أخبار

عودة التوتر مع أميركا قد يكون دافعًا لتعاضد دولها

أوروبا تعاني عدم استقرار جراء الشعبوية والتقلبات السياسية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تشهد أوروبا انعدامًا للاستقرار جراء تقدم النزعات الشعبوية والحكومات غير المستقرة وأجواء البلادة في المشهد السياسي وتقلبات أسواق المال، لكن عودة التوتر مع الحليف التاريخي الأميركي قد يدفع بالقارة العجوز إلى التعاضد، بحسب محللين.

إيلاف: خلال هذا الأسبوع أعلن وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر في برلين أن "أوروبا توحي لي بشخص يقف على حافة الهاوية، وحتى أبعد من ذلك. لم تعد قدماه ثابتين على الأرض".

من قلبها الإيطالي إلى حدودها المجرية، تتعرّض أوروبا المعاهدات والتكامل للمشاكل، إما بسبب الأزمات السياسية التي تطيح بالحكومات أو تجعلها ضعيفة أو بسبب الناخبين، الذين يختارون قادة مصمّمين على رفض الأفكار التقليدية.

ناهيك عن أسواق المال التي تراقب بقلق كبير كل تطور جديد وتداعياته المحتملة، خصوصًا في إيطاليا، البلد المؤسس لليورو والمثقل بالديون.

في إسبانيا، سقطت الحكومة المحافظة بزعامة ماريانو راخوي الجمعة بعدما تخلى عنها شريك أساسي. في بريطانيا بالكاد تصمد حكومة تيريزا ماي، التي تعد لبريكست، بفضل تحالف ما، تمامًا كما في ألمانيا التي تقودها المستشارة أنغيلا ميركل.

في دول عدة يختار الناخبون حكومات شعبوية مناهضة للمؤسسات أو ينددون بالليبرالية السياسية والاقتصادية التي تحدد التوجهات في أوروبا: إيطاليا والمجر وتشيكيا والنمسا...

أسرة لا تعمل بشكل سليم
وكتب المؤرخ البريطاني تيموثي غارتون آش خلال هذا الأسبوع في صحيفة "الغارديان" ساخرًا إن "إيطاليا مصابة بانهيار عصبي، وإسبانيا تواجه مشاكل داخلية، وبريطانيا على وشك الخروج من الاتحاد، وألمانيا قابعة من دون حراك. تتحدثون عن أسرة لا تعمل بشكل سليم".

من جهتها قالت إيمانويل رونغوت الأستاذة المحاضرة في العلوم السياسية في جامعة مونبولييه (جنوب فرنسا): "يواجه الاتحاد الأوروبي أزمة تاريخية في عملية البناء".

إن كانت الأزمة اليونانية ألقت بظلالها، وهددت بتشتت مالي أوروبي، باتت المشكلة اليوم سياسية بحتة مع نخب غير مستقرة نتيجة الاستياء المتنامي للشعوب الأوروبية التي باتت مخدرة ومشلولة.

وقال سيباستيان مايار من معهد جاك دولور "مع هذا المشهد القاتم لم ينطلق المحرك الفرنسي-الألماني". أضاف "ليست هناك دينامية ولا شراكة ظاهرة" بين إيمانويل ماكرون، الذي يظهر طموحات كبرى، وميركل التي تبدأ ولايتها الرابعة مع غالبية ائتلافية وتتردد في اتخاذ خطوات لتكامل أوروبي أكبر إذا كان ذلك على حساب أموال ألمانية.

وقالت باسكال جوانين المديرة العامة لمؤسسة روبرت شومان: "ميركل باتت ضعيفة، وماكرون بات وحيدًا" لإعطاء دفع إلى مشروعه. ووصول إلى السلطة في روما ائتلاف بين حزب من اليمين القومي وآخر مناهض للمؤسسات، قد يزيد خطط الرئيس الفرنسي تعقيدًا، ويحرمه من حليف محتمل في المفاوضات الأوروبية.

ترمب الموحد؟ 
يرى جون سبرينغفورد من مركز "يوروبيان ريفورم" أن "إيطاليا المسمار الأخير في نعش إصلاحات ماكرون". أما مايار فيرى أن الائتلاف الإيطالي المنقسم أصلًا لا يشكل عائقًا أمام السياسة الأوروبية. وأضاف "مخاطر الوضع في إيطاليا هي المقاعد الشاغرة أكثر من الطاولات المقلوبة" في إشارة إلى الإطاحة براخوي.

لكن هناك في المقلب الآخر تحول لهذه النزعة الشعبوية قد يسمح لأوروبا بأن تنطلق من جديد. فقد يساهم دونالد ترمب من خلال تغيير كل القواعد المطبقة ومن خلال إعلانه حربًا تجارية على أوروبا، في إنعاشها.

