خبير عد الغنى والتنوع الثقافي بافريقيا مصدر قوة
أصيلة: دعوات للحكومات الأفريقية باستثمار الثقافة في تحقيق التنمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أصيلة: أجمع المتدخلون في الجلسة الاخيرة لندوة الاندماج الأفريقي بموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 40، مساء السبت، على أهمية الأدوار التي يمكن أن تلعبها الثقافة في تحقيق الوحدة والاندماج بين دول القارة الأفريقية، مطالبين حكومات بلدانها بالمزيد من العناية والاهتمام بالثقافة ووأكد خالد الشكراوي، الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الأفريقية بالرباط، أهمية ومركزية دور الثقافة في توحيد القارة الأفريقية، معتبرا أن القارة "ما زالت في نفس النقاش ولم تؤسس لإنتاج ثقافي جديد قد يواجه التحديات الكبرى للمرحلة الحالية".
وقال الشكراوي إن "الموسيقى إحدى أهم الأمور التي تجمعنا بشكل أكبر، وتسمع أهازيجنا من الشمال إلى الجنوب وقد نرقص على الأهازيج من الشرق إلى الغرب دون أن ندري ولنا فيها بعض التداوي"، وأضاف "لا بد من معرفة بعضنا البعض".
وزاد الأكاديمي المغربي موضحا أنه في الكثير من الأحيان "قد نجهل بعضنا البعض وقد نعرف أوروبا أكثر من أنفسنا ونرى أنفسنا في مرآة الغرب التي قد تكون مغلوطة في بعض الأحيان"... حسب تعبيره.
ودعا الشكراوي الأفارقة إلى تجاوز المنطق السائد والانتقال إلى ما سماه "تبني بعضنا البعض وتجاوز منطق التسامح إلى منطق القبول بالغيرية والقبول بالآخر"، مشددا على أن القارة ينبغي أن تستفيد من دروس التاريخ وتستثمر المشترك والموحد لتقوية القيم الموحدة والعلاقات المتعددة الأطراف.
من جهته، قال ماريو لوسيو سوسا، شاعر وكاتب وموسيقار ووزير الثقافة السابق لجمهورية الرأس الأخضر، إن أحد أسباب تخلف وتخبط القارة الافريقية هو غياب "ثقافة العلاقات الإنسانية وعدم الاطلاع على ثقافتنا المشاركة مع جميع مكونات وشعوب القارة".
وأضاف سوسا أن هناك حاجة إلى تعلم الحب، معتبرا أن شعوب القارة "ينبغي أن نتعلم الحب ونتعلم كيف نحب جيراننا"، كما اعتبر أن الدين "المنبع الأول الكفيل بتوحيد الجماعات الإنسانية".
ومضى قائلا: "هل يؤدي الدين دورا توحيدها في أفريقيا؟ طبعا نعم"، واسترسل موضحا أن شعوب القارة عليها أن تحاول "فهم الديانات الموجودة لأنها تتكامل فيما بينها في ترتيب العلاقة مع الله"، محذرًا من السعي وراء إلغاء الأقليات ومحوها، مبرزا أن التعددية "أمر بالغ الأهمية لكي لا تفرض ديانة موحدة على الجميع".
ولفت الكاتب والمثقف الأفريقي إلى أن الثقافة "أفضل استثمار يمكن أن تقوم به الحكومات من أجل تحقيق التنمية"، مبرزا أن دور الفنون في سبيل تحقيق الوحدة الأفريقية محوري، وقال: "ان الغنى والتنوع الثقافي الذي تزخر به القارة مصدر قوة يمكن استثماره لصالح القارة وشعوبها.
أما جون دو ديو صومدا، الممثل الخاص لرئيس نادي الساحل، نائب الرئيس سابقا للمجموعة الاقتصادية، فأشار إلى أن أفريقيا عليها أن تؤدي دورها في الحضارة الكونية من خلال استثمار وإبراز روافد الثقافات العريقة الموجودة فيها.
واعتبر صومدا أنّ الإهمال الذي طال الثقافة بالقارة الأفريقية أثر سلبا على شعوبها واندماجها، مؤكدا أنها يمكن أن تكون "مفتاح نجاحنا إن استطعنا أن ندرك المنافع المترتبة عليها".
وشدد المتحدث ذاته، على أن الثقافة "رافعة كفيلة بتحقيق الاندماج والتكامل الأفريقي شريطة أن يحرص الناس على معرفة بعضهم البعض"، مشيرا إلى أن الثقافة ينبغي التركيز عليها كوسيلة ل"تحقيق التنمية ولا ينبغي أن تحاكي الأنماط التنموية المطبقة في تجارب أخرى".