحضارات، وبحجم: دول".

 بناء شراكات مهمة

أكد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، أن توقيع هذه الاتفاقية "يعد استكمالًا لعملية بناء الشراكات المهمة العالمية لحماية إرث العلا وطبيعتها وتراثها، وتطوير مرافق وبنية تحتية قوية تتناسب مع المكانة التاريخية والثقافية للمحافظة"، مشدد على التزام الهيئة، التي تأسست في يوليو 2017 وهدفها حماية المحافظة وإحياء قيمتها التاريخية، المعايير العالمية للسياحة البيئية، وضمان تحقيق الفائدة المرجوة للسكان من هذا المشروع، ليكونوا من أوائل المستفيدين منه.

 

العلا... أكبر متحف مفتوح للعالم

 

تشمل بنود الاتفاقية التي وقعها الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في باريس الإثنين اتفاقًا بين الحكومتين السعودية والفرنسية للتشارك والتبادل المعرفيين، بشأن تطوير محافظة العلا ثقافيًا واقتصاديًا وسياحيًا، إضافة إلى الحفاظ على الثقافة والإرث التاريخي والموارد الطبيعية والبشرية فيها.

سيتم تحقيق هذه الأهداف من خلال التعاون في مجالات التخطيط المعماري والبنية التحتية والتنقل، والحفاظ على التراث الثقافي والمعماري، والعروض الثقافية والفنية، وتعزيز الهوية الثقافية للمحافظة، وتطوير قطاع الضيافة، والنهوض بالسياحة المستدامة، والحفاظ على البيئة، والنهوض بقطاع الصناعات الحرفية لتنمية الاقتصاد المحلي، وتعزيز الكفاءات والقدرات الوطنية، ونقل الخبرات وتوطين التقنية.
 
تصورات مستقبلية

تابع بيان الهيئة: "الاتفاقية تشمل العمل على المشاركة في وضع التصورات المستقبلية لمشروع تطوير ثقافي وتراثي وسياحي طويل الأمد، لحماية المواقع التراثية والتاريخية لمحافظة العلا وتطويرها، تحقيقًا للتحول المستدام في المحافظة، لتمكين الزوار المحليين والإقليميين والدوليين من التعرف على ثراء إرثها الثقافي والتاريخي والطبيعي، وإرث المملكة بشكل عام، وعلى الحضارات العربية والقيم المحلية، تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 الرامية إلى دعم جهود بناء اقتصاد مزدهر".

أشار البيان إلى أن "فرنسا شريك مميز، لما حققته من نجاحات باهرة وكبيرة في مجالات السياحة والضيافة وحفظ التراث والآثار ومجالات الفنون".

وتواصل الهيئة الملكية وضع الخطط المستقبلية والاستراتيجية لتطوير المحافظة وتنميتها وتوظيف إمكاناتها الطبيعية والتراثية سياحيًا، بالعمل مع شركاء ومؤسسات وجامعات من مختلف أنحاء العالم، حيث تنفذ الهيئة حاليًا برنامج المسح الأثري والتراثي بالشراكة مع جامعات متميزة من المملكة المتحدة وأستراليا إضافة إلى العمل مع فريق من المستشارين المختصين من الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا والعديد من بيوت الخبرة المتميزة.

حجر أساس

في هذا الإطار، كان عمرو المدني، المدير العام للهيئة الملكية للعلا، قد قال في وقت سابق إن المنطقة المعنية بهذا الاتفاق تمتد على مساحة 22 ألف كيلومتر مربع، وتضم مواقع استثنائية مثل مدينة الحجر (مدائن صالح) او دادان (الخريبة). 

أضاف: "سيكون ممكنًا استقبال أوائل أفواج السياح في المنطقة "خلال ثلاث إلى خمس سنوات، وهي المنطقة التي تضم مطارًا حاليًا ستستقبل بعد تجهيزها بين 1,5 و2,5 مليون زائر سنويًا، مع احترام معايير البيئة والتنمية المستدامة".

وأكد جيرارد مسترلا، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى العلا أن هذه الاتفاقية وما تمثله من تعاون مشترك بين البلدين "تعد حجر أساس للإسهام في تعزيز التبادل الثقافي، ويشرفني أن أسخر خبراتي لهذا المشروع المشترك، وأن أساهم في أعمال التنسيق الخاصة بالخبراء الفرنسيين لضمان نجاح أهداف الاتفاقية".

فالعلا من عجائب العالم العربي القديم، سميت قديمًا "الحجرة"؛ إذ كانت تمثل العاصمة الجنوبية لمملكة الأنباط، بينما تمثل بترا العاصمة الشمالية. مساحتها 22,561 كيلومترًا مربعًا، وتبعد 300 كيلومتر عن المدينة المنورة، وتقع على مفترق طرق تاريخي حيث شهدت حضارات عدة وتمازجًا وتبادلًا ثقافيًا في ما بينها، كما كانت ممرًا تجاريًا لتجارة البخور ونبات المرة منذ الألفية الأولى قبل الميلاد.

تحتضن محافظة العلا مناظر خلابة للصحراء وتشكيلات صخرية متميزة ومجموعة من المواقع الأثرية البارزة في منطقة الشرق الأوسط، مثل المواقع الخاصة بالحضارتين اللحيانية والنبطية خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.

الترحيب بطلبة العلا

لبدء العمل ضمن إطار الشراكة، وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا مذكرة تفاهم مع برنامج "كامبوس فرانس"، المؤسسة الأكاديمية والمهنية الدولية الرائدة، من أجل الترحيب بطلبة العلا اعتبارًا من خريف 2018، حيث تم توقيع الاتفاقية في أثناء انعقاد فاعليات منتدى الرؤساء التنفيذيين الذي شاركت فيه المؤسسات والشركات الفرنسية المختصة، بهدف إشراكها في الجهود التي تبذلها المملكة في مجال تطوير قطاع التعليم والتدريب. وستقوم هذه المؤسسات والشركات بتدريب الشباب السعودي، وتوفير البرامج التعليمية لهم لضمان تحقيق التحول الاقتصادي المستدام الذي تنشده المملكة.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع معهد العالم العربي لإقامة معرض زائر في العام المقبل، محوره محافظة العلا، في مقر المعهد في باريس، حيث ستحظى العاصمة الفرنسية بقصب السبق عالميًا في عرض الكنوز التراثية والثقافية للعلا، واستعراض مراحل التاريخ العريق للمحافظة من آلاف السنين حتى هذه اللحظة التي تشهد تنفيذ مشروعات متنوعة وجديدة في المحافظة.

 
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف