الحلف الأطلسي يبحث اليوم ملفي أفغانستان وأوكرانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: يجهد الحلفاء الأطلسيون الخميس في بروكسل لإحلال الهدوء غداة الأجواء المتوترة التي سادت اليوم الأول من قمتهم، بتركيز محادثاتهم على افغانستان وأوكرانيا بعد الصدمة التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمطالبتهم بمضاعفة نفقاتهم الدفاعية.
وأشاع ترمب أجواء من التوتر والارتباك بين حلفاء الولايات المتحدة الأربعاء إذ طالبهم برفع نسبة إنفاقهم العسكري الى 4 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي.
وكان الرئيس الأميركي الذي وصل مشحونا إلى بروكسل، باشر إطلاق المواقف العدائية قبل بدء القمة، مهاجما برلين بعنف غير مسبوق.
وقال في تصريحات ملفتة بحدتها النادرة في هذا النوع من اللقاءات بين حلفاء "المانيا تحت سيطرة روسيا بالكامل (..) انها رهينة روسيا".
ثم شدد خلال الجلسة الموسعة على أن يفي الحلفاء بالالتزامات التي قطعوها عام 2014 بتخصيص 2% من إجمالي ناتجهم الداخلي للنفقات الدفاعية بحلول العام 2024، قبل أن يطالبهم برفع هذه النفقات إلى 4% من إجمالي ناتجهم الداخلي.
ولم يأت الإعلان المشترك الذي تبناه قادة الحلف الأربعاء على ذكر هذا الطلب.
وأوضح وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن لوكالة فرانس برس أن "دونالد ترمب بدأ بالقول إنه يكن الكثير من الاحترام للأوروبيين، وبعد ثانيتين انطلق بخطابه حول تقاسم أعباء النفقات الدفاعية"، متحدثا عن نسبة 4%. وأضاف "هذا النهج الحسابي عبثي بعض الشيء".
وقال رئيس بلغاريا رومن راديف خلال لقاء مع الصحافة البلغارية "الحلف الأطلسي ليس سوقا يمكن شراء الأمن فيه".
وتفادى الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الإجابة على الأسئلة حول هذا الموضوع خلال مؤتمره الصحافي في المساء واكتفى بالقول "لنبدأ أولا بنسبة 2% التي ما زالت تحتاج إلى الكثير من الجهود لتحقيقها".
هجوم حاد على ألمانيا
وما زال إنفاق 15 بلدا عضوا في الحلف بينها كندا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبلجيكا، على الدفاع دون نسبة 1,4 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي في 2018، ولن تكون هذه الدول قادرة على احترام تعهداتها، ما يثير غضب ترمب الذي طالب لاحقا في تغريدة بان يرفع الحلفاء نفقاتهم العسكرية الى 2 بالمئة "فورا".
واجتمع ترمب وميركل على انفراد بعد جلسة العمل الاولى للقمة. واثر ذلك غير الرئيس الاميركي لهجته تماما مؤكدا ان لديه "علاقات جيدة جدا" مع المستشارة الالمانية.
وقال انه بحث مع ميركل مشروع خط انابيب الغاز "نورد ستريم" بين روسيا والمانيا، وهو مشروع يعارضه بشدة، لكنه رفض الخوض في تفاصيل الاجتماع.
من جانبها أبدت ميركل "سروها لهذه الفرصة لتبادل الآراء" مع ترمب مكتفية بالقول "نحن شركاء ، نحن شركاء جيدون ونامل ان نستمر في التعاون في المستقبل".
من جهته حض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعضاء الحلف الاطلسي على عدم "اضعاف" التحالف، وذلك قبل ان يجتمع بدوره بترمب.
بعد الحلف الاطلسي، بوتين
وكان الرئيس الاميركي ندد مرارا بمشروع نورد ستريم الذي سيربط مباشرة روسيا بالمانيا وطالب بالتخلي عنه. وهذا الهجوم على خط الأنابيب يستهدف وحدة الصف الأوروبية إذ أنه ملف يثير انقسامات بينهم.
وترى بولندا أن أوروبا لا تحتاج الى هذا المشروع. وقال وزير خارجيتها جاسيك شابوتوفيتش لدى وصوله الى مقر الحلف إن نورد ستريم 2 "هو مثال على دول أوروبية تقدم أموالا إلى روسيا، وتعطيها امكانيات يمكن استخدامها ضد أمن بولندا".
من جهة أخرى دعا الحلف الأربعاء مقدونيا إلى بدء مفاوضات للانضمام إليه، بعد توصلها إلى اتفاق مع اليونان في الخلاف حول اسم هذا البلد. وكان الأوروبيون متخوفين من قمة صعبة.
فقد غادر الرئيس الاميركي واشنطن معلنا ان لقاءه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين في هلسنكي قد يكون "اسهل" من قمة الحلف الاطلسي.
ويود الحلفاء الحصول على توضيحات حول نوايا الرئيس الأميركي في فنلندا. وسيكون هامش التحرك الذي يحظى به ترمب مع بوتين ضيقا.
فالإعلان الصادر عن اليوم الأول من القمة أشبه ببيان اتهام ضد سياسة الرئيس الروسي وتهدف كل قرارات القمة إلى تعزيز قوة الحلف الرادعة للتصدي لأنشطة روسيا.