أخبار

والده ظل يصرخ أمام المستشفى حتى فارق ابنه الحياة

المغرب: المطالبة بفتح تحقيق بشأن وفاة طفل نتيجة الإهمال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مراكش: طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسلن فرع المنارة بمراكش (جنوب المغرب) بفتح تحقيق في شأن وفاة طفل بمستشفى أمراض الدم و السرطان بالمركز الإستشفائي محمد السادس الخميس الماضي. 

ووجهت الجمعية رسالة لوزير الصحة المغربي أنس الدكالي وكذا الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بمراكش، تلقت  «إيلاف المغرب» نسخة منها، تطالب من خلالها ب »محاسبة كل من أخل بمسؤولياته في تقديم الخدمات الصحية للطفل (ع. و ) ، ذي الثلاث سنوات ».

وحكى أب الطفل عادل ل"إيلاف المغرب "تفاصيل المأساة التي عاشها أثناء فقدان ابنه عند مدخل المركز الإستشفائي محمد السادس بمراكش، وهو يتلوى من شدة الألم ويتمتم بصوت متقطع  « أبا أبا أبا… » إلى أن فارق الحياة بين ذراعي أبيه.

في 31 مارس الماضي ذهب الأب إلى المركز الإستشفائي محمد السادس بعد أن لاحظ ان ابنه عادل لا يقوى على تحريك يده اليمنى، وبعد إجراء التحاليل اللازمة اخبروه أن ابنه مصاب بورم سرطاني في كتفه الأيمن، و أن عليه أن يتوجه لمستشفى أمراض الدم و السرطان التابع للمركز الإستشفائي.

حمل الأب طفله من جديد إلى مستشفى أمراض السرطان، وهناك قالوا إنه يحتاج لعلاج كيميائي، فطلبوا منه أن يعود أدراجه إلى أن يتصلوا به. مكث الأب أياما ينتظر اتصال المستشفى، وكانت حالة الطفل تسوء يوما بعد يوم و يده تتورم. لم يعد يقوى على تحمل منظر الصغير وهو يتألم خاصة بعد أن أصيب بنزيف حاد بسبب العملية التي خضع لها لتهييئه للعلاج الكيميائي، فقرر من جديد التوجه نحو المستشفى، الأربعاء الماضي.

في كل رحلة صوب المستشفى كان على الأب أن يقطع مسافة 60 كيلومترا تقريبا رفقة طفله المريض، من بينها 20 كيلومترا عبارة عن  طريق غير معبدة، معتمدا على وسائل نقل شبه منعدمة، حيث يقطن في قرية الأوداية التي تبعد بأزيد من 30 كيلومترا عن مراكش.  

في مصلحة المستعجلات منحوه ورقة تحمل الرقم 12 وهو دوره في طابور طويل من المرضى الذين ينتظرون فرصتهم في الكشف و العلاج. صرخ الأب بكل قوته « ابني يموت.. لا يمكنني الإنتظار.. » بيد ان صرخته لقيت اللامبالاة. 

حمل ابنه من جديد وتوجه صوب إحدى الجمعيات الخيرية بعد أن دله أحدهم عليها هناك. تكفلت الجمعية بنقله صوب ثلاث مصحات، ولما تعذر الكشف عنه من قبل طبيب مختص، عاد الأب يوم الخميس يطلب من المستشفى أن يعيدوا له  الملف الطبي الخاص بابنه حتى ينقله لمصحة خاصة، وبينما كان يصرخ ويلح في طلبه، أغمض الطفل عادل عينيه إلى الأبد و صوته بالكاد يسمع .

و اعتبرت الجمعية أن وفاة الطفل عادل في ظروف مماثلة تؤكد تردي الوضع الصحي بمدينة مراكش، مؤكدة أن الحق في الصحة و العلاج حق اجتماعي من مشمولات حقوق الإنسان المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و العهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية الذي يعد المغرب طرفا فيه، و هو ملزم بتطبيق مقتضياته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف