دولة حيادية ترتبط بعلاقات مع واشنطن وبيونغ يانغ
سنغافورة... خيار طبيعي لقمة ترمب - كيم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سنغافورة: تعتبر سنغافورة العصرية والآمنة والمنفتحة على الشرق والغرب معًا خيارًا طبيعيًا لاستضافة القمة التاريخية المرتقبة بين رئيس الولايات المتحدة والزعيم الكوري الشمالي المتقلبي المزاج.
وستستضيف هذه المدينة - الدولة المستقرة والنظيفة بإطارها الاستوائي، القمة المقررة في 12 يونيو المقبل بين دونالد ترمب وكيم جونغ أون، في لقاء هو الاول من نوعه بين رئيس أميركي في المنصب وزعيم كوري شمالي.
في 2015 استضافت سنغافورة لقاء تاريخيا بين الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس تايوان آنذاك ما ينغ-جيو هو الاول من نوعه بين الجانبين منذ انفصال تايوان عن الصين في 1949 وقطيعة استمرت عقودا.
ولديها خبرة ايضا في استضافة قمم واجتماعات اخرى لزعماء وقادة مثل القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماع السنوي لحوار شانغري-لا وهو منتدى دفاعي يجمع رؤساء وقادة دول ووزراء دفاع وكبار القادة العسكريين.
استنفار أمني عال
ويأتي منتدى هذا العام في فندق شانغري-لا قبل اسبوع من قمة ترمب وكيم، ما يعني أن سنغافورة ستكون في حالة استنفار أمني عال، ما يغذي التكهنات أن يكون هذا الفندق مكان استضافة القمة.
من وجهة نظر ترمب، فإن سنغافورة المراعية لقطاع الاعمال هي من بين اقرب الشركاء التجاريين والأمنيين في آسيا. والسفر إلى سنغافورة يجنب ترمب المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين التي ربما تبدو مكانا مريحا لكيم فيما قمة في بكين ربما تسمح للصين بممارسة سيطرة.
وقالت سارة تيو الخبيرة في الامن الاقليمي في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إن سنغافورة "لا تحمل عبئا تاريخيًا أو سياسيًا" كمواقع أخرى.
وستكون مقبولة ايضا لدى بكين، الحليف الكبير الوحيد لكوريا الشمالية والتي لا تزال تتمتع بنفوذ قوي لدى بيونغ يانغ. وطالما ارتبطت سنغافورة بعلاقات سلسلة مع الصين.
وذكرت مقالة في صحيفة ستريتس تايمز الصادرة في سنغافورة إن "قمة ناجحة ستكون مفخرة كبيرة لسنغافورة تزيد من شهرتها كمكان حيادي وللتعامل العادل".
تستوفي المتطلبات
قبل بضعة أشهر فقط كان المسؤولان يتبادلان الشتائم والتهديدات بالحرب، لذا سرت تكهنات عدة حول اختيار مكان حيادي وشملت أيضًا المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين والصين ومنغوليا.
لكن سنغافورة التي تشبّه أحيانًا بسويسرا نظرًا لعدم انحيازها ومركزها كعاصمة مالية، هي في موقع فريد إذ ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع كل من واشنطن وبيونغ يانغ، إضافة إلى سجل حافل من استضافة لقاءات حساسة.
وقال ليم تاي واي الباحث في معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية "كدولة حيادية وموضوعية مع مبادئ ثابتة في السياسة الخارجية، وكونها دولة صغيرة ليس لديها رغبة أو مقدرة على إلحاق الأذى بدول أخرى وبمصالحها، فإن سنغافورة تستوفي تلك المتطلبات".
أكثر الأماكن أمنًا
تعد هذه الدولة الجزيرة البالغ عدد سكانها 5,6 مليون نسمة إحدى أكثر دول العالم ثراء للفرد، ولديها جيش متطور وبنية تحتية أمنية قوية وتعتبر إحدى أكثر الاماكن على الأرض أمنا ومن الاقل فسادًا.
وموقعها بين دولتين أكبر حجمًا وتعيش فيهما غالبية مسلمة هما إندونيسيا وماليزيا، جعلها متيقظة إزاء أي عناصر إسلاميين متطرفين.
كما منع حكم الحزب الواحد منذ الاستقلال عن بريطانيا قبل نحو ستة عقود، المعارضة من إسماع صوتها ما أثار اتهامات للحكومة بالقمع ويستبعد إمكانية اي احتجاجات حول القمة.
كما أن وجود نخبة من الفنادق الفاخرة والمواقع الاخرى المحتملة التي يمكن مراقبة وضبط الفعاليات المنعقدة فيها، لعبت على الارجح دورا في ميل كيم لها فهو لن يرحب بأي مفاجآت.
وبين سنغافورة وكوريا الشمالية تاريخ -- أول شركة محاماة ومطعم للوجبات السريعة في بيونغ يانغ أنشأهما سنغافوريون -- رغم أزمة في العام الماضي عندما قطعت سنغافورة علاقاتها التجارية معها امتثالا لعقوبات دولية على بيونغ يانغ على خلفية برنامجيها النووي والصاروخي.