أخبار

حركة النهضة تستنكر الدعاوى ذات الأبعاد الأيدولوجية

ويستمر الجدل التونسي حول إلغاء فريضة الحج

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نصر المجالي: لا يزال الجدل محتدما في تونس، مع ردات فعل متنافضة، وغياب موقف رسمي حاسم حول دعوات إلى إلغاء الحج وإصدار فتوى تبطله بـ"مسوغات اقتصادية وسياسية". 

وعبرت حركة (النهضة) الإسلامية في تونس في بيان مقتضب نشرته الحركة مساء الجمعة على موقعها الرسمي عن استنكارها لدعاوى تحث المواطنين على عدم أداء فريضة الحج. 

واعتبرت الحركة أن الموضوع مجرد "دعاوى معزولة ذات أبعاد أيديولوجية وأغراض شخصية لا تلزم إلا أصحابها"، وتشوش على العلاقات المتينة بين تونس والسعودية.

وكانت مطالب بعض الشخصيات الدينية بتونس بإلغاء الحج هذا العام لإرتفاع التكلفة فى ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد أثارت جدلا كبيرا على مدار الأيام القليلة الماضية. 

دعوى غريبة

وفاجأت نقابة الأئمة التونسيين، التى يرأسها الفاضل عاشور، دار الإفتاء بطلب أثار استهجان العديد تدعو فيه لإصدار فتوى بالتخلى عن فريضة الحج هذه العام، وتحويل مخصصاتها المالية لدعم المواطنين.

ونقلت جريدة (الصباح نيوز) التونسية إنه من منطلق المصلحة الشرعية لأموال المسلمين، فإنه من العيب أن يتوجه الحجاج إلى مكة، ويتناسوا احتياجات الجهات التونسية، ودعا الحجاج إلى أداء "الحج" إلى القيروان، لأنها جهة تعانى وبإمكانهم دفع التنمية فيها وفق تعبيره.

وأعرب الفاضل عاشور الكاتب العام لنقابة الإئمة عن مخاوف من عزوف بعض الحجيج عن أداء مناسك الحج بسبب غلاء الأسعار، مذكرا بأن حوالى 600 مترشح للحج عام 2014 تخلوا عن حقهم فى أداء الفريضة بسبب غلاء الأسعار.

ودعا عاشور، فى تصريح لوسائل إعلام تونسية، إلى ضرورة توعية الحجيج بأن هذه الفريضة تؤدى مرة فى العمر، وإلى ضخ أموالهم فى إنشاء صندوق للمساهمة فى التخفيض من مديونية الدولة، ولإحداث مواطن شغل أو إنقاذ عائلات من الفقر.

وأضاف: "أنتظر أن تصدر فتوى تقول بعدم جواز الحج لاعتبارات اقتصادية وأن يقوم الحاج بالإنفاق على ذويه والمحتاجين وأن ينجز مشاريع لعائلات فقيرة وأن يساعد عائلات وينفقها فى مسائل تساعد الدولة".

موقف شجاع

وتابع:"أنتظر أن يتم اتخاذ موقف شجاع وتاريخى من دار الإفتاء وأن تقوم بتوعية المواطنين وتستشهد بفتوى الإمام ابو الحسن الشاذلى الذى وافقه كل علماء عصره آنذاك".

ومن جانبه أعلن وزير الشؤون الدينية التونسى أحمد عظوم أن عدد المطالب المتصلة بموسم الحج للعام الجاري بلغ 236 ألف مطلب، مبرزا أن عدد الحجيج التونسيين للعام الجارى يبلغ 10892 حاجا مقابل 10374 حاجا سنة 2017.

ولفت الى أنّه تم التخفيض فى تسعيرة الحج وذلك إثر جملة من المفاوضات أدّت إلى إعفاء الحجيج من بعض الآداءات التى وظّفتها المملكة العربية السعودية على جملة من الخدمات المتصلة بالحج، وأشار فى تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنّ التخفيض كان فى حدود 213 دينارا و506 مليمات لكلّ حاج.

