20 قتيلا في هجوم استهدف محتفلين بالهدنة بين الحكومة الافغانية وطالبان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جلال اباد: قتل 20 شخصا على الاقل عندما فجر انتحاري نفسه في حشد يضم عناصر من طالبان وقوات الأمن ومدنيين كانوا يحتفلون بوقف غير مسبوق لإطلاق النار في افغانستان السبت، بحسب ما أفاد مسؤولون.
وجاء الهجوم مع إعلان الرئيس الافغاني أشرف غني تمديد وقف لإطلاق النار مدته أسبوع مع حركة طالبان مع استمرار صمود هدنة عيد الفطر.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الهجوم الذي أسفر كذلك عن إصابة 16 شخصا كانوا يحتفلون بتعليق القتال في منطقة رودات في ولاية ننغرهار لكن مصدرا أمنيا افغانيا رجح وقوف تنظيم الدولة الإسلامية خلفه.
وقال الناطق باسم محافظ ولاية ننغرهار آية الله خوجياني لوكالة فرانس برس إن "انتحاريا فجر نفسه وسط مدنيين وقوات أمن وعناصر من طالبان كانوا يحتفلون بوقف إطلاق النار".
وأضاف أن 20 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 16 آخرون بجروح. وبينما أكد مدير الصحة في الولاية نجيب الله خاموال حصيلة القتلى، ذكر أنه تم نقل 25 مصابا إلى المستشفى.
وأعلن غني قرار حكومته تمديد وقف إطلاق النار في خطاب متلفز للأمة دعا فيه طالبان إلى تمديد وقف إطلاق النار من جانبها والذي تنقضي مدته الأحد.
وقال "أطلب من قوات الأمن البقاء في مواقعها الدفاعية" دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ولا يشمل وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة وينقضي يوم الثلاثاء تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي أول يومين من عيد الفطر، تعانق مقاتلو طالبان وعناصر الأمن الافغان والمدنيين والتقطوا الصور التذكارية مع بعضهم البعض في انحاء البلاد في مشاهد غير مسبوقة احتفالا بالهدنة.
- "تعبنا من الحرب" -
وفي منطقة باتي كوتي المضطربة في ننغرهاء، جال عناصر من طالبان بالسيارات والدراجات النارية حاملين أسلحة هجومية وقاذفات "آر بي جي" ورافعين الأعلام الافغانية إلى جانب رايات حركة طالبان.
وعايد عناصر الأمن الافغان الذين يديرون نقاط التفتيش عناصر طالبان وعانقوهم ووقفوا لالتقاط الصور مع الأشخاص ذاتهم الذين يحاولون عادة قتلهم، وهو مشهد لم يكن من الممكن تخيله قبل بضعة أيام فقط.
وتجمع أهالي القرية حول المتمردين وعانقوهم.
وقال قيادي محلي في الحركة عرف عن نفسه باسم "بابا" لوكالة فرانس برس "أنا هنا لأقدم التهاني لإخواننا في الشرطة والجيش. لقد التزمنا بوقف إطلاق النار بشكل جيد حتى الآن. تعبنا جميعا من الحرب وإذا أمرنا قادتنا بالابقاء على وقف إطلاق النار فنحن على استعداد للقيام بذلك إلى الأبد".
وأعلنت طالبان وقف إطلاق النار للأيام الثلاثة الأولى من عيد الفطر الذي بدأ الجمعة متعهدة بعدم شن اعتداءات على القوات الافغانية في مبادرة هي الأولى من نوعها منذ الاجتياح الأميركي عام 2001.
لكن الحركة أشارت إلى أنها ستواصل استهداف قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة.
وجاء ذلك بعدما أعلن الرئيس الافغاني أشرف غني أن قوات الشرطة والجيش ستوقف عملياتها ضد طالبان لثمانية أيام وذلك اعتبارا من الثلاثاء الماضي رغم تحذيره من أن العمليات ضد مقاتلين آخرين بينهم تنظيم الدولة الإسلامية ستستمر.
- أداة دعائية -
وتقع باتي كوت على الطريق السريع الرابط بين جلال أباد، عاصمة ولاية ننغرهار ومعبر تورخم الرئيسي المؤدي إلى باكستان المتهمة بدعم طالبان وتقديم ملاذ آمن لقادتها، وهو أمر تنفيه.
وتشارك الافغان عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها لعناصر من طالبان حول البلاد يتجمعون مع قوات الأمن والسكان المحليين بمناسبة العطلة.
وشكلت الصور الغريبة من نوعها أداة دعائية للجانبين لكنها فتحت نافذة أمل للافغان الذين أنهكتهم الحرب بإمكانية استمرار وقف إطلاق النار.
وكتب أحد مستخدمي "فيسبوك" ويدعى سعيد حسيب الله تحت صورة قال إنها تظهر عنصرا من طالبان يحتسي الشاي مع جندي افغاني "أنظروا، إنهم أخوة. لو أن قادتهم قدموا وجلسوا وتحدثوا كما يفعل جنودهم لتمكنوا من تحقيق السلام غدا".
بدوره، قال دبلوماسي غربي في كابول لوكالة فرانس برس إن اعضاء طالبان "استغلوا" الفرصة لإظهار شعبيتهم في أوساط المواطنين الافغان. وأضاف "هذا ليس أمرا سيئا إذا تمكنوا من اكتشاف فوائد الحوار كبديل للقتال".
ويتزامن الوقف غير المعهود في القتال بين الطرفين مع تأكيد غني أن زعيم حركة طالبان الباكستاني "مولانا فضل الله" قتل بغارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار.
وقال مسؤولون أميركيون إن القوات الأميركية استهدفت فضل الله في ولاية كونار قرب الحدود بين افغانستان وباكستان دون أن يؤكدوا مقتله.
وأشار الرئيس الأفغاني الى أن القادة الباكستانيين رحبوا بالعملية معتبرين انها "خطوة كبيرة نحو توطيد الثقة بين البلدين". وفي المقابل اكد غني انه طلب منهم دفع عناصر "طالبان الموجودين في أفغانستان إلى طاولة المفاوضات".
ويوم الثلاثاء، زار رئيس الأركان الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا كابول حيث التقى الرئيس الافغاني.