أخبار

بعد اختيارها سفيرة لـ«المواطنة المدنية» بجهة درعة -تافيلالت

هنو أوماروش مغربية أمازيغية تحطم حدود العزلة والتهميش

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الرباط: أعلن مجلس جهة درعة - تافيلالت (جنوب المغرب) على لسان رئيسه الحبيب الشوباني اخيرا، في اجتماع لمجلس الجهة، منح لقب «سفيرة المواطنة المدنية» بالجهة للفاعلة الجمعوية و"أيقونة درعة"، كما يسميها كثيرون، هنو أوماروش.

هذا الإعلان الذي لم يرق للكثيرين، لأسباب لا ترتبط ب«هنو» نفسها لاعترافهم جميعا باستحقاق هذه المرأة للقب عن جدارة وبلا منازع، سيحمل هنو أوماروش لأول مرة خارج أرض الوطن، في زيارة لدولة الصين رفقة أعضاء من الجهة لحضور أشغال الملتقى السياحي الأول الذي سينظم هناك للتعريف بجهة درعة - تافيلالت.

هنو.. أيقونة درعة

عرفها المغاربة كواحدة من النساء الصلبات اللواتي حفرن أسماءهن على صفحات النضال الإجتماعي عن جدارة و استحقاق. فرضت أوماروش نفسها على مواقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك ويوتيوب) بعد أن انتشرت مقاطع فيديو لتدخلاتها الشرسة وهي تدافع عن منطقتها المهمشة والمعزولة (الجماعة القروية تلمي)، في تصريحات لها لمحطات إذاعية وتلفزيونية (في استطلاعات) حتى يصل صوتها للمسؤولين. 

لم تلج أوماروش قط المدرسة، ولم تخبر العمل السياسي ودهاليزه، لكن صدقها وغيرتها على بنات منطقتها وعفوية الخطاب لديها وهي تصدح بلهجتها الأمازيغية غير المفهومة لدى الكثيرين، تنم عن قدرة هائلة في الإقناع لامرأة سياسية بالفطرة. 

لنفس الأسباب المذكورة ستلج أوماروش لأول مرة عالم السياسة سنة 2015، عندما استطاعت أن تحجز لنفسها مقعدا داخل المجلس الجماعي لجماعة تلمي (منطقة قروية) التابعة لإقليم تنغير (جنوب) خلال الإنتخابات الجماعية الأخيرة بلون حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد إلحاح طويل من قبل أعضاء الحزب بالمنطقة على استقطابها و الذي لم يفلح فيه قبلهم حزب الحركة الشعبية لجعلها في صفوفه.

مدافعة شرسة عن النساء

لم يسبق لأوماروش أن تزوجت وليس لها أبناء، رغم تقدمها في السن، لكنها تعد واحدة من المدافعات الشرسات عن حق النساء في التعليم و الصحة وكل الحقوق التي يتمتع بها الرجال. من يسمع المرأة وهي تصرخ من أجل أن تنعم بنات منطقة تلمي حيث تتحدر، يظن أن المرأة تربت في جمعيات نسائية و تشبعت بثقافة حقوق الإنسان، التي تدركها هذه السيدة بمنطق العقل الذي تعلمت أبجدياته منذ وقت مبكر لوحدها متكئة على ذكائها المتقد و نظرتها الثاقبة للأمور. 

في جل خطبها، لا تفوت المرأة الفرصة لتطلب حضور المسؤولين لزيارة منطقتها والتعرف عن قرب على مشاكل السكان ومعاناتهم مع غياب التمدرس و ضعف البنيات التحتية و قلة الموارد وانعدام الخدمات الصحية وغيرها من المشاكل التي تهمها بالدرجة الأولى بعيدا عن باقي مناحي الحياة.

هذه فقط المشاكل التي تهم أوماروش والتي تؤرقها وهي مادفعت بها لولوج عالم السياسة حتى تدافع عن سكان منطقتها ولا تتوانى في انتقاد ما لا يروق لها داخل قرارات المجلس الجماعي ل "تلمي" الذي تعد عضوا حاضرا بقوة فيه.

ذكريات

يحكي أحد أبناء المنطقة الذي عرف هنو عن قرب و عايشها في مراحل كثيرة من حياتها، أنها تتميز بخفة دم كبيرة وبقدرتها على السخرية من الواقع بشكل ملفت، دون تعصب أو انحياز لمواقفها التي لا تتزحزح عنها قيد أنملة مهما كلفها الأمر.

ويضيف الحاكي أن أكثر ما يهم أوماروش هو أن تعيش نساء منطقتها بكرامة و أن تتحسن ظروفهن و يلجن المدارس والخدمات الصحية، وهي مرافعة جيدة في ذلك. 

وكي يعلل استنتاجه، يقول إنه أثناء الزيارة التي قام بها الفنان مارسيل خليفة حين حل ضيفا على جهة درعة تافيلالت سنة 2015، بصفته سفيرا للحملة الإقليمية التي ينظمها البرنامج الدولي «أمل» الذي تشرف عليه منظمة «أوكسفام » في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لدعم النساء الموجودات في وضعية هشاشة واللواتي ينشطن في المجتمع المدني والمجالس النتخبة، التقى مارسيل أوماروش وأعجب بجرأتها وشجاعتها في طرح قضايا نساء منطقتها، ولما اراد أن يمزح معها طلب منها إن كانت ترغب في الزواج منه، فجاء ردها «نعم أقبل إذا كنت ستبني مستشفيات ومدارس لأبناء بلدتي ومنطقتي».

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اليوم ذكرى مرور 44 عاماً
Rizgar -

اليوم ذكرى مرور 44 عاماً على مجزرة قلعة دزة..صفحة اخرى من معاناة الكورد في الكيان العراقي الخبيث ....في الساعة العاشرة من صباح الـ 24 من ابريل 1974 ظهرت في سماء المدينة اربع طائرات من نوع ( سوخوي ) مع طائرتان من نوع ( توبوليف) روسيتا الصنع وامطرت المدينة بمختلف انواع الذخيرة الحربية من صواريخ وقنابل فوسفورية ورشقات من مدافعها الرشاشة واختتمها ببضعة قنابل نابالم حارقة (محظور استخدامها دولياً) ، لتترك المدينة بعد نحو ساعة من القصف المكثف وقد ارتكبت مجزرة مروعة ، فغدت شوارع المدينة وازقتها ، دوائرها الرسمية والمباني المخصصة للجامعة واحيائها السكنية بركة من دماء اكثر من 350 ضحية بريئة و 750 جريحا باصابات مختلفة الى جانب الاضرار المادية الجسيمة التي لحقت بالمباني والطرقات والاسواق . وفي عام 1989 وفي اعقاب عمليات الانفال العربية عادت الكيان الخبيث ودمرت المدينة تدميرا كاملا ونسفتها عن بكرة ابيها اسوة بعشرات المدن الاخرى وآلاف القرى في اقليم كوردستان وهجّرت اهل قلعة دزة الى مجعات قسرية في الجنوب العراقي .