مهاجرو "أكواريوس" يصلون منهكين الى اسبانيا لكنهم متفائلون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بلنسية: وصل المهاجرون الـ630 على متن السفينة "أكواريوس" منهكين إلى اليابسة بعد تجوالهم طوال أسبوع في البحر المتوسط، غير أنهم يأملون في حياة أفضل في أوروبا، بحسب ما روى متطوعون تقاطروا بالمئات من جميع أنحاء إسبانيا لاستقبالهم.
وروت كارمن مورانو لوكالة فرانس برس "إنهم سعداء لوصولهم إلى بر الأمان، تغمرهم الحماسة والأمل وإن بدوا متعبين، غير أن الإحساس الأول يغلب على الثاني".
هذه الطبيبة الثلاثينية متطوعة في الصليب الأحمر على غرار حوالى ألف شخص آخر حضروا الأحد إلى مرفأ بلنسية، وهي قدمت من الأندلس (جنوب) لاستقبال المهاجرين الذين تم إنقاذهم قبالة سواحل ليبيا ونقلوا إلى إسبانيا بعدما رفضت إيطاليا ومالطا استقبالهم.
وكان المتطوعون متأهبين منذ الساعة 4,30 صباحا (2,30 ت غ) بانتظار دخول السفن الثلاث التي تنقل المهاجرين إلى المرفأ، فرست السفينة الأولى قرابة الساعة 6,30 (4,30 ت غ) بعد رحلة شاقة قطعت فيها 1500 كلم.
وكانت عشرات آليات الشرطة وسيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والحافلات لنقل المهاجرين منتشرة على المرفأ الذي ترسو عنده عادة العبارات، في منطقة حظرت على الصحافة والفضوليين حفاظا على خصوصية ركاب "أكواريوس".
وكانت كارمن مورينو مكلفة استقبال المهاجرين على المرفأ لمرافقتهم عبر مسارين، على ما أوضحت وهي تتناول وجبة طعام على وجه السرعة قبل وصول السفينة الأولى "داتيلو" والثانية "أكواريوس".
ويتم توجيه المهاجرين بصحة جيدة إلى "مسار أخضر" يقودهم مباشرة إلى لقاء مع شرطيين للتعريف عن أنفسهم قبل نقلهم في حافلات إلى مأوى.
كما هناك "مسار أحمر" مخصص للأطفال والحوامل والأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج، فيتم نقلهم أحيانا إلى مستشفى قبل وصولهم هم أيضا إلى مركز إيواء.
- أحذية وماء -
شرحت مورينو بارتياح أن "الوضع الصحي كان جيدا بصورة عامة" على متن سفينة داتيلو، وقد وزعت على المهاجرين رزما تحتوي على ملابس ومنشفة ولوازم صحية ومشط وفرشاة أسنان، فضلا عن أحذية في غالب الأحيان.
وتقول "إنهم يصلون بدون أحذية ولا جوارب، وهم بحاجة إليها لأن الطريق طويل من السفينة إلى الخيام" حيث تجري المقابلات معهم، كما أنهم بحاجة أيضا إلى ماء لأنه حتى لو أن السفينة الأولى وصلت عند الفجر، فإن عمليات إنزال المهاجرين تواصلت تحت أشعة شمس ازدادت حدة على مر الساعات.
وقامت حنان الأيادي، وهي امرأة شابة تسكن بلنسية، بنقل المهاجرين إلى الحافلات التي تقلهم إلى مراكز إيواء موقتة.
وتقول "إنهم يتحدثون إلينا ويروون لنا تجاربهم" مشيرة بصورة خاصة إلى طفل سوداني كلمها عن كرة القدم. وتابعت "قال لي إنه يعرف كامل فريق أرسينال".
وتم إحضار حوالى 500 مترجم لمساعدة المهاجرين، كما زارهم رجال دين. وروى الأخ باسكال الذي قدم مع رهبان دومينيكيين آخرين من دير نافالون على مسافة حوالى 70 كلم إلى جنوب بلنسية "اقتربت من شاب كان يشير لي إلى الصليب".
وقال له الفتى الإريتري إنه أقام في ليبيا سنتين بمساعدة صديق قبل أن يبحرا معا إلى أوروبا وتغيثهما السفينة "أكواريوس".
ويبدي المتطوعون ارتياحا رغم تعبهم، لكنهم على يقين بأن العمل الذي أنجزوه الأحد ليس سوى بداية الطريق. وختمت كارمن مورينو "لم ينته شيء بعد. المهاجرون سيذهبون إلى مراكز إيواء موقتة، وسنواصل العمل معهم. ثم يحين دور المساعدة الاجتماعية وطلبات اللجوء".