وقالت جوانين "سينجح ترمب ربما في ما عجز عنه آخرون: توحيد الأوروبيين. ودانت ميركل "بقوة" الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن. وقال مايار "هذا الأمر يرغم على اللحمة، وقد تكلل المحاولة بالنجاح إذا سارت الأمور جيدًا بين فرنسا وألمانيا".

لكن حتى إن نجحت الحكومات في التعبئة ضد ترمب لن تكون قد عالجت جوهر المشكلة، كما قالت رونغوت، وهي "تفاقم عدم التناسق بين مطلب المواطنين والعرض السياسي". في ضوء هذا المنطق ستكون الانتخابات الأوروبية المقبلة في 2019 مهمة جدًا.

"يرتسم في الأفق وجهان لأوروبا، أوروبا ماكرون وأوروبا فيكتور أوربان" الرئيس المجري رأس حربة هذه التيارات السياسية المعارضة للبناء الأوروبي كما نعرفه إلى هذا اليوم.

وتعتبر رونغوت أن "الانتخابات الأوروبية ستكون مثيرة للاهتمام، وستركز أكثر على القضايا الأوروبية (من المسائل الوطنية كما كان تقليديًا حتى الآن). وخلاص أوروبا يترجم تحديدًا بمشاركة الشعب في هذه القضايا".
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عدم استقرار اوروبا سببه السياسة الحمقاء
للمؤسسة الحاكمة في اوروبا بتشجيع هجرة اللاجئين -

لو اوروبا تصرف لليونان ربع كمية الأموال التي تصرفها على اللاجئين لانتعش الاقتصاد اليوناني و لكن هم لا يريدون لليونان ان تنهض ، التذرع بالحاجة الى العمالة التي يبررون بها تسهيل هجرة اللاجئين تبرير كاذب او في أحسن الأحوال هو كللام حق اريد به باطل فَلَو هم حقا بحاجة الى ألعمالة لفسحوا المحال للعمالة الآسيوية و الهنود و امريكا الجنوبية الذين يملؤون دول الخليج و غيرهم و لكن المسألة هي رغبة المؤسسة آلتي تحكم في الظل لجعل اوروبا متعددة الاثنيات diversity و multiethnicity تريد استقدام المسلمين لانهم يعرفون ان المسلمين يرفضون الاندماج في المجتمع الاوروبي ، الشعوب الأوربية أكثرهم ناس سذج تنطلي عليهم الشعارات الانسانية التي تستخدمها وسائل الاعلام لتبرير هذا الغزو الاسلامي لاوروبا ! فقط القليلين يعرفون ما يحاك لاوروبا من خلف الكواليس يدركون ان الأقلية الدينية التي تحكم اوروبا تريد تفتيت النسيج الاجتماعي لاوروبا و خلق مكونات تتصارع مع بعضها ، العمال الاسيويين مساكين و على استعداد للاندماج مع المجتمع الاوروبي هؤلاء لا يخدمون مخطط المؤسسة الحاكمة ، انها يريدون وجُود إسلامي قوي في آوربا حتى يستعملونهم كاداة في محاربة التيارات القومية. الدينية و حتى يضمنوا عدم خروج هتلر جديد يعيد المجازر التي تعرضوا لها ، فرق تسد و هكذا يضمن ن بقاء سيطرتهم على اورربا

أسرة لا تعمل بشكل سليم
سوري -

الاوربيين ملوا من السياسيين المنافقين. من أخطر أنواع النفاق وأكثرها مقتاً ورفضاً وأشدها تدميراً هو النفاق السياسي بكل أشكاله، ولكن أقسى وأخطر أشكال النفاق السياسي وأشده دماراً هو نفاق الرأي العام. ومن صوره السعي إلى كسب ود المجتمع بمجاملته ومداهنته على حساب الواقع والحقيقة، وبالتالي على حساب مستقبل نموّه وتقدمه. ومن أساليب المنافقين السياسيين التستر خلف بعض الأعمال المشروعة لتحقيق غاياتهم الفاسدة والإضرار بكل من حولهم. وهنا يجب أن يتنبّه الغافلون إلى طبقة أصحاب المصالح باعتبارهم الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن وسلامة الدول ،

