أخبار

تضم سوريا والعراق واليمن ولبنان

خارطة شرق أوسطية مفصلة لرد إيران إذا ألغى ترمب الاتفاق النووي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء قراره بشأن الاتفاق النووي مع إيران الذي وصفه بالجنون، وبأنه أسوأ قرار على الاطلاق. في هذه الأثناء، وصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى واشنطن في محاولة لإقناع ترمب بعدم استئناف العقوبات ضد إيران، وبذلك إعلان الاتفاق لاغيًا من الناحية العملية. 

قال جونسون إن التخلي عن الاتفاق سيطلق سباق تسلح جديدًا في الشرق الأوسط، ويحرر إيران من القيود المفروضة على برنامجها لانتاج سلاح نووي. ومن الجائز أن يحدث الآتي في حال إلغاء الاتفاق.

برنامج إيران النووي

حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن الولايات المتحدة ستدفع ثمنًا باهظًا إذا ألغى ترمب الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وإذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، ستقول إيران إنها في حلّ من الالتزامات التي تعهدت بها، وتستطيع العودة إلى تخصيب اليورانيوم كما في السابق. 

كانت إيران توقفت عن إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة وتعهدت بأن تكون نسبة التخصيب في حدود 3.6 في المئة بموجب الاتفاق. كما تنازلت عن القسم الأعظم من مخزونها طبقًا لإتفاق عام 2015.

وقال علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية، اخيرًا إن إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى منه قبل الاتفاق. 

سوريا

إيران ضالعة في حماية نظام بشار الأسد بتدخل واسع في حربه ضد المعارضة السورية منذ عام 2012، وحزب الله اللبناني المدعوم من طهران معروف بدوره في مساندة قوات النظام وتغيير موازين القوى على الأرض. كما سلحت إيران آلاف المقاتلين في ميليشيات شيعية لدعم النظام. 

أثار هذا التدخل غضب إدارة ترمب وحلفائها الذين ينظرون بقلق إلى تداعيات العربدة الإيرانية على الاستقرار في المنطقة ويبحثون عن طرائق إضافية للضغط على إيران. 

لكن محللين يرون أن الغاء الاتفاق النووي لن يبقي لدى إيران حافزًا يشجعها على لجم الميليشيات التي تقاتل في سورية حيث يمكن أن تسبب متاعب لحلفاء الولايات المتحدة أو حتى القوات الاميركية المتمركزة في شمال سوريا وشرقها لدعم المقاتلين الكرد.  

العراق

ما يُقال عن سورية يصح على العراق، حيث تدخلت إيران بقوة عندما اجتاح تنظيم داعش مناطق واسعة من العراق في عام 2014. وقامت إيران بتدريب وتسليح فصائل كبيرة من تشكيلات الحشد الشعبي.

إذا أُلغي الاتفاق النووي، تستطيع إيران أن تحرك فصائل الحشد الشعبي الموالية لها للتصعيد ضد الوجود الأميركي، وحتى تنفيذ هجمات ضد المستشارين الأميركيين في العراق. 

يمكن أن تتخذ هذه العمليات شكل هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون والعبوات المزروعة على الطرق من دون أن تعلن ميليشيا معينة مسؤوليتها عنها، الأمر الذي سيتيح لإيران أن تنفي أنها غيرت موقفها بتفادي الاشتباك المباشر مع القوات الأميركية في العراق. 

لبنان 

أعلن حزب الله في العام الماضي أن أي حرب تشنها إسرائيل ضد سورية ولبنان ستكون سببًا لتعبئة آلاف المقاتلين من بلدان عدة، بينها إيران والعراق في اشارة إلى أن ميليشيات مدعومة إيرانيًا يمكن أن تدخل لبنان لمساعدة حزب الله.

فاز حزب الله وحلفاؤه بأكثر من نصف مقاعد البرلمان في الانتخابات النيابية اللبنانية الأحد، وهو يتعامل الآن مع خصومه السياسيين وفي مقدمتهم زعيم تيار المستقبل ورئيس الوزراء سعد الحريري. 

لكن، إذا أُلغي الاتفاق النووي، تستطيع إيران الإيعاز لحزب الله أن يوقف تعامله مع الخصوم السياسيين في تطور يعتقد محللون أنه يمكن أن يزعزع استقرار لبنان. 

صرح البروفيسور هلال خشان، استاذ الدراسات السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت، لوكالة رويترز: "حزب الله يتحكم بالسياسة اللبنانية، وإذا فعلوا ذلك فانه سيكون تحرشًا خالصًا". 

اليمن 

لم تعترف إيران يومًا بتدخلها العسكري المباشر في اليمن، لكن مراقبين يقولون إنها تمد المتمردين الحوثيين بالصواريخ وبأسلحة أخرى، وأن الحوثيين استخدموا هذه الصواريخ ضد السعودية مستهدفين منشآت نفطية. 

يقول مؤيدو الإبقاء على الاتفاق النووي إنه منع تصاعد النزاع في اليمن إلى حرب سافرة. وإذا أُلغي الاتفاق، ستتمكن إيران من زيادة دعمها للحوثيين وبذلك زيادة خطر اتخاذ إجراءات مضادة أو رد مباشر من السعودية وحليفاتها في الخليج مثل الإمارات. 

دول أخرى

ليست الولايات المتحدة الدولة الوحيدة الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران. وستتأثر ردة فعل طهران بموقف الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق من انسحاب واشنطن.

من العوامل المؤثرة هنا المدى الذي ستسمح فرنسا وبريطانيا وألمانيا لشركاتها بالاستمرار معه في التعامل مع إيران.  وأصبحت روسيا حليفة مهمة لإيران، تحميها من فرض عقوبات اضافية ضدها في مجلس الأمن، فيما عملت الصين على ضم إيران إلى مبادرة "الحزام والطريق" للتجارة والاستثمار. 

ربما تكون المحصلة صراع إرادات إذا أعادت إدارة ترمب العقوبات وهددت منتهكيها بمنعهم من استخدام النظام المصرفي الأميركي. ومن بين الدول الموقعة الصين، اكبر مستوردي النفط الإيراني، وهي وحدها القادرة على تحدي هذا المنع. 

 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط:

https://www.telegraph.co.uk/news/2018/05/08/will-iran-do-donald-trump-pulls-nuclear-deal/

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف