باريس تنقل رسائل تحذيرية للبنان حول حزب الله
سفيرة فرنسا في إسرائيل: ستكون لنا سفارتان في القدس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: تلعب فرنسا دورا مهما في قضايا المنطقة الشائكة، وتسهم في إيجاد حلول لملفات الشرق الأوسط المعقدة لاسيما فيما يخص النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو ما تعتبره سفيرتها بتل ابيب، ملفا يصب في صلب عملها هناك، مشيرة إلى أن بلادها تمرر رسائل اسرائيلية لأطراف عربية كلبنان على وجه الخصوص.
أعربت السفيرة الفرنسية في تل أبيب عن تفهم بلادها للفلسطينيين خاصة بشأن تخوفهم من صفقة القرن التي يعمل على طرحها البيت الابيض لحل القضية الفلسطينية.
وترى السفيرة هيلين لاغال، خلال حوار موسع مع إيلاف، أن مسألة الخطوات الاحادية مثل نقل السفارة الاميركية من تل أبيب إلى القدس عقدت الامور.
مواقف فرنسية
وكشفت أن بلدها يمرر رسائل اسرائيلية لأطراف عربية وخاصة لبنان والقصد "حزب الله".
وانتقدت قيام الجيش الاسرائيلي باستخدام القوة المفرطة لتفريق مظاهرات العودة على حدود غزة وقالت ان جيشا عصريا يجب أن يعرف كيف يواجه تظاهرات دون أن يقتل الناس.
ودافعت السفيرة عن موقف بلادها الرافض للخطوة الاميركية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران مؤكدة أن فرنسا ستستمر في الحوار مع ايران للتوصل الى حل لهذا الامر.
اسرائيل - إيران - سوريا
وعن المواد السرية والمستندات التي كشف عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية، والتي جلبها الموساد من ايران، قالت انها مثيرة، الا انها ليست بالجديدة ولكن يجدر النظر فيها.
وعن الاحتجاجات الايرانية وضرورة تغيير النظام الايراني قالت السفيرة الفرنسية ان الشعب الايراني وحده هو من يقرر ذلك والتغيير لا يأتي من اطراف خارجية.
وبشأن سوريا بدت غير متفائلة ولكنها اكدت انه ان الاوان للعمل الجاد بين الجميع بما في ذلك اسرائيل لإيجاد حل سياسي في سوريا وقالت ان اسم الرئيس ليس مهما، مشيرة إلى اهمية ان يقرر الشعب السوري كيف ومن يحكمه.
ولمعرفة كيف ترى فرنسا جملة من القضايا العربية والدولية الحساسة، جالت إيلاف مع سفيرتها في تل ابيب وكان الحوار الاتي:
كيف ترون الاسرائيليين في هذا الوضع الآن في الشرق الأوسط لأنكم في مكان مثير للاهتمام جداً من كل النواحي. فهناك القضية الاسرائيلية والقدس والقضية الفلسطينية. فما رأيكم كسفيرة؟
- أعتقد أنه بالنسبة لسفير من أي دولة، فإنه من المثير للاهتمام أن يكون مستضافاً هنا في اسرائيل لسببين: الأول ذو صلة بإسرائيل نفسها، المجتمع، الاقتصاد، والعلاقات بين هذا البلد وبلدي، وهي مهمة جداً في مجالات متعددة.
المنطقة
والسبب الثاني ان لجميع نزاعات المنطقة تداعيات هنا، وبالطبع إن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني في صلب عمل السفير هنا، ولكنك تستطيع أن ترى ايضاً إن اسرائيل منغمرة جداً في سوريا، وتستطيع ان ترى ايضاً مسألة ايران في الشرق الأوسط بأكمله وهي موضع متابعة هنا في اسرائيل ايضا.
كما تستطيع أن ترى كيف تتعامل اسرائيل مع بلدان ترتبط معها بعلاقات مثل الاردن ومصر.
وتستطيع ان ترى من هناك ايضاً نوعاً من العلاقات بين اسرائيل وبعض بلدان الشمال وبالتالي فان هذا كله مثير للاهتمام جداً، وهو جيد حين تستطيع أن ترى كل ذلك، واعتقد إن من المهم حقاً أن يقرأ بلدي وعاصمتي ما نقوله من هنا مع النظراء الاسرائيليين، ولكن ليس فقط الحكومة.
