المواقع التي استهدفتها الضربات في سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تقول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إن قواتها الجوية والبحرية شنت ضربات على عدة مواقع في سوريا وأطلقت 105 صواريخ.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس إن الحلفاء خاضوا "معركة حاسمة" ضد "البنية التحتية للأسلحة الكيميائية" التابعة للحكومة السورية. ووقعت الضربات حوالي الساعة الواحدة صباحا بتوقيت غرينتش في الرابع عشر من أبريل/نيسان 2018. جاءت هذه الضربات بعد أسبوع من هجوم كيميائي مزعوم على بلدة دوما في ريف دمشق التي كان يسيطر عليها جيش الإسلام المعارض للحكومة السورية.
وقال نشطاء المعارضة وعمال الإنقاذ وعناصر طبية إنه قتل ما يزيد عن 40 شخصاً نتيجة "الهجوم".
ولكن الحكومة السورية نفت استخدامها للأسلحة الكيميائية، وقالت حليفتها روسيا إن لديها دليلاً على أن حادثة دوما هي مجرد مسرحية مخطط لها.
وقالت دمشق إنها دمرت كامل ترسانتها الكيميائية بموجب اتفاق وقَّعته بعد هجوم في عام 2013 بغاز الأعصاب سارين.
ومع ذلك، فإن خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية نسبوا أربع هجمات كيميائية إلى الحكومة السورية منذ ذلك الحين، بما في ذلك الهجوم بغاز السارين عام 2017 على منطقة خان شيخون الذي سيطر عليها فصائل من المعارضة السورية.
حجم القوى العسكرية الأجنبية في سوريا وقرع طبول الحرب
هل كانت الضربات الجوية على سوريا قانونية؟
لماذا يتم استهداف موقع جمرايا التابع لمركز البحوث العلمية في سوريا؟
ثلاث مواقعقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، جوزيف دانفورد، إن السفن الحربية والطائرات أطلقت صواريخ أصابت ودمرت ثلاثة أهداف "مرتبطة بشكل خاص ببرنامج الأسلحة الكيميائية" للنظام السوري. وانتشرت السفن الحربية في البحر الأحمر و شرق البحر المتوسط وشمال الخليج.
قال دانفورد إن هذا المركز يقع في منطقة برزة شمال العاصمة السورية، وهو فرع مركز الدراسات والبحوث العلمية الكيميائية والبيولوجية.
وقال كينيث ماكينزي، مدير هيئة أركان الجيش الأمريكي، إنه تم إطلاق 76 صاروخاً على المنشأة، 57 منها من طراز توماهوك و19 منها صواريخ أرض جو، وإن التقييمات الأولية تشير إلى أن الهدف دُمر بالكامل، وهذا يعني أن سوريا ستحتاج لسنوات عديدة لإعادة برنامج الأسلحة الكيميائية.
وأفادت وكالة الأنباء السورية بأن عدة صواريخ دمرت مبنىً مركز الدراسات والبحوث العلمية. وهو وكالة حكومية مكلفة رسمياً بتطوير وتنسيق الأنشطة العلمية في سوريا.
إلا أن وكالة استخبارات غربية قالت لبي بي سي في مايو/ أيار 2017، إن المركز الموجود في برزة، إلى جانب فرعين آخرين في دُمَّر القريبة من جمرايا والمركز الموجود بمصياف في محافظة حماه، كانت تستخدم لإنتاج ذخائر كيميائية وبيولوجية في انتهاك لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وزعمت الوكالة أن مركز برزة كان متخصصاً في تركيب الذخائر الكيميائية على الصواريخ بعيدة المدى والمدفعية، وأن تصنيع الذخائر وصيانتها كانا يجريان في أقسام مغلقة لا يسهل على مفتشي منظمة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة الكيميائية الوصول إليها.
وفي الوقت نفسه، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على 271 من موظفي مركز الدراسات للبحوث العلمية ممن لديهم خبرة في الكيمياء والتخصصات ذات الصلة أو الذين عملوا ودعموا برنامج الأسلحة الكيميائية منذ عام 2012.
وعلى الرغم من هذه الادعاءات، فقد أبلغت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها قامت بعمليتي تفتيش في مركزي برزة و دُمّر التي تُعرف أيضاً باسم جَمرايا في فبراير/شباط عام 2017، ولم تلاحظ أي أنشطة تتعارض مع تعهدات سوريا بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وبحسب دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، كانت الولايات المتحدة تعتقد أن هذا المركز هو الموقع الرئيسي لمعدات إنتاج السارين والمواد الأولية التي تدخل في إنتاج الأسلحة الكيميائية.