فتوى باطلة

وإلى ذلك، وردا على الدعوات بإلغاء الحج وإصدار فتوى تبطله، أكد مستشار وزير الشؤون الدينية حكيم عماري في تصريح لـ"عربي21" أن "نقابة الأئمة لا تمثل بأي شكل من الأشكال موقف وزارة الشؤون الدينية وأن دعوات رئيسها تلزمه شخصيا".

وأوضح: "شرعا لا يجوز الإفتاء في إلغاء فريضة، وما تقوم به هذه الجمعية نعتبره تشويشا على العلاقات المتينة التونسية السعودية وقد أبلغتنا السلطات سعودية عن استيائها من هذه الدعوات وغضبها، كما أن السفير التونسي بالسعودية سيقوم بتوضيح الأمر للجهات المعنية هناك".

تسعيرة الحج

وكانت تسعيرة الحج لهذه السنة شهدت ارتفاعا مقارنة بالموسم الماضي بزيادة بنحو ألفي دينار تونسي -760 دولارا- وتجاوزت الكلفة الجملية 11 ألف دينار تونسي أي ما يعادل 4 آلاف دولار.

وأكد العليوي: "وجود ارتفاع في الطلب على الحج خلال هذه السنة من قبل التونسيين وقد بلغ العدد الجملي للمرسمين لهذا الموسم 10 آلاف وتسعمائة و82 حاجا، بزيادة 608 حجاج مقارنة بالسنة الماضية"، مشددا على ما وصفه بـ"متانة العلاقات السعودية التونسية" وعدم إلغاء أي حجوزات خاصة بموسم الحج لهذه السنة من قبل التونسيين.

مواقع التواصل

وكان الجدل قد امتد لنشطاء التواصل الاجتماعي على إثر دعوة نقابة الأئمة لإبطال الحج لهذه السنة بين من أثنى على الدعوة ومن استنكرها.

وكتب الصحفي عبد العزيز هالي في تدوينة سابقة قائلا: "جملة فلوس الحج من تونس = 132 مليار ما يعادل 200 عمارة أو 1000 حافلة أو 60 مستشفى أو 650 شاحنة نفايات أو 100 معهد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الى الامام ياتونس
عراقي -

خطوه جيده للتقدم وبناء مستقبل مشرق للاجيال القادمه، يكفي دَجَل وسيطره مافيات الدين

من تراث الحج
جبار ياسين -

يحكى ان عام قحط مر على اهل بلاد الأسلام ثم جاء موسم الحج . ذهب الأغنياء زرافات يرفهون عن انفسهم في اسواق مكة حينذاك . كان بن يقطين رجلا عفيفا ، يتهجد في الليل وحده ولا يصلي في المسجد ، خوفا من ان يراه الناس يصلي فيضنون به مرائي . عزم ذلك العام على الحج ومضى مشيا . لكنه بعد ان قطع بعض الطريق شاهد نساءا يجمعن صبارا . يزلن عنه الشوك ويلتهمنه كغذاء . توقف واعطى مالديه من مال الى النسوة وعاد الى داره . في المدينة كان علي بن الحسين بن على ، الملقب بزين العابدين ، يحض الأغنياء على مساعدة الفقراء والمحرومين بمالهم بدل صرفه في اسواق مكة الباذخة . كان يدور بين احياء يثرب ، التي عمدها جده باسم المدينة ، على ناقة هزيلة الجسم ، يطعمها ماتيسر من شوك و اوراق الشجر . لم يحج زين العابدين ذلك العام وبقي في المدينة موزعا مال حجه على الفقراء . حينما عاد الحججاج بعد انقضاء الموسم جلسوا الى مجلس حفيد النبي . لم يبارك لأحد حجه . استغربوا وسألوه : يا حفيد الرسول من حج بيننا ؟ لم يجبهم بل صار ينظر الى السماء . حين الحوا عليه بجواب قال : لم يحج احد منكم . لم يحج احد غيري وناقتي وابن يقطين . ويكفي تجارة الحج هذه الحكاية .

الحج مثل الزكاة
د. ليث نعمان -

ليس فريضة. واجب على من استطاع اليه سبيلاً