والمثير للاهتمام هنا ايضاً إن لدينا نقاشات مع جميع أطراف الحكومة الاسرائيلية. فالموقف الرسمي مهم جداً ولكن هناك كثيرين ايضاً، في المجتمع كذلك وفي الوسط الأكاديمي.
ماذا عن الأحزاب الأخرى في الكنيست؟
- نعم، في الكنيست والأحزاب المختلفة، والمجتمع بما فيه من آراء مختلفة ومثيرة للاهتمام. ولذلك أقول عموماً، انه منصب دبلوماسي شيق للغاية، لي ولبلدي.
العلاقات الإسرائيلية بالدول
لديكم علاقات واسعة مع بلدان عربية ليس لها علاقة مع اسرائيل مثل السعودية أو دول في افريقيا، هل تحاولون إقامة شيء معها أيضاً، أو إيصال رسالة من الاسرائيليين اليها، أو منها الى الاسرائيليين كسفيرة فرنسية بسبب الحقيقة الماثلة في إن موقعكم مهم جداً هنا في هذه المنطقة لأن لديكم شيئاً من الماضي ايضاً في هذه المنطقة؟
- نعم، هذه هي نظرة اسرائيل الى فرنسا في كثير من الاحيان، لناحية علاقاتنا الطيبة مع بعض البلدان التي ليس لها علاقات مع اسرائيل، بما في ذلك بلدان مجاورة.
لبنان
مثل لبنان؟
- لبنان على سبيل المثال، ولكن ليس السفير، أي أني لا أنقل رسائل.
ولكن من الجائز أن يحدث وأتلقى من اسرائيل تحليلا ما، تحذيرات معينة، ونحن ننقل هذه الرسائل الى عاصمتنا باريس. التي بدورها تتحدث مع الجميع وتقرر أن تقول لبعض البلدان "انظروا ما يقوله لاسرائيليون لنا، هو ان هناك شيئاً يمكن أن يشعل حرباً، على سبيل المثال، وعليكم أن تنظروا في الأمر" ، ولكن ليس أنا من يقوم بذلك، بل حكومتنا، خاصة مع اللبنانيين.
ومع لبنان كثيراً ما تتحدث اسرائيل الى فرنسا لمساعدتهم على شرح ما يرونه بشأن الوضع في بلادهم، خاصة فيما يتعلق بالخط الأزرق والحدود البحرية، حيث نحن (فرنسا) لدينا القدرة على الحديث مع الجميع في لبنان، وربما نقل بعض الرسائل أو نقول للحكومة اللبنانية أو قطاع من المجتمع اللبناني ان اسرائيل مهتمة جداً بهذا الأمر أو ذاك.
خاصة في قضايا الحدود الآن ، بمعنى إن اسرائيل ستبني جدارا على الحدود بين اسرائيل ولبنان.
هل لدى فرنسا ما تقوله للإسرائيليين واللبنانيين في هذا الشأن، لأنه قد يتسبب في بعض المصادمات على الحدود، على الخط الأزرق؟
- نعم الخط الأزرق، تعلمون ان هناك بعض النقاشات في هذا الشأن، ولكن اميركا والأمم المتحدة هما الطرفان الرئيسيان للمساعدة في ترسيم الخط الأزرق بين البلدين.
وما نستطيع أن نقوله كفرنسا هو اننا نأمل إن هذا النقاش غير المباشر بين اسرائيل ولبنان سيؤدي الى اتفاق على النقطة الرئيسية، وليس الخط الأزرق نفسه فحسب، بل ايضاً الحدود البحرية لأننا نعرف ان هناك بعض التفسيرات المختلفة ونأمل بأن يتمكن البلدان من إيجاد أرضية مشتركة في هذا الشأن.
الملف الإيراني
والقضية الأخرى، قضية ايران، ليس سراً إن فرنسا وقفت ضد "إجراء ترمب" بانسحابه من الاتفاق النووي. ماذا تعتقدون سيحدث الآن بسبب هذا القرار، لأن شركاتكم لا تعمل الآن في ايران بسبب قرار ترمب؟ ماذا سيحدث؟ كيف ترون المستقبل بين ايران ومجموعة 5 + 1؟
- نعتقد ان هذا الاتفاق مع ايران هو في كل الأحوال جيد. وكنا دائما نقول ذلك، رئيسنا قال ذلك.
وسنحتاج الى اتفاق ذي اربعة اركان، احدها هو "خطة العمل الشاملة المشتركة"، كما هي الآن.
والركن الثاني ينبغي ان يكون إجراء نقاش مع ايران عن قضية الصواريخ الباليستية.
أما الركن الثالث فينبغي ان يكون بحث أعمال ايران في المنطقة.
والركن الرابع، البحث في ما بعد عام 2025، ماذا سيحدث بعد نهاية خطة العمل الشاملة المشتركة، وبالتالي يبقى صحيحاً إننا سنحتاج الى هذا الاتفاق ذي الأركان الأربعة، نحن سنلتزم بخطة العمل
الشاملة المشتركة، وما زلنا طرفاً فيها مع بلدان أخرى باستثناء الولايات المتحدة، ونريد ان تلتزم ايران بها، وسنتواصل معهم ليستمروا في احترام الاتفاق.
الشركات الأوروبية
لكنهم لا يريدوا ذلك، لأن البلدان الاوروبية الآن لا تستطيع العمل في ايران بسبب القرار الاميركي، وطهران تريد ان تأتي الشركات للعمل والاستثمار والربح هناك؟
- فيما يتعلق بشركات الاوروبية، فإنه ليس قراراً من الحكومة لأنها شركات خاصة.
نعم ولكن قرار ترمب يحظر عليها التعامل مع الايرانيين، وهي تريد التعامل مع الاميركيين ايضاً.
- نعم، بعضها يفضل الحفاظ على السوق الاميركية والانسحاب من ايران، وما من شركة تعمل مع اميركا تفضل البقاء في ايران، وبالتالي فانه قرارها، ما نحاول أن نفعله، هو إجراء نقاشات مع الاميركيين لبحث إمكانية بقاء هذه الشركات في إيران.
وثانيا، لدينا نقاشات مع الايرانيين ايضاً حول القضايا الاقتصادية بصفة عامة لأنها جزء من خطة عمل شاملة مشتركة، ولذلك فان ما نريده من الايرانيين هو ان يستمروا في التواصل وان يجروا حواراً معنا حول كل الجوانب، صحيح اننا نختلف معهم بشأن جوانب عدة، ولكننا نعتقد ان النقاش افضل دائما من قرار الانسحاب من الاتفاق أو أي شيء من هذا القبيل، ولذلك نحاول إبقاء خطة العمل على قيد الحياة مع البلدان الأخرى.
هل تعتقدون إن ذلك ممكن؟
- لا استطيع أن أقول ماذا سيحدث ولكننا نعتقد انه ممكن.
اجتماع نتانياهو - ماكرون
اجتمع نتانياهو مع الرئيس ماكرون الاسبوع الماضي وبحثا هذه القضية ايضاً. وكشف نتنياهو مواد جاءوا بها من ايران، تبين إن الايرانيين ما زال لديهم مشروع عسكري للبرنامج النووي.
هل يستطيع اقناع الرئيس ماكرون بذلك، لأنكم ما زلتم تتحدثون عن اتفاق مع ايران في حين اننا نرى نتنياهو وترمب يقولان ان الايرانيين ما زال لديهم مشروع سري؟
- نحن نعتقد ان المادة التي حصلت عليها اسرائيل من ايران مادة مثيرة جداً للاهتمام ولكنها تتعلق بالفترة التي سبقت بداية المحادثات حول خطة العمل الشاملة المشتركة، وكنا نعرف إن ايران تعد برنامجاً ولهذا السبب قررنا التواصل في هذا النقاش معها بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، ولأن طهران بدأت برنامجاً على وجه التحديد، فإن ما يقوله الاسرائيليون لنا مثيراً للاهتمام، ولكنه لا يغير تحليلنا لأننا كنا نعرف ان الايرانيين كان لديهم برنامج ولهذا السبب اجرينا محادثات معهم لنرى كيف نستطيع السيطرة على الموقف.
بعض البلدان قالت انه لا بد من القيام بشيء من قبيل تغيير النظام في ايران وعندها سيكون كل شيء على ما يرام. هل تتفقون مع هذا القول؟- لا أحد يغير النظام من الخارج.
مساعدة المواطنين في الداخل على تغيير النظام؟
- لا أدري إن كان ذلك هدف أحد، وفي حالتنا فانه ليس هدفنا، فشعب ايران وحده يستطيع أن يقرر ما يريد أن يفعله لمستقبله.
صفقة الجيل
فيما يتعلق بما حدث في غزة والضفة الغربية، ما رأيكم الآن حين يأتي مساعدا الرئيس ترمب، جيرالد كوشنر وجيسون غرينبلات ويقولان إن لديهما صفقة الجيل، هل تعرفون شيئاً عنها، هل أطلعكم الاميركيون على هذه الصفقة التي يحاولون عقدها بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟
- نحن نعرف أن ترمب قال في بداية انتخابه انه يريد أن يقترح صفقة بين اسرائيل وفلسطين.
ونعتقد ان الاميركيين لاعب مهم جداً للجمع بين الطرفين وبحث المستقبل، وإنهاء النزاع، ونحن ندعم هذه الفكرة بالارتباط مع الدور الاميركي القوي في القضية، وبالطبع نتحادث مع الجميع (الاميركيين والطرفين والبلدان الأخرى ذات العلاقة).
هل تتحادثون مع الفلسطينيين؟
- طبعاً نتحادث مع الفلسطينيين، فهم قلقون جداً بشأن هذه الخطة وبالتالي نحن نعتقد ان من المهم جداً ان يواصل الاميركيون دورهم في هذه القضية.
وفي الوقت نفسه، هناك بعض القضايا الأساسية التي بحثناها سابقا مثل حل الدولتين، أو حقيقة أن القدس يجب ان تكون عاصمة اسرائيل وعاصمة فلسطين على السواء، وهي قضايا اساسية يجب أن تكون في الخطة لكي تكون خطة عاملة.
نقل السفارة إلى القدس
هل تعتقدون ان هذه القضايا الأساسية لن تكون في هذه الخطة المحدَّدة لأنهم نقلوا السفارة من هنا الى القدس؟
- نحن قلنا حقيقة ان قرار ترمب نقل السفارة الى القدس لم يكن جيداً. ونقول ذلك لأنه إذا أردتَ أن تكون مفاوضاً نزيهاً، فيتعين أن لا تصدر حكماً مسبقاً قبل النقاش وألا تتخذ خطوات أحادية. لذلك كان اعتقادنا انها ليست فكرة جيدة، والقرار أطلق العديد من المشاكل في المنطقة كان من الممكن تفاديها، وسنرى الآن.
ولكنهم نقلوا السفارة الى القدس الغربية وليس القدس الشرقية.
- نعم، وحقيقة إنهم فعلوا ذلك يترك مجالا لإمكانية حل قضية القدس بكونها عاصمة الدولتين.
إذا كانت هناك امكانية ما لهذا الحل، هل ستنقل فرنسا سفارتها الى القدس الغربية؟
- إذا كان حصل اتفاق في يوم ما بين اسرائيل وفلسطين، وقرر الجميع أن القدس عاصمة الدولتين، فستكون سفارتان فيها.
السلام
هل أنت متفائلة أم متشائمة بشان ذلك، بوصفكِ شخصاً يعمل هنا؟
- أعتقد بأن المرء يجب ان يكون متفائلا في كل الوقت، لأنك حين تنظر الى الأوضاع بصفتك دبلوماسياً تعرف مواقف العالم، حين ظنوا ان السلام مستحيل ثم تحقق، حتى في بلدنا.
فنحن أمضينا سنوات في حرب مع المانيا وهي الآن أفضل حلفائنا، إضافة إلى بلدان اوروبية كانت في حرب طوال الوقت، وهي الآن تعيش بسلام منذ عام 1945.
انها اطول فترة سلام منذ الامبراطورية الرومانية، وبالتالي فان السلام يمكن أن يتحقق، يمكن أن يتحقق هنا ايضاً ، وموضوعياً هناك اسباب عديدة لذلك، وعلى سبيل المثال إن كل المناطق ستكون أغنى بالسلام، وهذا هو الجانب الايجابي، ولكن من جهة أخرى فان الوضع اليوم معقد للغاية، ولم يتحدث أي من الطرفين (الحكومة الاسرائيلية والحكومة الفلسطينية) مع الآخر منذ سنوات، الأمر الذي يعطينا سبباً للتشاؤم.
وأنتم تحدثتم معهما، وحاولتم أن يكون هناك ما يتحدثان بشأنه نظراً الى ان لفرنسا تأثيراً كبيراً وكنتم دائماً تزورون بيت الشرق حين كان مفتوحاً. و كنتم مشاركين في عملية السلام والآن لا نسمع بمشاركتكم بها.
- نعم قدمنا مبادرة العام الماضي وبالتالي فإنها ليست قديمة، وبعد أن حاول جون كيري أن يطلق مبادرة في عام 2014 وفشلت، تقدمنا نحن بمبادرة. والآن هناك مبادرة أمريكية تحدث عنها ترمب ونحن هنا للمساعدة، نستطيع أن نسهم بقسطنا ولكننا لا نريد أن ندخل في منافسة مع الولايات المتحدة. إذا كانت لدى الولايات المتحدة مبادرة سنتركهم يحاولون التوصل إلى اتفاق، ونحن لسنا هنا للتنافس بل لمساعدة كافة الأطراف، ولهذا السبب كانت لدينا هذه المبادرة العام الماضي، بعد أن قال الاميركيون "نحن فشلنا".
أحداث غزة
وبشان الوضع في غزة، وحدود القطاع مع اسرائيل كيف ترون أعمال الجيش الاسرائيلي؟ هل يجوز لدولة أن تدافع عن نفسها أم انها تستخدم القوة أكثر فأكثر بلا ضرورة؟
- نعتقد ان لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها واتخاذ القرار بأن تكون الحدود مغلقة ولكن طريقة اسرائيل في الرد على التظاهرات يجب أن تكون متناسبة. ويعني إن ما شاهدناه، لا سيما في 14 مايو/ايار ، بشان طريقة الرد الإسرائيل غير المناسب، حيث أوقعت الكثير من الإصابات.
وبذلك يكون من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها بما في ذلك في قضايا تتعلق بقطاع غزة ولكني أعتقد انك تستطيع ان تدافع عن نفسك من دون قتل الآخرين.
قال الاسرائيليون أن غالبية الأشخاص الذين قتلوهم كانوا ارهابيين؟
- لكننا ايضاً نُدين حين تطلق حماس صواريخ على السكان المدنيين في اسرائيل أو عندما يرتكبون اعمال عنف. نحن ندين ذلك ايضاً، ولكن رأينا ان بين الضحايا كما قالوا من عناصر حماس و رأينا ايضاً ضحايا دون سن الثامنة عشرة.
قال الاسرائيليون ان حماس تستخدمهم. وهم يعتبرون ان العالم كله ضدهم، ومن جهة اخرى حماس تستخدم شعبها دروعاً بشرية بحسب ادعائهم؟
- هذا جائز، ولكن الجيش العصري يستطيع أن يمنع التظاهرات دون أن يقتل الناس.
سوريا
إذا انتقلنا الى قضايا أخرى مثل القضية السورية نستطيع أن نرى الآن ان هناك اتفاقاً على بعض الترتيبات في جنوب سوريا، هل لكم دور في الاتفاق؟
- نحن ليس لنا دور مباشر.
ولكن لديكم قواتكم ، قوات فرنسية في سورية؟
- نحن لنا دور في سوريا بصفة عامة لأنه كما تعرفون ان هدفنا الأول هناك هو المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".
ضربات سوريا
وهذا مهم جداً لنا لأننا نحمي سكاننا بعد ان هاجمتهم هذه الجماعة في فرنسا مباشرة.
وعليه فان هذا هو السبب الأول في اننا بهذا النشاط في سوريا. والسبب الثاني هو اننا نعتبر انفسنا حماة الحظر المفروض على الهجمات الكيمياوية للنظام السوري لأنه استخدمها، ولهذا السبب وجهنا بعض الضربات، وهذا هو الشكل الثاني للتحرك.
والطريقة الثالثة ان هناك القضية الانسانية ايضاً، ومن المهم جداً أن نجد طرقاً لإيصال المعونة الى الناس بما في ذلك في سوريا.
والشكل الرابع هو العمل السياسي ونحن ندعو الى حل سياسي في سوريا ونعتقد ان الآن هو وقت إيجاده ولهذا السبب نحن نشيطون في سوريا.
