من عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قسراً
البطريرك عبود يحذٌر السياسيين اللبنانيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: ناشد بطريرك كنيسة الوحدة في العالم بنيامين الأول عبود، صانعي القرار في لبنان، ليحكموا ضمائرهم تجاه النازحين السوريين، محذرا الأصوات المطالبة بعودتهم إلى سوريا قسراً في ظل اتون الحرب هناك، من المساءلة الدولية في هذا الشأن.
كثر الحديث في الآونة الأخيرة، عن اللاجئين السوريين ووجودهم في لبنان، وضرورة عودتهم إلى بلدهم، وتحدثت شهادات حية عن عدم استطاعتهم العودة في ظل الظروف الحالية رغم مطالبات بعض السياسيين اللبنانيين ومحاولتهم ممارسة الضغوط على الأمم المتحدة.
وبهذا الشان حذّر رجل دين مسيحي بارز السياسيين اللبنانيين من مساءلة دولية ومحاكمات تطالهم، وتستهدف حتى بعض رجال الدين الذين يفضلون ما أسماه "البازار السياسي" على حماية اللاجئين الضعفاء
بطريرك كنيسة الوحدة في العالم
وفِي حديث خاص لـ" ايلاف " بشان اللاجئين السوريين، رفض البطريرك بنيامين الأول عبود، بطريرك كنيسة الوحدة في العالم، أن يتم توطين اي نازح او لاجئ في لبنان، "لأن الواقع الديموغرافي اللبناني لا يحتمل أية عمليات توطين لأحد غير اللبنانيين".
واعتبر "أن القوى الأمنية اللبنانية تبقى قادرة على معرفة من يحتاج حماية الدولة اللبنانية ومن يستفيد من الإعانات الدولية وهو ليس بحاجة لأي لجوء إنساني أو سياسي".
ورأى أن "هذا الوضع يحتاج الى الكثير من الحكمة واحترام حقوق اللاجئين، والقوانين التي تلزم احترام حقوق الإنسان".
طرد السوريين
وشدد البطريرك على أنه "لا يجوز طرد العاملين في مجال حقوق الإنسان ولا يجوز طرد السوريين دون معرفة من يستطيع العودة ومن نضع حياته بخطر منهم في حال تم إرجاعه قسراً الى سوريا".
وأضاف "علينا أيضاً ألا ننسى كيف تم استقبالنا في سوريا خلال الحرب الأهلية وخلال الحرب التي اندلعت في شهر تموز سنة ٢٠٠٦.".
وقال "نحن نرفض ان تستغل آلام السوريين ومعاناتهم كورقة سياسية يلوح بها هذا الطرف او ذاك لأهداف ومصالح سياسية بحتة "، معبرا عن أسفه لأن هذا " ما نلمسه اليوم من تصريحات المسؤولين اللبنانيين".
عودة آمنة
وأوضح البطريرك عبود أن "كل ذلك يأتي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا".
ولفت الى "أن من يرفع الصوت ليعيد اللاجئين السوريين إلى بلدهم، لا يستطيع أن يضمن أمن وسلامة من يريد عودتهم، وكأنه يزج هؤلاء في اتون الحرب التي هربوا منها قبل سنوات" .
وأشار الى أنه "علينا قبل ان نفكر بإعادة النازحين واللاجئين السوريين إلى بلدهم، وهم بالتأكيد اكثر شوقاً لتلك العودة وبدء حياتهم من جديد في بلدهم".
وتابع "علينا ان نبحث في أسباب تصريحات وتصرفات بعض المسؤولين اللبنانيين الذين يعرفون محبتي واحترامي لهم وخاصة اننا جميعا نعلم ما جعل من السوريين نازحين ولاجئين في دول الجوار ومنهم لبناننا العزيز ."
وقال " لَا أستطيع أن أجامل من سقطت انسانيته وفقد ضميره وروحانيته. ".
وأعرب عبود عن أمله "بإنهاء الحرب في سوريا وعودة السوريين اللاجئين الى وطنهم والمقاتلين اللبنانيين الى لبنان "ولكن سوريا اليوم لا تزال تعيش حرباً لا ترحم أحداً واحتلالاً لم يسبق له مثيل".
ضمائر اصحاب القرار
وناشد "اصحاب القرار في الدولة اللبنانية ان يحكموا ضمائرهم، في تعاملهم بقضية هؤلاء السوريين النازحين على أراضيها".
وحذر السياسيين اللبنانيين من "ما يحصل اليوم من بازارات سياسية في هذه القضية يرتقي لان يكون فضائح اخلاقية وانسانية تجاه شعب يعيش في محنة صعبة، ويؤدي إلى ملاحقة دولية ومحاكمة بعض السياسيين اللبنانيين، ورجال الدين الذين يفضلون البازار السياسي على من أوصى الله بحمايتهم".