وقال ماكينزي، تم استهداف المنشأة بـ 22 صاروخا، 9 منها صواريخ توماهوك الأمريكية، و 8 صواريخ ستورم شادو بريطانية، و5 صواريخ كروز بحرية، و 2 صاروخا سكالب بحرية أطلقتهما فرنسا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن طائرات تورنادو "جي آر فورس" البريطانية أطلقت ثمانية صواريخ من طراز ستورم شادو على المنشأة العسكرية في نفس الموقع، وهذه المنشأة قاعدة صاروخية سابقة تبعد حوالي 25 كيلومترًا غرب مدينة حمص.
ويُزعم أن هذا المرفق هو للاحتفاظ بالمواد الأولية التي كانت تستخدم في صناعة الأسلحة الكيميائية، وهو ما يخالف ما تعهدت به سوريا بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
فالمواد الأولية عموماً هي مواد كيميائية ذات الاستخدام المزدوج، يمكن خلطها لإنتاج خردل الكبريت أو غاز السارين.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية، أنه تم تطبيق تحليل علمي دقيق للغاية لتحديد أفضل السبل لتعزيز ضربات صواريخ ستورم شادو على مرفق المواد الكيميائية وتقليل مخاطر تلوث المنطقة المحيطة به.
ويقع المرفق الذي قُصف على مسافة ليست بقريبة من أي تجمعات سكنية معروفة، مما يقلل من أي مخاطر أخرى.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن الصواريخ استهدفت موقعًا عسكريًا في محافظة حمص، لكن تم "إحباطها وتحويلها عن مسارها". وأضافت أن ثلاثة مدنيين أصيبوا دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ثالثاً: مخبأ للأسلحة الكيميائية في غربي حمصوقال دانفورد، إن المنشأة تبعد 7 كيلو مترات عن موقع المخزن، وتحتوي على مرفق لتخزين معدات الأسلحة الكيميائية ومركز قيادة هام. وقد تم قصف المنشأة بسبع صواريخ من طراز "سكالب" بنجاح.
وأضاف ماكينزي، تشير المؤشرات الأولية إلى أن الأهداف أُنجزت دون تدخل من جانب الحكومة السورية.
وقد استطاعت الهجمات على محاور متعددة من قبل السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية من إرباك نظام الدفاع الجوي السوري بحسب ماكينزي.
وأضاف "نحن مطمئنون إلى عودة جميع طائراتنا إلى قواعدها بأمان بعد أن حققت هدف ضرباتنا.
وبحسب الجيش الأمريكي، فقد قُدرت صواريخ أرض جو التي أطلقتها الحكومة السورية بـ 40 صاروخاً، وأُطلقت معظمها بعد أن أنجزت الضربات مهمتها، وأنه من المرجح أن يكونوا قد أطلقوها دون تحديد الهدف.
ماذا عن روسيا؟قال المتحدث العسكري الروسي سيرغي رودسكوي للصحفيين في موسكو: " استهدفت الضربات الصاروخية الأمريكية والفرنسية والبريطانية عدداً من المطارات العسكرية والبحرية والمرافق الصناعية".
وأضاف بأن أنظمة الدفاع الجوي السورية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية نجحت في التصدي للهجمات الجوية والبحرية واعترضت 71 صاروخا من طراز كروز مستشهداً بالبيانات العسكرية الروسية كما يلي:
استهدفت 4 صواريخ مطار دمشق الدولي 12 صاروخ على قاعدة دمر الجوية شرقي دمشق، لكنها أُسقطت جميعاً. 18 صاروخ على القاعدة الجوية لمرج رحيل، جنوبي دمشق. 12 صاروخ على قاعدة شعيرات الجوية، تم اعتراضها جميعاً. أُسقطت 5 صواريخ من أصل 9 على مطار مزة العسكري. تم اسقاط 13 صاروخ من أصل 16 استهدفت مطار حمص. أسقطت 7 صواريخ من أصل 30، استهدفت منشآت مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية المزعومة، وهي في برزة و جرمانا جنوب شرقي دمشق. وقد تم تدمير تلك المنشأت جزئياً، لكنها لم تكن تُستخدم منذ فترة طويلة وفقا لرودوسكوي الذي قال: " إن روسيا تعتبر تلك الضربات قد جاءت رداً على نجاح القوات المسلحة السورية في مكافحة الإرهاب الدولي وتحرير أراضيها، وليس على الهجوم الكيميائي المزعوم".