في بداية المشاكل السورية سمعت أن فرنسا كانت دائما تقول أن الحل السياسي يجب أن يكون من دون الأسد. هل ما زالت فرنسا تفكر بهذه الطريقة أم انه تغير الى الاعتقاد بإمكانية إيجاد حل مع الرئيس الأسد؟
- ما نريده أن يضع الفرقاء إطاراً سياسياً. وحينها سيكون هناك دستور وانتخابات وسيكون للشعب السوري أن يقرر من سيقوده. وبالتالي فان الأهم من اسم الرئيس اننا نريد البدء بالاطار السياسي.
ولكن الروس يريدون أن يبقى الأسد رئيساً في سوريا.
ولكن ليس الروس أو الاميركيين أو الفرنسيين هم الذي يقررون بل الشعب السوري هو الذي يقرر.
الأميركيون يريدون شيئاً والروس يريدون شيئاً وأنتم تريدون شيئاً، ولا يبدو ان الشعب السوري قادر على أن يقرر الآن. من يساعد الأسد الآن، الروس والايرانيون أليس كذلك؟
- هناك عدة أماكن يُناقش فيها الوضع في سوريا، فهناك جنيف والمجموعة الصغيرة... وما نحاول أن نفعله (كما تقول فان بلداناً عديدة تبحث القضية) هو تنسيق هذه المنابر المختلفة ليتحاور الجميع مع بعضهم البعض ويجدوا طرقاً للتوصل الى اتفاق سياسي.
مبادرة جديدة
هل يمكن أن تتقدم فرنسا بمبادرة جديدة؟
- ما يفعله رئيسي هو الآتي: توجه مؤخراً الى موسكو للقاء الرئيس بوتين ويجري حواراً متواصلا مع الرئيس الاميركي وهكذا فانه يحاول أن يتحدث مع جميع الأطراف ذات العلاقة. كما انه يتحدث مع الرئيس الايراني وبالطبع مع اسرائيل وآخرين.
هل ترون إن لإسرائيل كلمة في الشأن السوري هم يقولون انهم لا يتدخلون في أي شيء وانهم ببساطة على الحدود؟
- اسرائيل شديدة الاهتمام بالوجود الايراني في سوريا وقالت علناً في مناسبات عديدة ان لديها خطوطاً حمراء وهذه الخطوط الحمراء ينبغي ان يأخذها الجميع في الاعتبار وبالتالي من المهم أن تعرف اسرائيل ما يجري في سوريا بوصفها دولة مجاورة.
وبالنسبة لفرنسا على وجه الخصوص، فان سوريا مهمة جداً أليس كذلك؟
- طبعاً. فهذا النزاع بأعداد الضحايا وعدد اللاجئين اولا في الاردن ولبنان وتركيا وثانيا في اوروبا هو النزاع الرئيسي في القرن الحادي والعشرين.
ونحن بصفتنا عضوا في مجلس الأمن وقوة كبرى في اوروبا ودولة الانتداب السابقة يكون هذا مهماً جداً لنا.
والآن هل ترون ان للبلدان العربية دوراً تلعبه في الوضع في سوريا لأنها في السابق كانت تقوم بدور كبير والان لا يبدو ان لها دوراً؟
- اعتقد ان الجميع لهم مصلحة في مستقبل سورية.
ولكن هل تحدثتم معها ليكون لها دور أكبر، ولإجراء محادثات مع الفرقاء هناك؟ أم ترون انها تتعامل مع الوضع بمفردها؟
- كلا، لكني اعتقد ان جميع بلدان المنطقة لها مصلحة في مستقبل سوريا وبحثنا ذلك معهم جميعاً.
هل سيكون لها دور في أي شيء؟ في الاطار لبناء شيء هناك؟ وأنا لا أتحدث عن التطورات العسكرية بل سياسياً.
- نعم ، يبدو ان جميع بلدان المنطقة لها مصلحة في مستقبل سورية السياسي. وهناك عدة بلدان عربية في المجموعة الصغيرة.
هل تعتقدون ان القضايا في سوريا ستُحل قريباً أم تحتاج الى وقت مثل القضية الفلسطينية؟
- لا أستطيع القول، لا أعرف ولكننا في كل الأحوال نشتغل عليها.
ولكن يبدو انكم لستم متفائلين بإيجاد حل في غضون سنة أو سنتين.
- لا أعرف، ولا أستطيع أن أقول لك ذلك.
هل هناك صعوبات كثيرة؟
- طبعاً، هناك ملايين القتلى والجرحى، وهذا العدد من اللاجئين، والكثير من الفصائل والبلدان التي لها ضلع، انه طبعاً وضع معقد.