حتى انت يا بروتوس
سلوان عبد القادر -

الى المعلق رقم واحد... ما كتبته هو استنساخ لأفكار اليمين المتطرف في أوروبا التي باتت تسمى الان بالحركات الشعبوية. واقصد هنا هو الإيحاء بان أوروبا تستقدم المسلمين لسياسات تحاك في السر من قبل طبقة سياسية معينة. الحقيقة ان الطبقات السياسية كلها هي رافضة لوجود الأجانب بصورة عامة والمسلمين بصورة خاصة في أوروبا بل وهم يرفضون حتى انتقال العمالة من أوروبا الشرقية الفقيرة الى بلدان أوروبا الغنية وان حدث هذا فهو بالقسطاط وللحد من ارتفاع أسعار العمالة في أوروبا الغربية بما يؤثر على تنافسية منتجاتهم امام السلع الاسيوية التي باتت تستولي على السوق بالتدريج. مشكلة أوروبا ترجع الى مشاكل قومية واقتصادية وديموغرافية واستعمارية متراكمة من قرون خلت وحربين عالميتين طاحنتين وفي فترات زمنية لم يشكل فيها المسلمون ربما سوى 1% من السكان. فالتركيز على المسلمين هو ليس سوى اطلالة للوجه القبيح لأوروبا في الوقت الذي تحاول فيه لبس قناع التحضر. المؤلم في الامر هو ان المهاجرين من بعض الأقليات الدينية او القومية او الطائفية سرعان ما يركبون الموجه ويوجهون سهامهم الى المسلمين تملقا وتمسحا بأقدام الاوربيين ليحققوا مكاسب انتهازية نابعة من شعو بالنقص والدونية وكما قال الشاعر : ذو العقل يشقى بنعيم عقله واخو الجهالة بالشقاوة ينعم.

ان انت اكرمت اللئيم تمرد،و إتق شر من احسنت اليه
الاوروبيين اغبياء و سذج و لم يسمعوا بهذا الأقوال -

الأوربيين فقدوا البصيرة و الحكمة بعد ان الحدوا و تخلوا عن المسيح الذي هو النور الذي ينير الطريق ً هم الان يتخبطون و انطلت عليهم الشعارات الانسانية و فتحوا أبوابهم لاناس مسلمين حاقدين على الاوروبيين و انت قد تكون واحدا منهم ، انت تناقض نفسك في تعليقك و تعليقك غير منطقي فإذا كانت الطبقات السياسية كلها رافضة لوجود الأجانب فمن الذي يجبر الاوروبيين على فتح أبوابهم للمهاجرين المسلمين الذين يعلنون على الملأ بأنهم يرفضون القيم الأوروبية و يرفضون الاندماج مع المحتمع الاوروبي و يتمسكون بدينهم الاسلامي و هذا يعني تمسكهم ( و انت واحد منهم )بالعداء للكفار و للمواطن الاوروبي العادي ! من الذي له مصلحة في تفتيت نسيج المجتمع الاوروبي ؟ اذا كانت المؤسسة الحاكمة في الغرب ضد الأجانب فلماذا يحاربون الأحزاب الوطنية القومية ( التي تسمى زورا و بهتانا باليمين المتطرف - المفروض ان تسمى بالوطنيين المخلصين لبلادهم و لشعوبهم )، الأوربيين العاديين كثيرين منهم اغبياء يتصورون انه يمكن للمسلمين ان ينسوا حقدهم و عداءهم لاوروبا بعد ان يعيشوا بين الأوربيين و يلمسوا التعامل الإنساني و الخدمات التي تقدم لهم ناسين ان الذي يقدس أشخاص قتلة و يعتبرهم رحمة و قدوة له ان هذا الشخص لا منطق له و لا يمكن ان تفيد التعامل الإنساني معه في ازالة حقده على الكفار الأوربيين ، لو عندك قليل من المنطق و عدم الازدواجية لعلى الأقل أعربت عن امتنانك للاوروبيين الكفار الذين فتحوا أبوابهم لأمثالك في الوقت الذي رفضت فيه الدول الاسلامية قبول لجوءكم عندها ، و حقهم الدول الاسلامية يرفضون منح اللجوء لاخوانهم في الدين لانهم يعرفون انه لا ينفع الأحسان معهم و يعرفون البئر و غطاه وهم يتقون شر من يحسنون اليه ، يبدو ان الاوروبيين لم يسمعوا بهذا المثل بينما أبناء جلدتكم يعرفون هذا المثل لانه صادر من مجتمعهم و يعرفون انهم اذا أحسنوا إليكم فستقابلونهم بالشر مثلما تفعل انت حاليا و يفعل اخوانك الإرهابيين من اعمال قتل الاوروبيين في المترو و الشوارع ، نحن لا نتمسح بالاوروبيين بل انتم تتمسحون بأقدام الاوروبيين و تتوسلون اللجوء الى اوروبا ، التركيز على المسلمين دون غيرهم من الاديان هو لان المسلمين وحدهم دون غيرهم هم يرفضون الاندماج في المجتمع الاوروبي و لان الدين الاسلامي هو في حالة خرب دائمة مع الكفار و يحث صراحة على معاداة الكفار و يم