ترمب وكيم.. الشبيهان المتناقضان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سنغافورة: تعد القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون واحدة من اللقاءات الدبلوماسية التي كان حصولها حتى الامس القريب الاقل احتمالا، وهي تجمع شخصيتين متعارضتين تماما، لكنهما في الوقت ذاته تتشاركان في أوجه شبه عديدة.
واعتبر ترمب الرئيس الأميركي الأكبر سنا الذي يتولى سدة الحكم في الولايات المتحدة لدى تنصيبه قبل أكثر من 500 يوم. وهو يحتفل بعيد ميلاده الثاني والسبعين الخميس.
أما الزعيم الكوري الشمالي فلا يزال في منتصف الثلاثينات من عمره ويعد بين أصغر رؤساء العالم، وذلك بعد قضائه أكثر من ستة أعوام في السلطة. وتم اختيار كيم كوريث للسلطة بعد استبعاد أخيه الأكبر غير الشقيق حيث جرى تحضيره على مدى سنوات لتولي رأس الهرم السياسي في بيونغ يانغ.
وفي دولة الحزب الواحد حيث تشير المجموعات الحقوقية إلى أن عشرات الآلاف يقبعون في معسكرات اعتقال سياسي، لا يعيش كيم قلق الانتخابات ولا يخاف من عناوين الصحف في اليوم التال، ولا من داع للرد عليها عبر "تويتر".
في المقابل، وصل ترمب إلى البيت الأبيض اثر مسيرة مهنية في مجال تطوير العقارات وتلفزيون الواقع، اتبعها بحملة رئاسية شعبوية غير مسبوقة هزت المؤسسات السياسية التقليدية في الولايات المتحدة.
ومع أنه القائد الأعلى في بلاده، لا يحمل كيم لقب رئيس، حيث أن هذا المنصب مقتصر على جدهمؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغالذي توفي عام 1994.
البحث عن الولاء
لكن الزعيمين يتشاركان بعض أوجه الشبه. فقد عاشا حياة رفاهية وانخرطا في مهن عائلتيهما وعينا أقارب موثوقين في مناصب مهمة. ويعد ارتباط نسب كيم بجده كيم ايل سونغ أساس شرعيته. وتروج بيونغ يانغ لأوجه الشبه بينهما في الشكل والتصرفات وحتى خط اليد.
وبرزت أخته كيم يو جونغ كأقرب مساعديه. وكانت مندوبته إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الشطر الجنوبي وبقيت إلى جانبه طوال قمته الأولى مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي ان ورافقته إلى الصين للقاء الرئيس شي جينبينغ.
وحضرت يو جونغ إلى سنغافورة مع شقيقها بعدما سافرت على متن طائرة أخرى للحفاظ على ديمومة الحكم في حال وقوع كارثة. من جهته، كان والد ترمب مطور عقارات صنع نفسه بنفسه. وعين الرئيس ابنته ايفانكا كمساعدة وزوجها جاريد كوشنير كمستشار مقرب فيما لعب نجله دونالد جونيور دورا في حملته الانتخابية.
وأكد كل من كيم وترمب أنهما غير مستعدين للمساومة في ما يتعلق بإظهار الولاء.
وفي غضون شهر يلي الثامن والعشرين من شباط/فبراير، أقال ترمب أو خسر خدمات مديرة الاتصالات في البيت الأبيض هوب هيكس، وكبير مستشاريه الاقتصاديين غاري كوهن، ومستشار الأمن القومي هيربرت ريموند ماكماستر، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، إضافة إلى وزير شؤون قدامى المحاربين ديفيد شولكن.
وعين كيم مؤخرا مديرا جديدا "للمكتب السياسي العام" التابع للجيش وهو ملازم "موثوق بشكل كبير" في حين عزز سلطته على كل من حزب العمال الحاكم والجيش عبر التخلص من أي منافسين محتملين دون رحمة.
وكان من أبرز ضحاياه زوج عمته جانغ سونغ ثايك الذي أعدم عام 2013 وندد به الإعلام الرسمي واصفا اياه بـ"الحثالة البشرية المشينة" حيث اتهم بارتكاب عدة جرائم واخطاء سياسية.
والعام الماضي، تم اغتيال أخيه غير الشقيق كيم جونغ نام في وضح النهار باستخدام غاز مميت للأعصاب في مطار كوالالمبور الدولي في عملية أكد معظم المحللين أن بيونغ يانغ دبرتها.
"سيتوافقان"
ويتشارك الرجلان الشغف بالتصريحات الرنانة حيث وصف كيم الرئيس الأميركي العام الماضي بأنه "مصاب بالخرف" في حين أطلق الأخير عليه لقب"رجل الصاروخ الصغير". لكن في وجهه الدبلوماسي الجديد بدا كيم الذي أجرى أول زيارة له إلى الخارج منذ ست سنوات في مارس، مهذبا ومحترما وحتى جذابا في اجتماعاته مع رئيسي الصين وكوريا الجنوبية.
وقال الاستاذ في جامعة "يونساي" جون ديلوري "أعتقد أنهما سيستمعان إلى بعضهما البعض. أعتقد أنهما سيتوافقان". وإضافة إلى تصدر ملف الأسلحة النووية جدول أعمالها، يتوقع أن تشهد قمة سنغافورة مصافحة طويلة.
ولدى كيم وترمب عادة الإمساك بأيدي الزعماء الذين يصافحونهم حيث فعلها الرئيس الأميركي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. من جهته، أمسك كيم بيد مون لعدة دقائق في ختام أول قمة عقدت بينهما.